كتب مسعود محمد لأخباركم – أخبارنا: ما بعرفن ما شايفن غطوا وجوهن بالوعر ولم يطلبوا شيئاً لهم في الحياة.. أرادوا ان يعطوا بلا حدود وبلا حساب.
عندما تلتقي بأحدهم تنصدم بأنه انسان قبل كل شيء، يحب الحياة ويقاتل بلا هوادة فهم اختاروا قبل كل شيء الوطن وانسانيتهم الا انهم ظلموا من ذوي القربى وتحملوا نتائج حبهم للوطن، فخسروا وتشردوا وعاشوا حياة متواضعة، ليسوا وحدهم “كنا كتار” هكذا قال لي زياد بتواضعه.
منهم من مات بصمت وألم من دون ان يملك ثمن الدواء، ومنهم من فقدوا عائلاتهم التي تعبت من نضالاتهم، بينما غرق الآخرون في الفساد فركبوا السيارات الفارهة وجلسوا بالبيوت الدافئة واستفادوا من مناصبهم ليكونوا ماريشالات تتكلم باسمهم، وتسكر حتى الثمالة وتدعي البطولات وتتكلم عن صولات وجولات من القتال، إلا انها لا تعرف معظم وجوههم، لن اسمي فليبق الماريشال في متاهته، وليعش في عزلته.
قال لي أحد قادتها يوم قيل لنا “الأرض لمن يحررها” رفضنا وقلنا “الناس تقرر شكل الحكم ومن يحكمها” عبر الانتخابات والديمقراطية نحن لم نقاتل لنستولي على الأرض نحن قاتلنا لنحرر الأرض وهذا هو الفرق ما بيننا وبين من يقاتل اليوم.
هذا المقال هو تحية لأربعة من قادتها من دون ان احمّلهم مسؤولية كلامي، فأحدهم شهيد ودمه دين علينا ونحن نعرف قاتله ولن نسامح ولن ننسى وسنبصق في وجه قاتله، انه الشهيد الكبير جورج حاوي والثلاثة الآخرون هم حسين وزياد ونسيم.
عام 1982 بلغ التصعيد العدواني الإسرائيلي مرحلة جديدة من مراحله، فقامت قوات الغزو، في الكيان الإسرائيلي الغاصب، باحتلال العاصمة اللبنانية بيروت. وكانت قيادة الحزب الشيوعي قد توقعت وصول العدو الى بيروت وأبلغ الشهيد جورج حاوي حينها كوادر الحزب في اجتماع موسع أنه ينبغي على كل شيوعي أن يكون جاهزاً لإنزال أشد الضربات بالعدو من حيث هو موجود من دون انتظار أي تعليمات لأن التواصل قد ينقطع.
في السادس عشر من أيلول من العام ذاته، انتقل النضال الوطني اللبناني نقلة متقدمة، فأطلق الوطنيون اللبنانيون جبهة المقاومة الوطنية اللبنانية، وخاضوا قتالاً ضد الغزاة في شوارع العاصمة المحتلة، وعلى امتداد الجغرافيا اللبنانية التي اجتاحتها قوات العدوان. لم يكن نداء المقاومة الذي أطلقه الشيوعيون اللبنانيون بالتحالف مع رفاقهم في منظمة العمل الشيوعي نصاً غائماً، بل كان سطوراً حيّة وحيوية تضج بزخم الصمود الذي جعل العاصمة بيروت عصيّة على الاجتياح طيلة ثلاثة شهور من حصارها، وكان النص تتويجاً لتاريخ من التصدي المشترك، اللبناني والفلسطيني، امتد منذ أواسط الستينات عبر إطلاق الحرس الشعبي وصولا الى إطلاق جبهة مقاومة وطنية أسقطت إتفاق الذل إتفاق 17 أيار بالتحالف في ما بين قوى وطنية لبنانية وفلسطينية، لتثبت للعدو أن البقاء في أرضنا مستحيل وأن دخوله الى لبنان لن يكون نزهة.
