يوميات الجنوب من أخباركم – أخبارنا
شهد جنوب لبنان اليوم هدوءا حذرا بعد اعلان الوزير في مجلس الحرب الاسرائيلي بيني غانتس رؤساء البلدات شمال إسرائيل للاستعداد لأيام أكثر صعوبة، وسط تقارير إعلامية تفيد بأن الجيش الاسرائيلي يستعد لشن هجوم على حزب الله وأنه بانتظار المستوى السياسي.
طغى الهدوء الحذر على أجواء الجنوب الجمعة، ولم تسجل إعتداءات إسرائيلية تذكر، في مقابل تراجع ملحوظ في عدد عمليات الحزب ضد مواقع الاحتلال، الأمر الذي ينذر في انه قد يكون هدوء ما قبل العاصفة.
إلا أن التهديدات الاسرائيلية اللفظية للبنان تواصلت. فرئيس أركان الجيش الإسرائيلي أعلن أن إسرائيل توشك أن تتخذ قرار شن هجوم على طول الحدود مع لبنان، ضد الحزب.
لكن، وتوازيا مع تلك التهديدات، قالت وسائل إسرائيلية إن حربا واسعة في الشمال ستدفع إسرائيل إلى الهاوية مع غياب شرعية دولية داعمة ووجود جيش منهك.
كما نقل موقع أكسيوس عن مسؤولين أميركيين وإسرائيليين أن إدارة الرئيس الأميركي جو بايدن حذرت إسرائيل في الاسابيع الأخيرة من فكرة حرب في لبنان.
وفي محاولة منه لقطع الطريق على أي تصعيد إسرائيلي في جنوب لبنان، دعا الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش إلى تطبيق القرار 1701 وقال إننا نخشى من صراع أوسع نطاقا تكون له عواقب مدمرة على المنطقة.
وزير الزراعة: سنقاوم حتى آخر طفل
شدد وزير الزراعة في حكومة
في المواقف المرتبطة بالأوضاع في الجنوب، شدد وزير الزراعة في حكومة تصريف الأعمال عباس الحاج حسن، على أن “واجبا مقدّسا على الحكومة التعويض على عوائل الشهداء وأهالي الجنوب شاء من شاء وأبى من أبى”. وقال: “سنقاوم الإحتلال الإسرائيلي حتى آخر طفل”.
الحاج حسن اشار في حديث تلفزيوني، الى ان “العدو الإسرائيلي يريد كسر لبنان الصيغة والرسالة، ورئيس مجلس النواب نبيه بري يدعو دائماً إلى الحوار، ولو ذهبنا إليه لكان عندنا رئيس للجمهورية وانتظم عمل المؤسسات”.
وتمنى وزير الزراعة، “أن نختلف في كل شيء إلا الجنوب والمقاومة وحقنا في الدفاع عن وطننا ضد اسرائيل”، مشددا على أن “واجبا مقدّسا على الحكومة التعويض على عوائل الشهداء وأهالي الجنوب شاء من شاء وأبى من أبى”. وقال: “سنقاوم الإحتلال الإسرائيلي حتى آخر طفل”.
واعتبر أنه يجب معرفة حقيقة الاشياء وما حصل في انفجار مرفأ بيروت”.
وقال: “نعمل على مسح الأضرار في الجنوب، وفرق وزارة الزراعة جاهزة بمجرّد توقف الحرب وهناك هيئات أممية تقول بدعم كل الجنوب المقاوم وغير المقاوم. وقد راسلنا منظمة “الفاو” وهي مستعدة للوقوف إلى جانبنا بعد انتهاء العدوان الإسرائيلي على الجنوب وأيضاً الجهات المانحة سوف تساعدنا”.
قبلان: المقاومة ما زالت تعتمد الجيل القديم من السلاح وتحتفظ بالمفاجآت
لفت المفتي الجعفري الممتاز الشيخ أحمد قبلان الى أن “السيادة تبدأ من الأرض والحرب وقتال الحدود السيادية لا من الخنادق الطائفية والعراضات السياسية، وغزة بأرضها ومقاومتها وثبات أهلها مقبرة للغزاة والصهاينة، وللقريب والبعيد في هذا البلد عليه أن يعرف أن ردع المقاومة فوق التصوّر، وما تمتلكه المقاومة صادم بكل التوقعات، وما تقوم به المقاومة ورغم أنه صدم الجيش الإسرائيلي وقيادته الصهيونية، إلا أن المقاومة حتى هذه اللحظة ما زالت تعتمد الجيل القديم من السلاح بمختلف أنواعه وتحتفظ بالمفاجآت الكاسرة للحظة التاريخ، وأيّ قرار بتوسيع الحرب سيواجه بوابل مدمّر ودقيق لم تره إسرائيل بتاريخها، والسلوك الإجرامي لها ينتظر لحظة عقاب تاريخية”.
