أخباركم – أخبارنا
الأنظار متجهة إلى اللقاء الذي سيجمع الرئيسين الفرنسي إيمانويل ماكرون ونظيره الأميركي جو بايدن خلال زيارة دولة يجريها الأخير الى فرنسا، في أعقاب إحياء ذكرى إنزال الحلفاء في النورماندي باستحضار مقارنات بين الحرب العالمية الثانية والنزاع بين روسيا وأوكرانيا.
ومن المنتظر أن يبحث الرئيسان قضايا عدة أبرزها الحرب في غزة وأوكرانيا، لكن أيضا للإعلان عن اتفاقات في مجال الأمن البحري بمنطقة آسيا والمحيط الهادئ، وتعاون محتمل لمكافحة التغير المناخي، ومن المنتظر ان يكون للبنان حصة في هذا اللقاء في ظل تقاسم الأدوار ما بين فرنسا والولايات المتحدة حيث يتولى هوكشتاين مستشار الرئيس الأميركي لشؤون الطاقة المفاوضات مع الجانب اللبناني حول ترتيبات تتعلق بالحدود مع فلسطين وتطبيق الـ 1701 بينما يتولى مبعوث الرئيس الفرنسي الخاص جون ايف لودريان يعمل على الملف الرئاسي.
وتنطلق الزيارة باستقبال رسمي لبايدن عند قوس النصر في باريس قرابة الساعة 10,30 (توقيت غرينيتش)، في سعي لاظهار عودة العلاقة بين واشنطن وباريس الى سابق عهدها بعد سلسلة من التباينات خلال السنوات الماضية.
من جهته أكد المتحدث باسم مجلس الأمن القومي في البيت الأبيض جون كيربي الجمعة أن الطرفين يريدان إظهار أنهما “أقرب مما كنا عليه في أي وقت مضى”.
المحطة الفرنسية تشكل الزيارة الخارجية الأطول لبايدن في خضم حملته للانتخابات الرئاسية في تشرين الثاني، والتي سيواجه فيه الجمهوري دونالد ترامب.
وكان الرئيس الأميركي وصل الى باريس الأربعاء، وانتقل الى منطقة النورماندي بشمال غرب البلاد للمشاركة اعتباراً من الخميس في مراسم إحياء الذكرى الثمانين لإنزال الحلفاء الذي مهّد للانتصار على ألمانيا النازية عام 1944. وبعد الزيارة الرسمية السبت، سيزور بايدن المقبرة الأميركية الأحد، قبل أن يغادر عائداً الى بلاده.
ومن المتوقع أن تثير الزيارة انتقادات إضافية لماكرون المتهم أصلا من خصومه باستغلال محطات دبلوماسية هذا الأسبوع لخوض حملة للانتخابات الأوروبية المقررة في فرنسا الأحد.
توقيع اتفاقيات
واشنطن كانت قد وعدت بالاعلان خلال الزيارة التي يتخللها غداء عمل ومأدبة عشاء رسمية، عن اتفاقات في مجال الأمن البحري في منطقة آسيا والمحيط الهادئ. كما تمّ الحديث عن تعاون محتمل في مكافحة التغير المناخي.
وبالطبع، فإن القضايا الدولية الكبرى لن تغيب عن قمة ماكرون وبايدن، حيث تتطابق مواقف باريس وواشنطن الى حد كبير، على رغم بعض التباينات، ومنها على سبيل المثال بشأن الحرب في غزة.
في مقابل ذلك، تبقى مواقف البلدين متطابقة بشأن الحرب التي اندلعت في أوكرانيا مع بدء الغزو الروسي في أواخر شباط 2022، خصوصاً لجهة تكثيف الدعم الغربي لكييف.
وأكد ماكرون الجمعة إلى جانب نظيره فولوديمير زيلينسكي أنه يريد “وضع اللمسات الأخيرة على تحالف” الدول المستعدة لإرسال مدربين عسكريين إلى أوكرانيا، مؤكدا البدء المرتقب لتدريب طيارين أوكرانيين على مقاتلات ميراج 5-2000 الفرنسية.
وفي حين لا يتوقع أن تحذو واشنطن حذو باريس بإرسال مدربين عسكريين، تبقى الولايات المتحدة الداعم الأبرز لكييف على صعيد التسليح والمعدات العسكرية.
وكان بايدن أكد الخميس أن واشنطن “لن تتخلى” عن أوكرانيا. وقال خلال إحياء ذكرى الإنزال “لن نتخلى عنها لأنه إذا فعلنا فسيتم اخضاع اوكرانيا ولن ينتهي الأمر عند هذا الحد”، مضيفا “الدول المجاورة لأوكرانيا ستكون مهددة، كل أوروبا ستكون مهددة”.