كان نداء المقاومة نداء وطنياً لكل لبنان ولكل لبناني لم يستثن أحداً ولم يسمح للعدو باللعب على الوتر الطائفي للبلد كان نداء “من كل الوطن الى كل الوطن “، وقال لي الكبير جورج البطل عنها “كان قراراً واعياً بالقتال ولم يكن قراراً عبثياً”.
وقد جاء في النداء:
“يا أبناء بيروت البطلة
يا أبناء شعبنا اللبناني العظيم في الجنوب والجبل والبقاع و الشمال.
أيها المقاتلون الوطنيون الشجعان…
إن العدو الإسرائيلي المستمر في حربه الوحشية ضد لبنان منذ أكثر من مائة و أربعة أيام، يبدأ اليوم بتدنيس أرض بيروت الوطنية الطـاهرة التي قاومـت ببطولة طوال هذه المدة ولقنته في خـلدة والمتحف وفي ضاحيتها الجنوبية وكل مداخلها دروساً في البطولة لن ينساها.
إن العدو المجرم يتنكر لكل الإتفاقات التي أجبر على إبرامهـا بفضل المقاومة البطلـة للشعبين اللبناني والفلسطيني بقيادة القوات المشتركة، يستهدف إقتحام بيروت الوطنية التي اسـتعصت عليه عندما كانت في حال الإسـتنفار والتعبئة، و قبل تثبيت الخطة الأمنية التي قضـت بتسليم أمن بيروت للسلطة الشرعية.
إن العدو الإسرائيلي يستأنف جريمته النكراء وسط الرعاية الأميركية نفسها التي تميزت بالخداع المكشـوف والرخيص، والتي أظهرت خلالها الولايات المتحدة الأميركية أنها القائدة الفعلية للعدوان عسكرياً وسياسياً ضد لبنان و شعبه، و يكشف التذرع بجريمة إغتيال بشير الجميّل، للقيام بهذا العدوان الغادر على بيروت الوطنية مسؤولية إسرائيل وأميركا عن جريمة الإغتيال، كما يؤكّد مـدى خطورة الأهداف المجرمـة التي يحملها المخطط الأميركي – الإسرائيلي ضد لبنان وحدةً وكياناً ومصيراً.
إن أميركا و إسرائيل لا تريدان لبنان بلداً موحّداً مستقلاً حرّاً سيّداً.
إن أميركا وإسرائيل ستتابعان تنظيم الدسـائس والمؤامرات لتفرقة شعبنا وتقسيم بلادنا وتجزئتها تأميناً لسيطرة جديدة لهما على لبنان، و عبر لبنان على سائر الأقطار العربية المجاورة.
يا رجال ونساء لبنان من كل الطوائف والمناطق والاتجاهات،
أيها اللبنانيون الحريصون على لبنان بلداً عربياً سيداً مستقلاً،
الى السـلاح تنظيماً للمقاومة الوطنية اللبنانية ضد الإحتلال وتحريراً لأرض لبنان من رجسه على إمتداد هذه الارض من أقصى الوطن الى أقصاه”.
يوم السادس من حزيران عام 1982، كانت بيروت تحترق إلا أنها لم ترفع الاعلام البيضاء، ورفضت نثر الأرز على المحتل كما فعلت بيئة مدعي المقاومة اليوم وكانت وما زالت تخدم العدو بممارساتها طوراً بالتخلي عن بحرنا للعدو وطوراً عبر تحضير الأرض لتسليمها للعدو مقابل تسويات لمشغلها الإيراني.
حينها تحوّلت بيروت الى درساً للغزاة، ودرساً لكل مستسلم؛ بيروت رفعت بندقيتها بدل الشارات البيضاء.