قاسم: لا حديث بالسياسة والكلمة للميدان
قال نائب الأمين العام للحزب الشيخ نعيم قاسم، الجمعة، أن “مواجهة الحزب للعدو الإسرائيلي في جنوب لبنان هي مواجهة مساندة للمقاومة الفلسطينية ودفاع عن فلسطين”.
وشدد على أن “في مواجهة الميدان الكلمة للميدان، ولا حديث للسياسة ولن تتوقف هذه الجبهة إلا بتوقف إطلاق النار في غزة”.
وأشار قاسم إلى أنه “ليس لدى الحزب مشروع للانزلاق إلى الحرب، ولكن إذا انزلقت إسرائيل يعني أنها قررت الحرب والحزب سيواجه ذلك”.
وتابع، “ما ترونه من ردود مؤلمة على العدو هي لردع إسرائيل، وهذه الردود محدودة بأهدافها، وليست ما يمتلكه حزب الله من قدرة للردود التي يحين وقتها”.
وتساءل قاسم: “هل يُعقل أن نوقف جبهة المساندة وإطلاق النار مستمر في غزة، ليكن معلومًا لديكم في مواجهة الميدان الكلمة للميدان، ولا حديث في السياسة، وإذا أردتم السياسة لتؤثر على الميدان أوقفوا الحرب في غزة لتتوقف في لبنان، أوقفوها في غزة واتفقوا مع الفلسطينيين تتوقف عندنا دون أن نتعاطى في التفاصيل”.
يزبك: المقاومة تذيق العدو مرارة الذل والانكسار
اعتبر رئيس الهيئة الشرعية في الحزب الشيخ محمد يزبك، أن “المقاومة تحدد اليوم لهذا العدو القواعد، فإذا ما تجاوزها فإنها له بالمرصاد، فشتان ما بين العام 1982 والمقاومة اليوم التي تخوض حربها إسنادا لغزة، وتذيق العدو مرارة الذل والانكسار، وتحذره من مغبة تجاوز المعادلة لأنه سيلقى ما لم يكن بحسبانه”.
وأضاف: “مهما حاول بعض قادة العدو رفع الصوت والتهديد والوعيد فإن ذلك لا يجديهم، لأن يد المقاومة طويلة وحاضرة، وسوف تؤلمه كما يؤلم الآخرين، وحتى اليوم لم تستخدم المقاومة إلا ما تراه مناسبا ضمن قواعد وحدود ما فرضته”.
ورأى أن “المقاومة الفلسطينية سطرت أروع الملاحم خلال تصديها ومواجهتها لحرب العدو على غزة بالأشهر الثمانية الماضية، فعلى الرغم من وحشيته وعدوانه وارتكابه الإبادة والتجويع لم يحصد إلا المزيد من العار بقتل الأطفال والنساء”.
دعموش: العمليات الأخيرة للمقاومة من شأنها أن تثني العدو عن المغامرة بحرب واسعة
رأى نائب رئيس المجلس التنفيذي في الحزب الشيخ علي دعموش في خطبة الجمعة، أن “العدو لا يزال يتخبط في جبهتي غزة ولبنان، ولم يحصد من عدوانه الوحشي سوى الفشل والإحباط والشعور بالهزيمة، بينما المقاومة بالرغم من كل الجراح، تواصل عملياتها وتحقق إنجازات وتكرس معادلات”، معتبرا أن “العمليات الأخيرة التي أدخلت المقاومة فيها قدرات وأسلحة ورسائل جديدة، ستشكل عنصرا جديدا لردع العدو، ومن شأنها أن تثني العدو عن المغامرة بحرب واسعة، لأنه أدرك أن الحرب ضد الحزب ستكون كلفتها كبيرة وكبيرة جدا”، مشددا على أن “ما جرى في الأيام الأخيرة على الجبهة اللبنانية والأداء النوعي للمقاومة المؤثر والمؤلم للعدو، هو صورة مصغرة وبسيطة عما يمكن أن ينتظر العدو في حال أراد القيام بعدوان واسع على لبنان”.
