خاص
كتب باسل عيد لأخباركم – أخبارنا
17 عاما مرت على اغتيال أحد رموز “ثورة الأرز” وأبرز أصواتها المرتفعة، التي صدحت بعد اغتيال الرئيس الشهيد رفيق الحريري للمطالبة بإنشاء محكمة دولية، تقاضي المرتكبين الفعليين لجريمة العصر.
منذ 17 عاما، امتدت يد الغدر والإجرام لتطال النائب القاضي وليد عيدو ونجله خالد في منطقة المنارة في بيروت، ومن بعدهما كرت سبحة الاغتيالات لتطال الأصوات الحرة، لشخصيات كان كل همها بناء لبنان الحديث، المستقل، السيد، الحر، لبنان العزة والكرامة والإباء والتطور.
بعد 17 عاما، الجرح لايزال نازفا لدى أسرة الشهيدين، وليد وخالد، وهو حقا لن يندمل طالما أن العدالة حتى اليوم لم تأخذ مجراها في قضيتهما، ولم ترجع حق دمهما الذي أريق غدرا في سبيل حرية وطن الأرز.
زاهر عيدو، نجل الشهيد وليد وشقيق الشهيد خالد، أطلق عبر موقعنا صرخة مدوية، عبرت عما يعتصر قلوب الأسرة حتى يومنا هذا، فبدأ بكلمة من صميم قلبه المجروح الذي يعتليه الغصة، توجه بها إلى وليد وخالد، فقال: “الكلام لوالدي ولخالد لا يصدر إلا من القلب، ولا يمكن أن أقول إلا بأننا اشتقنا لكما كثيرا ونحبكما كثيرا، وحبذا لو أنكما اليوم موجودان إلى جانبنا في هذه الأوقات الصعبة التي نمر بها، لأنكما كنتما لنا السند والظهر، نرفع رؤوسنا بكما، اذ حتى يومنا هذا نسمع الرحمات عليكما أينما تجولنا في بيروت وكل لبنان”.
وعن قرار المحكمة الدولية في قضية استشهاد الرئيس رفيق الحريري، وعما اذا كان هذا القرار أنصف الشهيدين وليد وخالد، قال زاهر عيدو: أنا لم أقتنع بقرار تلك المحكمة في ما يخص قضية الرئيس الحريري وهو لم يشف غليلي. فنحن أسرة قانونية، ووالدي كان رئيس محكمة لمدة 32 عاما ومدع عام لمدة 7 سنوات، وهو معروف بمناقبيته وبآدميته. كذلك الأمر، كان أخي خالد من أبرع المحامين وهو لم يستفد من اسم والده، بل فتح مكتبه الخاص قبل 4 أيام من تاريخ استشهاده”.
اضاف عيدو: المحكمة الدولية اتهمت بعض الاسماء، ولكنها لم تشر في قرارها الى دول او رؤساء او احزاب كبرى، لأنه بكل بساطة، السياسة لا تسمح لها بذلك. وقال: بالنسبة لي، فإن السياسة هي آخر همي، فأنا أريد حق والدي وشقيقي، وكذلك حق الرئيس رفيق الحريري، الذي، ومنذ استشهاده، يغرق البلد يوما تلو الآخر من دون تحقيق أي خطوة للأمام.
وأكد عيدو، على أن الرئيس الشهيد رفيق الحريري، “وضع لبنان على الخريطة الدولية ورفع إسمه عاليا وأعاد إعمار ما هدمته الحرب. ومع اغتياله، اغتالوا كل لبنان، تماما كما اغتالوا كبار الشخصيات الوطنية أصحاب الكف النظيف في لبنان، بدء من المفتي الشهيد حسن خالد، وصولا الى شهداء ثورة الأرز”، مشيرا إلى أن هكذا شخصيات، مثل وليد عيدو، الذي لا يوجد في قاموسه اللون الرمادي وكانت مواقفه شجاعة وكذلك عندما كان قاض ومدع عام، “يؤذي هؤلاء المجرمين ولهذا قتلوه”.
وذكر عيدو، كيف أن والده كان أول المطالبين بإنشاء محكمة دولية لكشف حقيقة من اغتال الرئيس رفيق الحريري، لأنه كان يدرك “بأننا في لبنان لن نصل إلى نتيجة من خلال القضاء المحلي، واستطاع حينها أخذ تواقيع 82 نائبا على العريضة المطالبة بإنشاء تلك المحكمة، إلى أن تم اغتياله قبل أيام من إنشائها”.
وانتقد عيدو طريقة تفاعل الرئيس سعد الحريري مع القرار الصادر عن المحكمة الدولية، مشددا على أنه “ليست بهذه الطريقة نحصل على حقنا. أما في حال كان هو راض عن الأمر بسبب أنه يريد أن يعمل في السياسة ويريد تدوير الزوايا فهذا شأنه. لكنني كإبن وليد عيدو أنا لا يمكنني أن أقبل بهذا الأمر”.
وتابع قائلا: “آخر همي كل البلد وما يحصل فيه، خصوصا بعد 17 عاما مما عشنا فيه كعائلة، ما يهمني أن يبقى والدي وأخي إلى جانبي حتى لو احترق كل البلد. لو استطعنا تحقيق العدالة كاملة وغير منقوصة وحصلنا على حقوق جميع من استشهدوا من شخصيات ثورة الأرز، بدء من الشهيد رفيق الحريري، واصبح بلدنا بالفعل حرا ومحترما، لكنت قبلت بما حصل، ولكن أن يستشهد ابي واخي مجانا مقابل لا شيء، وفي مقابل تراجع وضع بيروت وأهلها والطائفة السنية بشكل عام، فهو أمر لا يمكن السكوت عنه ولا القبول به أبدا”.
وختم: بعد استشهاد وليد عيدو، أتحدى بأن يكون هناك نائب بيروتي قد تحدث بإسم أهل العاصمة أو حصل لهم حقوقهم كما كان يفعل والدي.
وكان عيدو كتب عبر صفحته على “فايسبوك” ما يلي:
١٧ سنة و ما بيمرق يوم ما بتجي سيرتكم
١٧ سنة و الدموع ما نشفت
١٧ سنة و كيف ما اجت سيرتكم او تذكرنا ذكرايات الناس كلها بتحكي عنكم بالمنيح
١٧ سنة و الجرح بعده كبير كبير كتير
اشتقتلك يا خيي يا حبيب قلبي يا حبيب كل الناس الّي عرفوك يا رفيقي يا صوت المحبة و العدل و الحق الّي كان عطول ينصحني و يوقف حديّ بكل الاوقات الصعبة
اشتقتلك يا بابا يا ريّس وليد يا حبيبي يا أقسى و احّن قلب بنفس الوقت
١٧ سنة والبلد و القضية الّي استشهدتوا كرمالها انباعت بأرخص الأتمان
١٧ سنة و كلّ ما شوف أمّي و العذاب و الحزن و الحسرة الّي عم بتعيشن كلّ يوم قلبي بيعصر اكتر و اكتر
١٧ سنة و البلد كلّ يوم لورا اكتر و اكتر و السياسة اوسخ و انجس بيخلوّني كل يوم قول من حرقة قلب “آخر همّي البلد و القضية و يا ريت كنتوا معنا و حدّنا”
آاااااخ يا وجع القلب
آاااخ يا حرقة و حزن عم يكبروا مع الزمن
آااااخ شو اشتقتلّكم