كتب مهدي عامل ذاك الثائر الذي قتله من كان يريد إنهاء دور تلك المقاومة وتحويلها من وطنية الى طائفية مرتزقة مرتبطة بأجندات خارجية في 26 أيلول 1982:
“قالوا: وتكون الحرب في لبنان خاطفة. أيامٌ معدودات، ويركع من لم يركع بعد، ومن لا يفهم إلا لغة القهر.
وقالوا: لا سلام سوى شالوم. “إسرائيل” روما العصر.
لملوك “اسرائيل”، لأسيادهم الإمبرياليين و أسياد حثالة أمتنا في أنظمة الزفت العربية، لصغار الفاشيست نقول:
يطيب لنا أن نبصق في أوجهكم.
سنقاتلكم حتى بأظافرنا.
قبضتنا بوصلة التاريخ، وطلقة حريتنا تخترق جدار القلب النابض منكم بالموت الرابض في أضلعكم.
ونقول: سنبني وطناً ينهض حجراً حجراً فوق قبور تتسخ بكم.
أنتم مزبلة التاريخ.
وبيروت مدينة أحرار قطعوا عهداً: سنقاومكم”.
وانطلقت العمليات العسكرية، فكانت الطلقة الأولى تحت منزل مهدي عامل الذي لجأ اليه قائد تلك المقاومة جورج حاوي مع مرافقيه، وأمر مرافق له برمي قنبلة على حاجز للعدو وشاهد من شباك صغير من مطبخ المنزل مرافقه وهو يرمي القنبلة، فكانت رسالة عملية من الميدان من الشهيد جورج لإلياس عطاالله بأن يباشر بالعمليات العسكرية فوراً، فكانت عملية محطة أيوب وعملية صيدلية بسترس، وأطلق المناضل من الحزب القومي السوري خالد علوان النار على جنود العدو في مقهى الويمبي في الحمرا، ليصرخ العدو هلعاً عبر مكبّرات الصوت “يا أهالي بيروت لا تطلقوا النار نحن خارجون”، وقد وثّق الفنان أحمد قعبور تلك اللحظة التاريخية بأغنية حفظت بداية أول الإنتصارات العربية الحقيقية على العدو الإسرائيلي عبر إجباره على الإنسحاب من بيروت “والله وطلعناهم بره”.
تفريغ الجنوب من الشيوعيين
في كتاب كريم مروة نائب الأمين العام السابق للحزب “فصول من تجربتي”، وتحديداً في الصفحة 103 كتب يقول: إن “تأسيس جبهة المقاومة والعمليات الأولى التي رافقت إصدار البيان التأسيسي الذي صدر من منزل القائد الشهيد كمال جنبلاط، كان يرمي من قبل الشيوعيين تحديداً إلى خلق الشروط لوطنية لبنانية جديدة يتوحّد حولها اللبنانيون والقوى السياسية التي تمثلهم من كل الاتجاهات، في الدفاع عن الوطن ضد العدو الأساس المتمثل بإسرائيل”.
لكن المؤسف في ذلك الحين أن تلك الصرخة الوطنية الصادقة قوبلت من جهات متعددة كان أكثرها شراسة ما واجهه الشيوعيون من قبل حركة (أمل) و(حزب الله) الناشئ حديثاً بالاغتيال والخطف اللذين ذهب ضحيتهما عديد من المناضلين، كان في مقدمتهم المفكران حسين مروة ومهدي عامل وقبلهما القائدان الشيوعيان سهيل طويلة وخليل نعوس، فضلاً عن عدد من خيرة أبطال جبهة المقاومة ذاتها.”
و”الحزب” اختار لمقاومته السرية التي حضّر لها، مقاتلين مؤهلين للعمل على إنجاز مهمة التحرير. ولم يكن الأمر سهلاً بعد تحرير صيدا والجوار والعودة إلى تخوم الشريط الحدودي، إذ إن التسلل في مناطق نفوذ “أمل” لتنفيذ العمليات في المناطق المحتلة كان صعباً، “فهي أقامت سجوناً خاصة بالشيوعيين في زفتا وتعرض المقاومون للتعذيب هناك، وكان التسلل داخل المناطق المحررة بالصعوبة نفسها في اجتياز المواقع الإسرائيلية”.
