أخباركم – أخبارنا
وسط زحمة المبادرات التي يشهدها لبنان والتسويات المحتملة المرتبطة بصفقات ما تحت الطاولة، يتبادر إلى الأذهان مصير قوى المعارضة اللبنانية، وعلى رأسهم حزب القوات اللبنانية، في ظل كل هذا الحراك الجاري، لاسيما وأن “القوات” ثابتة على موقفها في رفض كل الطروحات المتداولة وعلى رأسها “تشاور” الرئيس نبيه بري، واتجاه بعض المعارضة الى النحو باتجاه قبول مبادرة بري.
سؤال واحد يتبادر إلى الأذهان: هل نجحت المبادرات المختلفة بمحاصر حزب القوات وتطويقه؟
طرحنا هذا السؤال على المحلل السياسي المقرب من “القوات” جورج حايك، الذي جزم لموقعنا بأن أحدا “لم يستطع تطويق القوات رغم المحاولات الحثيثة في هذا الاتجاه”، مرجعا لذلك لكون حزب القوات “ينطلق من تمثيل شعبي كبير، لا يمكن لأحد أن يتخطاه، لا الحزب ولا الرئيس بري ولا حتى بعض الأحزاب والقوى السياسية كالتيار الوطني الحر وغيرها”.
حايك اعتبر ان محاولة النائب جبران باسيل الأخيرة “أخذ الأمور على عاتقه في مسألة التفاوض مع بري والحوار ليعلن نفسه الممثل المسيحي الأول في الحياة السياسية، فإنه في مكان معين يحاول أن يبيع رئيس مجلس النواب بعض التنازلات وجر بعض مكونات المعارضة معه، وصولا الى عقد صفقة مع بري من خلال جلوسه على طاولة الحوار في مقابل حصوله على ضمانات معينة”.
ورأى أن ما قام به باسيل “أغرى بعض القوى المعارضة التي ذهبت في هذا الاتجاه، لتقول لبعض الدول ولعواصم القرار وللجنة الخماسية، بأننا لسنا ضد الحوار الذي يقوم على ضمانات من قبل الرئيس بري بفتح جلسات متتالية لانتخاب رئيس”.
إلا أنه، وبحسب حايك، فإن “للقوات رأي آخر. إذ أنها تحترم مكونات المعارضة، ولكنها تعتبر بأن حوار بري محاولة لتكريس عرف خارج الدستور، يعطي الثنائي الشيعي دور الوصاية على الاستحقاقات الدستورية، ومنها رئاسة الجمهورية”.
وأوضح حايك، بأن رئيس القوات سمير جعجع، “وضع مقاربات ثلاث لحل مسألة الجمهورية، وغير ذلك من المحاولات لن يكتب لها النجاح، من ضمنها الالتفاف على القوات وحصارها والذهاب الى الحوار”.
وذكر حايك، بأن “القوات لم تشارك في بعض جلسات الحوار في عهدي الرئيسين ميشال سليمان وميشال عون، وهذه جلسات قد باءت بالفشل، بالرغم من غياب القوات عنها، ولم يتم تنفيذ قراراتها لأن الثنائي كان دائما يبيع سمك في البحر، ويوافق على أمور من دون ترجمتها، كإعلان بعبدا”.
وأردف: القوات تقول لكل مكونات المعارضة التي تتباين معها بالمواقف، فليتحمل كل مسؤوليته أمام الرأي العام والنتائج، فهناك مصير بلد لا يحتمل تنازلات من هذا النوع.
وأكد على ان القوات “تحترم تعدد الرأي في المعارضة وتترك لها حرية القرار، إلا أن موقفها أكثر صلابة ولا تراجع، وكل محاولات التطويق لن تنجح، فالزمن الأول تحول ولم يعد كما في التسعينات وغيرها خلال الظروف السابقة من عزل القوات واضطهادها”، مشددا على ان “القوات اليوم، لها حيثية كبيرة في الشارع اللبناني ككل، وفي الشارع المسيحي خصوصا، ومهما فعلوا لن يكتب له النجاح”.
ختم حايك: لا القوات ولا جبران باسيل يثقان بالرئيس بري وبالثنائي بشكل عام، وذلك نتيجة تجارب سابقة، والقوات على ثقة بأن بري لن يلتزم بضماناته لأن الحزب على وجه التحديد لا يريد رئيسا للجمهورية في الوقت الحالي، خصوصا وأن المنطقة تغلي والحرب مشتعلة في الجنوب وغزة، وأن كل ما يطمح اليه الحزب ان يفاوض حول ترسيم الحدود من دون اعطاء رئيس الجمهورية المنتخب هذه الأفضلية”.
