كتب إبراهيم بيرم لأخباركم – أخبارنا: قبيل ايام اطل عضو اللجنة التنفيذية في حركة “فتح” عزام الاحمد، المولج من جانب الحركة الاشراف على الساحة اللبنانية، من مقر السفارة الفلسطينية في بيروت، ليطلق تصريحات اضافت مادة سجالية جديدة الى مساحة الخلاف التاريخية بين “فتح” وحركة “حماس”، وذلك عندما اعلن عن تأجيل جلسة الحوار المقررة مبدئياً في بكين برعاية صينية بين ممثلي الطرفين، الى إشعار غير مسمى.
فالقيادي الفلسطيني المخضرم اتى الى بيروت مبدئياً انفاذاً لمهمة تنظيمية تخص حركته، وهي الاشراف على اعمال المؤتمر العام السادس لتنظيم “فتح” في الساحة اللبنانية، واقرار مخرجاته ونتائجه ومباركة القيادة الجديدة التي انتخبها المؤتمر لـ “اقليم فتح في لبنان”.
لكنه لم يتقيّد بحدود تلك المهمة، بل استغل المؤتمر الصحافي المعقود في السفارة ليلقي ليكشف عن استمرار الخلافات الفلسطينية، خصوصاً وقد اعلن الاتي:
- ارجاء جلسة الحوار المقرر موعدها مبدئياً في بكين والتي كانت استكمالاً لجلسة حوار أولى رعتها القيادة الصينية. وذكر انه ابلغ ذلك القرار الى ممثلي فصائل منظمة التحرير التي التقاها في بيروت.
- اراد ان يكرر مقولة يعرف مسبقاً ان “حماس” ترفضها، وفحواها ان الخلاف الحاصل بين الفصيلين ليس “صناعة فلسطينية”، انما هو صناعة ارادة خارجية لا تريد للشعب الفلسطيني بأن يمارس حقه في تقرير مصيره وانهاء الاحتلال واقامة دولته المستقلة.
- اعلن أن “فتح” ورغم ذلك، تتمسك بخيار الوحدة الوطنية في اطار منظمة التحرير الممثل الشرعي الوحيد للشعب الفلسطيني.
المستغرب من جانب “حماس” هو الظرف والتوقيت اللذين اختارهما الاحمد لكي يعلن عن تأجيل حوار بكين، علماً انه حوار ممتد منذ سنوات وتحديداً منذ عام 2007. اذ من المعلوم ان هذا الحوار واستمراره هو بفعل جهود مكثفة بذلتها دول كبرى عربية واجنبية بهدف التوصل الى صيغة تصالحية بين التنظيمين الفلسطينيين الاكبرين.
والمعلوم أيضاً ان جلسات الحوار والتفاوض تلك جرت في القاهرة والعلمين والجزائر لتنتقل الى موسكو وتنتهي اخيراً في بكين. واذا كانت تلك الجلسات المتنقلة قد عجزت عن تحقيق المبتغى والمرتجى منها نظراً إلى حجم التباينات ومساحات انعدام الثقة، إلا انه كان لتلك الجلسات ايجابيات منها: - تبديد اجواء الاحتقان بدرجات معينة.
- وضعت الطرفين امام مسؤولية اساسية، وهي السعي لايجاد قواسم مشتركة بينهما خصوصاً امام جمهورهما المتعطش للتهدئة والتوحد بعد الاثمان الكبيرة التي دفعها من جراء الانقسام.
- أثبتت تلك الجلسات أن ثمة ارادات خارجية وازنة تحرص على القضية الفلسطينية ويهمها المحافظة على رحلة النضال الطويلة لهذا الشعب.
حيال ذلك، ابلغت مصادر قيادية في حركة “حماس” الى موقعنا، استغرابها من ان يبادر الاحمد الى اختيار بيروت وفي هذا التوقيت بالذات، للاعلان عن تأجيل المفاوضات على نحو بدا معها وكأنه نعي لهذا المسار، خصوصاً انه أتى من طرف واحد ولم تتبلغ قيادة “حماس” بهذا الامر وفق القنوات التنظيمية المعهودة.
لذا تضيف تلك المصادر بأن تصريح الاحمد على هذا النحو، يستشف منه عن امر اساسي، وهو ان ثمة رغبة لدى قيادة رام الله في النيل من نتائج عملية “طوفان الاقصى” وما تركته من تداعيات وتأثيرات ايجابية عاصفة اعادت للقضية هالتها وصداها وموقعها. في المقابل، تريد هذه القيادة إعادة الاعتبار الى منهج التسوية الذي اتبعته منذ عام 1993 ولم يفض الى تحقيق أي وعد من الوعود التي اغدقت على الشعب الفلسطيني، ومشهد الوضع في الضفة الغربية مثال جلي.
ورداً على سؤال، قالت تلك المصادر: رغم ما اعلنه الاحمد في بيروت، ورغم ما نسمعه من تهديدات بمحاسبتنا بعد انتهاء الحرب على غزة فاننا لن نرد بالسلبية، بل نؤكد بأن حركتنا لا تعارض أي جهود تريد التوصل الى تفاهمات بيننا وبين الأخوة في حركة “فتح”. ليست لدينا أي مشكلة في خوض مفاوضات تحت عنوان “ترتيب البيت الفلسطيني الداخلي” والذي قلنا مراراً انه يبدأ باعادة النظر بوضع منظمة التحرير الفلسطينية لتصير فعلاً ممثلاً شرعياً ووحيداً للشعب الفلسطيني، اضافة الى اجراء انتخابات نزيهة في كل مناطق الوجود الفلسطيني.
وتخلص تلك المصادر الى انه ومع ذلك كله، ما زلنا نضع زيارة الاحمد في اطار متابعة اوضاع تنظيمية في حركة “فتح”، وليس لها اي علاقة بمشاورات الصين.