وتفننت (أمل) في التنكيل بالشيوعيين، واستخدمت أبشع وسائل الترهيب والترويع والاعتداء والتهجير الذي طال أكثر من 600 شيوعي من بلداتهم وقراهم في الجنوب على قاعدة أنهم غير مرغوب فيهم، ولجأ معظمهم إلى بلدة الرميلة الشوفية الساحلية القريبة من صيدا، ومن ثم اعتقلت المقاومين ضد الاحتلال الإسرائيلي وقامت بتعذيبهم”.
وحركة “أمل” لم تترك عنصراً في المقاومة أو ناشطاً معروفاً أو عاملاً اجتماعياً أو كادراً تعليمياً أو طبيباً أو نقابياً إلا وأذاقته مما في جعبتها من صنوف الإرهاب، مثل كامل صباح وأحمد صالح (شقيق النائب الحالي في كتلة التنمية والتحرير عبدالمجيد صالح) وخليل ريحان (نجا من محاولة اغتيال) وحسن صباغ وهاني زين الدين وحسن حدرج وأديب وهبي وديب الجسيم وميشال واكد، القيادي في الحزب آنذاك ابن حارة حريك الذي خطف في الرابع من كانون الأول/ ديسمبر عام 1985، من منطقة بئر العبد في الضاحية الجنوبية، على بعد أمتار قليلة من مركز أمني تابع لـ”حزب الله”، ووجد في السادس من شباط/ فبراير 1986 مقتولاً ومشوهاً على شاطئ السان جورج في عين المريسة في بيروت. أما جريمته فكانت محاولته إعادة المسيحيين الذين هجرتهم حركة “أمل” ومن ثم “حزب الله” من المنطقة، ليشتروا في ما بعد أراضيهم، بأبخس الأثمان، بالترهيب والترغيب، بواسطة عدد من تجار البناء معروفي الهوية والتمويل، لإقامة ما سمي لاحقاً بـ (المربع الأمني) وجعله من لون طائفي واحد.
مع الانسحاب الثاني لإسرائيل (انسحاب عام 2000)، تغيّرت الصورة الناصعة للمواجهة والمقاومة في الجنوب، وتغيّر الجو السياسي العام تماماً، واغتيل عدد من قيادات المقاومة في (القومي) و(الشيوعي)، ومهدت تلك الاغتيالات الطريق نحو صعود النسخة المشوّهة من المقاومة بطابعها الطائفي الإسلامي، حين جرى تفريغ الجنوب من أهل الجبهة وطرد الشيوعيين من النبطية وصور وغيرهما بعد ملاحقات واغتيالات طاولت قيادات وكوادر، وبذلك تم القضاء على التنوع بالنسيج القائم في الجنوب وفي المقاومة، وألبس (حزب الله) العباءة الإيرانية للمقاومة، من أجل تحقيق مشروع لم ينتبه إليه البعض في البداية، أو ربما انتبهوا ولم يكن بإمكانهم المواجهة فخضعوا للأمر الواقع المفروض من حكم الوصاية السورية”.
وحده الحزب الشيوعي تصدى لتلك المحاولة، إلا أن بدايات انهيار الاتحاد السوفياتي وانقطاع الدعم والإمكانات وشراسة القتل والتنكيل اللذين حصلا في صفوف الشيوعيين، دفعهم لاحقاً إلى التراجع مكرهين، لتبدأ مرحلة صفراء بتاريخ لبنان والمنطقة، فتتحول تلك المقاومة الطائفية إلى جيش تابع للنظام الإيراني هدفه تكريس هيمنة ذلك النظام على لبنان واخرج الحزب الشيوعي من المعادلة بداية عبر اخراج القائد جورج حاوي من المعادلة السياسية ومن ثم من قيادة الحزب وأخيراً عبر قتله غدراً.
