كتب مصطفى احمد في همسته الصباحية
هل يعرف من أعلن الحرب على الحدود الجنوبية متى ستتوقف؟
“منع أي عدوان استباقي على لبنان “هو هدف ثان وضعه السيد نصرالله في خطابه اول من أمس، إلى جانب الهدف الاول الذي أعلن عنه منذ ثمانية اشهر ، الا وهو “مساندة غزة” .
فالهدف الاول لم يثبت صوابتيه ولم يثبت نجاعته ، ولم يثبت فعاليته اساسا حتى اليوم ، والنتيجة السياسية واضحة أمامنا ، وكذلك النتائج الميدانية . فلقد دمرت غزة وشرد أهلها وقتل من قتل فيها وجرح من جرح، ولا زالت آلة القتل الصهيونية مستمرة في تدمير ما تبقى منها .
وكل ما حصدته “حرب مساندة غزة” التي أعلنت في الثامن من اكتوبر، بقرار فردي من حزب الله ، هو تدمير القرى الحدودية اللبنانية ، ليضاف مشهد الدمار فيها إلى مشاهد الدمار في غزة. فكما نفهم وكما نعلم أن الخطوات الاستباقية تعني أن نهجم ونخترق الحدود، لا أن نقيم خطوط تماس. في ظل تفوق تكنولوجي وعسكري لدى العدو الصهيوني. وطالما لم نفعل هذا الأمر خلال ثمانية اشهر، فكان علينا أن نقوي استعداداتنا لمواجهة أي هجوم من قبل جيش العدو الصهيوني. وهذا ما يقوله المنطق وحسن البصر والبصيرة، وكذلك هذا ما تتطلبه سياسة الصبر الاستراتيجي.
لقد سقط هذا الهدف، هدف مساندة غزة، وأصبح مدار تندر ، وباتت الناس تتساءل هل كانت تستحق هذه النتيجة في غزة ، تدمير القرى اللبنانية وتهجير أهاليها ، وهذا العدد الكبير من الشهداء والجرحى ؟
أما الهدف الثاني الجديد وهو تحت عنوان: “الخطة الاستباقية” ، فهو لن يغطي الفشل السياسي والعسكري
الذي حصل خلال الأشهر الثمانية الماضية، والذي لا يزال مستمرا .
ويحق لنا هنا أن نتساءل وبكل صراحة ومن موقع الحرص: لو بقي الـ ٣٥٠ مقاتلا احياء يرزقون، ولم يسقطوا شهداء ، وبقي ال ١٢٠٠ مقاتلا سليمين ، اصحاء الجسم ، ولم يسقطوا جرحى ، الم يكن افضل لهم وافضل لمعركة التصدي للعدو الصهيوني ، إذا قرر في لحظة ما اجتياح لبنان ؟ ولكانوا قاتلوا مع بقية رفاقهم واخوانهم ، وانضمت إليهم قوى لبنانية عديدة لمواجهة أي عدوان ، واي اجتياح اسرائيلي للبنان .
نقول إن هذين الهدفين لم يقنعا أحدا بصوابية “حرب الاستنزاف” الدائرة في الجنوب اللبناني، والتي لا نعرف متى ستتوقف . وازعم أن من فتح هذه الحرب لا يعرف كذلك متى ستتوقف؟.
ما يقنعنا ويقنع الناس ، هو إيجاد الطريقة المناسبة من أجل إيقاف هذه الحرب الدائرة منذ ثمانية اشهر على الحدود الجنوبية . وكذلك التوقف عن إعلان اهداف ثبت وبالملموس أن نتائجها السياسية والعسكرية كارثية على لبنان وعلى اللبنانيين .
بالامس مر عيد التحرير ، وهنا نسأل كم حرب نحتاج بعد كي نقول إن التحرير قد أنجز ؟ وكم حرب نحتاج بعد كي تقتنعوا أن لبنان وشعبه لم يعودوا قادرين على احتمال حروب جديدة ! فكيف إذا كانت هذه الحروب تخاض بالريموت كونترول ومن بعيد .؟