السبت, يوليو 19, 2025
27.4 C
Beirut

في قرءاة عميقة لمسار المواجهات على الحدود الجنوبية خبير إستراتيجي لموقعنا: الوضع مرشح لمزيد من الإحتدام ولكني أستبعد الحرب

نشرت في

كتب ابراهيم بيرم لأخباركم – أخبارنا: إرتفعت خلال الساعات الـ 36 الماضية، الاعمال والانشطة العسكرية بين مقاتلي “حزب الله” والجانب الاسرائيلي، واتسعت مدياتها وتنوّعت الأسلحة المستخدمة فيها، مما عزز مجدداً موجة المخاوف من اقدام تل ابيب على تنفيذ عمل عسكري واسع النطاق ضد الجنوب اللبناني، خصوصاً بعدما رفع القادة العسكريون والسياسيون الاسرائيليون من وتيرة تهديداتهم ضد (ا ل ح ز ب). واللافت ان هذه التهديدات اكتسبت بعداً آخر بعد أن ظهرت من واشنطن وعواصم غربية أخرى مواقف تحذر تل ابيب من مغبة الاقدام على هجوم واسع، كونه سيفتح الباب واسعاً أمام تدخل ايراني واسع ومباشر، وهو من شأنه أن يضع المنطقة برمتها على صفيح حرب اقليمية.
واللافت ان الاعلام اللبناني حمل امس كلاماً مفاده ان واشنطن تمنّت فيه على (ا ل ح ز ب) عبر وسطاء، ضبط النفس من جهة واقناع حركة “حماس” بقبول المقترح الاميركي من جهة أخرى لردع نتنياهو عن القيام بأي فعل متهور.
ولكن على الرغم من كل هذه المناخات التصعيدية والوضع الميداني المحتدم، فان الخبير الاستراتيجي العميد الياس فرحات، لا يزال عند قراءته القديمة التي تستبعد أي عمل او نشاط عسكري يتخطى الخطوط والضوابط المألوفة منذ 8 تشرين الاول الماضي.
ويقول العميد فرحات في تقدير موقف لموقعنا أخباركم – أخبارنا: منذ أن اقدمت القوات الاسرائيلية على اجتياح معبر رفح في 20 أيار الماضي، فاننا عاينّا تصعيداً من جانب (ا ل ح ز ب) على جبهة الحدود الجنوبية مع الكيان العبري، إذ ان المقاومة اقدمت على ادخال اسلحة وتكتيكات عسكرية جديدة.
فهي عملت اولاً على تكثيف ضرباتها على المستوطنات في الجليل الاعلى ومنها مستوطنات لم تستهدف قبلاً، مستخدمة صواريخ ذات حشوة تفجيرية عالية من نوع صواريخ “بركان” التي تحمل حشوة تفجيرية تصل الى 100 كيلوغرام.
وفي تطور اكبر ومدوٍ، ادخلت المقاومة سلاح المسيّرات المتطورة والذكية، والجديد انها اتت على شكل أسراب تضم ما بين 3 الى 6 مسيّرات لتكون لها فاعلية الاصابة وتشتيت القبّة الحديدة الاسرائيلية. ولقد فعل هذا السلاح فعله في المواقع والقواعد والنقاط العسكرية الاسرائيلية التي طاولها واستهدفها، فسمعنا العدو وهو يعلّي صوته متوجعاً من هذا النوع من السلاح المتطور.
وفي السياق التصعيدي عينه، يضيف فرحات، ادخل (ا ل ح ز ب) خلال الساعات الماضية وعلى نحو مفاجىء سلاحاً جديداً عدّه بعض الخبراء كاسراً للتوازن، تجسّد في الصواريخ المضادة للطائرات الحربية. وقد وجهت هذه الصواريخ 4 مرات نحو طائرات اسرائيلية كانت خرقت لتوّها الأجواء اللبنانية. صحيح أن هذه الصواريخ لم تصب اياً من الطائرات الاسرائيلية، إلا ان ظهورها كرّس واقعين جديدين:
الاول، انها اجبرت الطائرات الحربية الصهيونية على العودة من حيث اتت تحسباً وخوفاً.
الثاني، وهذا هو الاهم، انها جعلت المؤسسة العسكرية الصهيونية تقر بالمخاطر المستقبلية لمنظومة الدفاع الجوي التي أظهر (ا ل ح ز ب) امتلاكه لها، وبأنها قد فوجئت بوجودها عند (ا ل ح ز ب)، وأنه بات لزاماً عليها أن تحسب لها الف حساب كونها عنصراً جديداً في معادلة صراع بلغت أعلى درجات احتدامها اخيراً.
ورداً على سؤال، اجاب العميد فرحات: اللافت ان (ا ل ح ز ب) لا يزال لحد الآن يستنكف عن أمرين بمقدوره ان يفعلهما وهما:
الاول، توسيع مديات المعركة لتطاول اهدافاً مدنية أو تجمعات بشرية في الكيان.
والثاني، انه ما زال يحرص الى حد بعيد على ابقاء مدى الرمي عنده ضمن نطاق منطقة الجليل الاعلى المحتل. والاستثناء شبه الوحيد من جانب (ا ل ح ز ب) هو انه استهدف اخيراً مواقع عسكرية اسرائيلية في منطقة الجولان السوري المحتل. والواضح ان (ا ل ح ز ب) يلجأ الى قصف هذه المواقع بشكل مدروس عندما يستشعر بأن الاسرائيلي قد تجاوز قواعد الاشتباك وخطوطه، لا سيما عندما يستهدف الطيران الاسرائيلي مناطق في البقاع.
ويضيف: عموماً الوضع مرشح لمزيد من التفاقم والاحتدام، ومع ذلك أستبعد أي عمل عسكري واسع من جانب تل ابيب، في حين نرى ان اليد الاسرائيلية ما زالت مردوعة عن فعل يحاكي الاجتياح للجنوب وتنفيذ التهديدات لثلاثة اسباب جوهرية:

  • الرفض الاميركي لأيّ توسيع للمواجهات القائمة حالياً ودفعها لتكون حرباً اقليمية. وقد جددت واشنطن تحذيرها هذا اخيراً عندما حذرت تل ابيب صراحة من ان أي توسيع لنطاق المواجهات سيجذب ايران لتكون شريكة مباشرة فيها لأنها لن تترك (ا ل ح ز ب) مستفرداً.
  • ان اسرائيل تخشى فعلاً من وجود اسلحة تجهلها موجودة في ترسانة (ا ل ح ز ب) التي تضخّمت في الاعوام الاخيرة.
  • ان القيادة الاسرائيلية تخشى فعلاً أن يدمر (ا ل ح ز ب) ما صار يعرف بـ “المنطقة النابضة”، مما سيشكل ضربة كارثية لها كون هذه المنطقة هي شريان حيوي للكيان.

شارك الخبر:

اضغط على مواقع التواصل ادناه لتتلقى كل اخبارنا

آخر الأخبار

More like this

لبنان وسوريا… خطوط التّماس المفتوحة والارتدادات المحتومة

✍️ د. ليون سيوفي – مرشّحٌ سابق لرئاسة الجمهورية | باحث وكاتب سياسي🗓️ 18...

تجدد العنف في السويداء وتحذيرات من انزلاق لبنان إلى أتون الفتنة

اخباركم -أخبارنا/ عايدة الأحمديةتشهد محافظة السويداء السورية تصاعدًا خطيرًا في أعمال العنف، بعد مجازر...

الاستراتيجية الدفاعية: بين الحاجة الوطنية والكلام السياسي العابر!

✍️ بقلم اللواء الركن المتقاعد سمير الحاج📍 أخباركم – أخبارنا | 17 تموز 2025 يكثر الكلام عن...