خاص / أخباركم – أخبارنا: ابلغ القيادي في التيار الوطني الحر وعضو تكتله النيابي (لبنان القوي) ابراهيم كنعان الى متصلين به اخيراً، انه وضع فعلاً مبادرة متكاملة ممنهجة بهدف طيّ صفحة “الازمة الداخلية” التي تعصف بالتيار منذ اشهر عدة، وذلك على خلفية قرار تنظيمي سرى أخيراً، يقضي بفصل نائب رئيس مجلس النواب الياس أبو صعب من التكتل والتنظيم معاً.
واشار كنعان الى انه فور عودته من زيارة له الى الولايات المتحدة الاميركية، سارع إلى الالتقاء برئيس التيار النائب جبران باسيل، وسلمه مبادرة “عاجلة ومتكاملة ومكتوبة”، ترمي إلى تسوية الاوضاع الداخلية غير الصحية في التنظيم الذي يعود انطلاقه الى نهاية عقد الثمانينات من القرن الماضي.
وحسب قول كنعان، فان المبادرة تلك تقوم على الاسس الآتية:
- تجميد كل الاجراءات التنظيمية التي تعتزم الجهات القيادية العليا في التيار اتخاذها، وإعادة النظر في تلك المتخذة في الآونة الاخيرة نظراً للانعكاسات السلبية التي تركتها تلك الاجراءات في داخل التيار وفي خارجه، خصوصاً وانها صورت على انها “عملية تصفية حسابات” في داخل التيار.
- بعد ذلك، تحدد مهلة زمنية للشروع في التسوية المنشودة.
- ثم يتم الاتفاق على وضع صيغة شفافة يحدد فيها معنى الالتزام الحزبي وحدوده وعقوبات الخارجين عنه، على ان تكون تلك الصيغة بمثابة عقد سياسي جديد وثابت.
- بعد ذلك مباشرة، توزع هذه الصيغة بعد اقرارها من الهيئات التنظيمية المعنية على اعضاء التنظيم من قيادات عليا وكوادر وسطى وناشطين، لتكون بعدها بمثابة نص مرجعي يتعيّن على الجميع الالتزام بموجباته. فمن يظهر إعتراضاً على هذه الوثيقة ويجد ان ليس بامكانه التقيّد بها يمكنه عندها الخروج طوعاً من التنظيم واسقاط عضويته منه، اما من يعلن قبوله بهذه الصيغة فان عليه الاعتذار عن الخطأ اذا كان مخطئاً ومخالفاً، وان يتعهد بالالتزام بموجبات الصيغة ومندرجاتها. وهذا الامر يسري على كل من يريد الاستمرار في عضوية التنظيم.
وذكر النائب كنعان ان النائب باسيل ابدى قبولاً بمبادرته تلك من منطلق حرصه على التيار وتماسكه ووحدته، وعلى “المضي قدماً مع رفاق الرحلة النضالية الطويلة والشاقة، الذين لا يمكن إنكار جهودهم وتضحياتهم”. لكن باسيل اكد في الوقت عينه، رفضه لأية ميوعة تنظيمية تفضي الى ظاهرة الدكاكين السياسية المتعددة في اطار التيار الذي يتعيّن أن يكون متماسكاً وصلباً.
وقال باسيل “ان مرحلة التسيّب والفلتان السابقة التي شجعت بعض الرفاق على “اخذ راحتهم وفق اهوائهم” ومخالفة التوجهات المعروفة، آن لها أن تنتهي وتختفي الى غير رجعة لأنها لم تعد تناسب تنظيماً سياسياً مشهوداً له بأن لديه تجربة نضالية مميّزة لأكثر من ثلاثة عقود خلت، قدمت خلالها تضحيات جسيمة وبذلت جهود مضنية”.
وبناء عليه، خلص النائب كنعان على التأكيد بأن مبادرته ما زالت مستمرة، وان ثمة اتصالات ولقاءات تجري للمضي بها حتى النهاية، وأن ثمة اتفاقاً عاماً بأن تاخذ هذه المبادرة فرصتها ووقتها.