أخبارنا ــــ أخبارنا
رد النائب ايهاب مطر عبر منصة “اكس” على منشور للنائب مارك ضو حول الغاء مهرجان للسينما ابريوله للأفلام القصيرة في طرابلس بسبب تحريض ممنهج من قبل أئمة مساجد، وكان مقرراً أن تُعرض تلك الأفلام الملغية في مقر جمعية تابعة لرئيس الحكومة في طرابلس.
وقال مطر في رده: “طرابلس لا تنتظر شهادة من أحد. ومعادلتها الثقافية ثابتة ومحصنّة ومزينة بالفنّ والعلم والانجازات التي يصنعها ابناؤها، ونرفع رأسنا بها وبهم. المشكلة بمن يود تغييّر ثقافتها وخرقها لزرع الأفكار المسمومة خدمة لايديولوجيات لا تشبهنا”، مؤكدا ان “طرابلس مدينة علم وعلماء وحداثتها تشهد على مدى انفتاحها واعتدالها وتعددها. وسقطت كل محاولات عزلها عن لبنان”.
اضاف: “الزميل العزيز مارك ليست الافلام الخارجة عن اخلاق الطرابلسيين ومبادئ أهلها هي المعيار لتحديد علاقتها بالكوكب، خصوصاً أن هناك من خرّب الكوكب بأفكاره وعزله عن المجرّة بأكملها”.
وختم: “الحياة الفردية حاضرة في طرابلس ولا تمر فرصة أو مناسبة الا ونشهد فيها على مبادرات ثقافية تعبّر عن المدينة وتاريخها.ولكل مدينة طابعها ورونقها وثقافتها واحترام ذلك واجب على الجميع. ونرفض اي تطاول على أئمتنا ومشايخنا”.
وكان النائب ضو كتب عبر حسابه على “اكس” منشورا بعنوان “طرابلس… انتصار الأئمة على السينما”.
اضاف: “هناك إصرار من البعض على أن تبقى طرابلس خارج الكوكب، خارج المعادلة الثقافية، خارج قيمتها الحضارية والتعددية… وهناك مشكلة فعلية جزئية تتعلّق بمصادرة الحياة الفردية في المدينة، لكن قلما يتطرّق أحد الى هذه المحنة، دائماً يكون الهروب من الواقع، نحو الماضي الغابر والنوستالجي”.
تضامن “أمم”
ابدت “أمــم للتوثيــق والأبحـــاث” اســـتيائها العميـــق إزاء حملات التحريض التــــي أدت إلى منع «مهرجان كابريوله للأفلام القصيرة» في مدينة طرابلس. ورأت أن هذا الأمر يندرج في ســــياق الحالــة العامّة التي تلف طول البلاد وعرضها والتي قوامها الإمعان في تفتيت مساحة الحرية وإلغاء كل أشكال التنوّع.
وثالت في بيان اليوم: “تنظر «أمــم للتوثيــق والأبحـــاث» بعين الريبة إلى الميل القائم في جعل البلاد اسيرة “فتوات الأحياء”، “ورجالها” الذين لا يلهيهم شيء عن المنع وعن استسهال إلغاء أي اختلاف، وتحويل هذه البقعة من المعمورة إلى جزر يكسوها الظلام الدائم، وتتكلم باسم الرب/الله وفرقه المختلفة في الـ«نهي عن المنكر»، مع ما يستتبع ذلك من سيطرة على الفضاءات العمومية وتسطيحها لصالح رؤى واحدة لا شريك له”.
واعتبرت أن “هذه الحملات تمثل انتهاكًا صارخًا لحرية التعبير والتنوّع الثقافيّ في لبنان واستمرارًا في عملية تدمير إرث مدينة طرابلس الثقافي العريق الذي وثقته «أمم» عبر العمل على حفظ أرشيفها الفنيّ والبحث في حياتها السينمائيّة وتحولاتها وتاريخ دورعرضها التي تواجه اليوم خطر الهدم الكليّ وصولًأ إلى اندثار ذكراها أيضًا”.
وأعلنت عن تضامنها “مع ضحايا تلك الحملات الممنهجة، وتدعو المجتمع المدني الثقافي اللبناني عمومًا والطرابلسي خصوصًا، إلى الوقوف في وجه هذه الحملات وخلفياتها، والحفاظ على التنوّع الذي يشكل بقعة الضوء في هذا البلد”.