تلك المقاومة تقاطعت مصالح العديد من القوى على وقف عملها من يمين الدولة اللبنانية، التي لم تحتضن تلك المقاومة، الى اليمين العربي المتمثل حينها بالنظام السوري الذي دخل الى لبنان العام 1975 بالتفاهم مع إسرائيل وموافقتها لإنهاء أي إمكانية لخلق حالة تحررية على شواطىء المتوسط بقيادة الشهيد كمال جنبلاط، فكان القرار السوري بإغتياله لإجهاض عملية التغيير الحقيقية الأولى بقيادة الحركة الوطنية اللبنانية، حتى لا تمتد عدوى التغيير الى الدول العربية الأخرى. وأكملت عملية منع التغيير الثانية عندما لاحت الفرصة بإنضمام الشهيد رفيق الحريري الى تجمع البريستول الداعي الى تحرير لبنان من سوريا، فتم قتله بسبق إصرار، وقتل معه الشهيدان جورج حاوي لأنه كان أحد الأبوين الشرعيين للمقاومة الوطنية اللبنانية، هو ومحسن إبراهيم الأقدر على لعب الأدوار الوطنية على مستوى كل الوطن وفضح الإدعاءات الواهية بقتال إسرائيل. أما الشهيد الثاني فكان سمير قصير الذي ربط ربيع بيروت بربيع دمشق، بوعي نضالي ومعرفة حقيقية بطبيعة العلاقات في ما بين لبنان وسوريا وفلسطين. فقد أراد عنواناً واضحاً لتلك العلاقة يختصر بكلمة سحرية تدعى “الديمقراطية”، وفهم سمير قصير مبكرا أن فلسطين لن تتحرر بلا ديمقراطية حقيقية في العالم العربي.
يوم 25 أيلول/ سبتمبر من العام 2000 وبتصريح له حول العلاقات اللبنانية – السورية، قال الشهيد جورج حاوي: “ندعو الى تصحيح العلاقة اللبنانية – السورية من موقع الأخوة والصداقة لإزالة الشوائب العديدة التي تعتريها وتظهرها على صيغة هيمنة ووصاية لا تبقي للبنان سلطة ومؤسسات ومجتمع…
كما لا بد من اعادة تحديد دور القوات السورية بعد التطورات الإقليمية الجديدة، وعددها واماكن تموضعها الجديدة ومدة هذا الوجود… ولا بد من تحديث اسس العلاقة الأمنية واحترام القوانين الادارية اللبنانية والسلطات القضائية اللبنانية.
ان استمرار الصيغة الراهنة للعلاقة مرفوض وهو بذاته إدانة للدور السوري الذي تولى الأشراف على الأمور في لبنان طيلة السنوات الماضية…
فلم ينزع فتيل الانفجار ولا عناصر الفتنة..
ان القضية الوطنية اللبنانية في هذه المرحلة، هي قضية استعادة السيادة الوطنية اللبنانية كاملة غير منقوصة لبناء وطن حر مستقل وسيّد، وطن عربي بانتماء طوعي حر الى العروبة… لا في ظل تعريب مفروض…”.
ليس غريباً أن نسمي نحن الوطنيين أمثال عامر الفاخوري “عملاء” ويسمّيهم التيار الوطني “مبعدين” ويسكت “حزب الله” عن الموضوع بورقة تفاهم وخبث، فالخلاف بيننا أصلاً عميق وهو حول دور وهوية لبنان، فلبنانهم تارة فينيقي وتارة إيراني، ويرتبط بمحاور خارجية يقودها حسين العصر الخامنئي، وتنتمي الى تياره أقليات طائفية مذهبية. أما لبناننا فهو عربي الهوية وسيد وحر ومستقل دافع عنه لبنانيون أحرار من كل الوطن وكانوا لكل الوطن.