وأوضح أن “المقاومة أثبتت من خلال آدائها في الميدان أنها لا تأبه بتهديدات العدو وأنها على أتم الاستعداد للذهاب بعيدا في عملياتها إذا أراد العدو التصعيد وتوسعة دائرة المعركة، ويجب أن يعرف العدو أن مقابل كل اعتداء هناك رد أشد وأقوى وأكثر إيلاما، وأن التصعيد والتمادي في العدوان لن يمكنه من فرض شروطه وإيقاف جبهة لبنان واستعادة المستوطنين، لأن المقاومة لن تدع هذا العدو المأزوم يحقق أهدافه في لبنان”.
عز الدين: المقاومة متفوقة على العدو ومتحكمة بالميدان
شدد عضو كتلة الوفاء للمقاومة النائب حسن عزالدين، على أن “الجبهة الجنوبية لا تقل أهمية عمّا يجري في غزة وجبهتها، ولولا هذه الجبهة، لتمكّن هذا العدو أن يؤلم المقاومة وأهل غزة أكثر مما يتصور أحد في العالم، ولذلك هذه الجبهة مستمرة طالما استمر العدوان على غزة، لا سيما وأنها فاعلة ومؤثرة وتعطي نتائج في صميم اهتزاز وتزلزل الكيان الصهيوني وضعفه، فضلاً عن تمزق الروحية لهذا الجيش الذي يهددونا به لاجتياح لبنان”.
وأوضح أن “لدى المقاومة اليوم تقدم وتطور على مستوى استهداف الهدف ونوعيته وأولويته وخطورته على العدو، فضلاً عن كثافة وقوة النيران على الهدف وتمركز عدة أسلحة على مكان واحد، مما يؤلم هذا العدو، وهذا ما نشاهده في سرب الطائرات الانقضاضية التي ترسلها المقاومة نحو أهداف العدو، فضلاً عن الصواريخ وغيرها من الأسلحة”.
وختم النائب عز الدين بالقول : “المقاومة اليوم متفوقة على هذا العدو ومتحكمة بالميدان، وهي التي تبادر، ولذلك نحن نستطيع أن نقول بأننا مستمرون في نصرة غزة وفلسطين، وعندما ننتصر لغزة، فإننا في واقع الأمر ندافع استباقياً عن بلدنا ووطننا”.
الأحرار: بأي منطق تُحَمِّل الحكومة الشعب اللبناني تبعات قرار اتخذه حزب منفردا؟
اشار حزب الوطنيين الأحرار في بيان، أنه إذ “يقر بحق المواطن الجنوبي وعوائل الشهداء بالتعويض عليهم جراء الحرب العبثية التي تأخذ من ارض الجنوب وأهله مسرحا لها”، يرى أن “المسؤولية لا تقع على الدولة بل على من بادر إلى فتح جبهة مساندة غزة إنطلاقا من ارض الجنوب، وأقحم لبنان وشعبه، في أتون الموت والدمار، ضاربا بعرض الحائط سيادة الدولة ومغامرا بحياة المواطن الجنوبي، خدمة لمآرب سياسية خارج حدود الوطن”.
ولفت إلى أن “حزب إيران الذي بادر منذ الثامن من تشرين الاول الماضي إلى اتخاذ قرار الحرب دون استشارة أحد، ومن ورائهِ الجمهورية الإسلامية الإيرانية، هما الجهة التي يجب ان يوجه اليها السؤال عن صرف التعويضات عن الخسائر الناجمة عن حرب المُشاغلة البائسة هذه، التي لا يريدها اللبنانيون بغالبيتهم العظمى، والتي تتزايد يوما بعد يوم دون آفاق لوقفها”.
وختم: “من حق اللبناني ان يسأل: بأي منطق تُحَمِّل الحكومة الشعب اللبناني تبعات قرار اتخذهُ حزب إيران منفردا؟ بينما كان الأجدى بها العمل الجاد على استعادة أموال المودعين المنهوبة، بدل تكليف المواطن أعباء ناتجة عن قرارات لم يتخذها ولا يُريدها أصلا”.
يوميات الجنوب
لم يحمل الوضع الميداني في الجنوب الجمعة أي تطورات تذكر، بل تميز بالهدوء النسبي والحذر، حيث قصفت مدفعية العدو منطقة رأس الناقورة، كما أغارت مسيّرة معادية على منطقة “الساير” في أطراف بلدة كفرحمام الجنوبية.
من جانبها، اعلنت المقاومة، استهداف آلية عسكرية داخل موقع بركة ريشا بصاروخ موجه أصابها إصابة مباشرة.
كذلك استهدفت مرابض مدفعية العدو الإسرائيلي في خربة ماعر وانتشاراً لجنوده في محيطها بقذائف المدفعية، كما استهدفت انتشاراً لجنود العدو الإسرائيلي في حرش نطوعا بالأسلحة الصاروخية.