أخباركم أخبارنا – تقرير غزة
على الرغم من تراجع حدة الضربات الإسرائيلية والقتال بين اسرائيل وحركة حماس منذ اعلان توقف جزئي عن إطلاق النار لأسباب إنسانية في جزء من القطاع، أفاد الدفاع المدني في غزة بمقتل 17 فلسطينيا في عمليات قصف إسرائيلية على مخيم النصيرات في الوسط.
سياسيا حذّر عضو مجلس الحرب الإسرائيلي السابق بيني غانتس خلال لقائه مبعوث بايدن آموس هوكشتاين من أنّ “وقت التوصّل إلى اتّفاق بشأن الحدود الشمالية مع لبنان بدأ ينفد”، في وقت يحمل الأخير طرحاً بديلاً للحزب بالتراجع 7 كيلومترات فقط. ووجّه غانتس رسالة قوية لرئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو بشأن المستوطنات الشمالية وقال: “على إسرائيل أن تقرر، الوضع لا يمكن أن يستمر بهذا الشكل عاماً آخر. يجب عودة سكان الشمال إلى منازلهم بحلول الأول من أيلول إما باتفاق أو بالتصعيد”.
من جهته ، قال رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو إن وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن أكد له أن إدارة الرئيس جو بايدن تعمل بجدية على إلغاء القيود المفروضة على شحنات الأسلحة الموجهة لإسرائيل. تأتي هذه الخطوة في إطار تعزيز الدعم العسكري الأميركي لإسرائيل، والذي يعتبر حيوياً في ظل التوترات الإقليمية الحالية والمواجهة المستمرة مع حماس.
وأضاف نتنياهو في بيان رسمي أنه أعرب خلال لقائه مع بلينكن الأسبوع الماضي عن تقديره العميق للدعم الثابت الذي تقدمه الولايات المتحدة لإسرائيل منذ بدء الحرب ضد حركة المقاومة الإسلامية (حماس) في أكتوبر تشرين الأول. وأشار إلى أن هذا الدعم يشمل ليس فقط المساعدات العسكرية، بل يمتد أيضاً إلى المجالات الدبلوماسية والاقتصادية، مما يعكس العلاقات القوية والتحالف الاستراتيجي بين البلدين.
نتنياهو تشرشل العصر
وفي وقت سابق الثلاثاء، قال نتنياهو في فيديو نشر على موقع “إكس” أنه “خلال الحرب العالمية الثانية، قال تشرشل للولايات المتحدة: “أعطونا الأدوات، وسوف نقوم بالمهمة. وأنا أقول، أعطونا الأدوات وسننهي المهمة بشكل أسرع بكثير”.
وتابع نتنياهو أنه “عندما كان الوزير بلينكن هنا مؤخرًا في إسرائيل، أجرينا محادثة صريحة، وقلت إنني أقدر بشدة الدعم الذي قدمته الولايات المتحدة لإسرائيل منذ بداية الحرب”.
ما يجري في غزة لا يقبل به ضمير
وحذر مفوض الأمم المتحدة السامي لحقوق الإنسان فولكر تورك من أن الوضع في الضفة الغربية، بما في ذلك القدس الشرقية، “يتدهور بشكل كبير في حين أن هناك موتاً ومعاناة في غزة لا يمكن أن يقبل بهما ضمير”. وأشار تورك إلى أنه حتى يوم 15 حزيران، قُتل 528 فلسطينياً بينهم 133 طفلا على أيدي قوات الأمن الإسرائيلية أو المستوطنين منذ تشرين الأول، وقال إن “بعض الحالات تثير مخاوف جدية من عمليات قتل غير قانونية”.
وقال تورك إن “23 إسرائيلياً قتلوا في الضفة الغربية وإسرائيل في اشتباكات مع فلسطينيين أو خلال هجمات نفذها فلسطينيون”.
وأضاف أنه يشعر “بالفزع من تجاهل طرفي الصراع في غزة للقانون الدولي لحقوق الإنسان والقانون الإنساني الدولي”.
وقال “الضربات الإسرائيلية المستمرة في غزة تسبب معاناة هائلة ودمارا واسعا فيما يستمر تعسفيا منع وعرقلة دخول المساعدات الإنسانية”.
وأضاف “تواصل إسرائيل احتجاز آلاف الفلسطينيين بشكل تعسفي. ويجب ألا يستمر ذلك”.
وقال ان “الفصائل الفلسطينية المسلحة تواصل كذلك احتجاز رهائن، وبعضهم في مناطق مأهولة، مما يعرض الرهائن والمدنيين للخطر”.
الميدان
وواصلت قوات الاحتلال الإسرائيلي، في اليوم الـ256 من العدوان، قصف مناطق عدة من قطاع غزة ووسطه وجنوبه، ما أسفر عن استشهاد 17 مواطنا وإصابة العشرات، فيما حذرت الأمم المتحدة من أن الحرب حوّلت القطاع إلى جحيم. وأهالي القطاع على حافة المجاعة، وإن إيصال المساعدات إليهم شبه مستحيل.
وبحسب وكالة الأنباء الفلسطينية، انتشلت طواقم الاسعاف جثامين 8 شهداء وعدد من الجرحى، جراء استهداف منزل لعائلة الراعي، و5 جثامين جراء استهداف الاحتلال محال تجارية لعائلة المدهون في مخيم النصيرات وسط قطاع غزة، وجرى نقلهم لمستشفى العودة.
وقالت مصادر محلية، إن عددا من آليات الاحتلال اقتحمت مدينة نابلس، وتمركزت في محيط المستشفى العربي التخصصي.
واستهدفت طائرات الاحتلال منزلا لعائلة حرب في مخيم البريج، ما أدى إلى استشهاد عدد من الأشخاص وإصابة آخرين.
وواصلت قوات الاحتلال توغلها في عدة محاور بمدينة رفح جنوب القطاع وسط إطلاق نار وقصف مدفعي كثيف.
ونفذت طائرات الاحتلال سلسلة غارات على منطقة المغراقة ومحيط منطقة وادي غزة شمال مخيم النصيرات، والمنطقة الشرقية من مدينة دير البلح وسط قطاع غزة.
ونفذت طائرات الاحتلال كذلك غارات استهدفت أرضًا زراعية في محيط منطقة المفتي شمال النصيرات، وأخرى على حيي تل الهوا والزيتون في مدينة غزة.
وحسب آخر تحديث نشرته وزارة الصحة في القطاع أمس، فقد بلغت حصيلة الحرب المستمرة منذ السابع من شهر أكتوبر الماضي عن استشهاد 37347 شخصًا، غالبيتهم من النساء والأطفال، وإصابة 85372 آخرين.
من جهة ثانية قالت هيئة البث الإسرائيلية إن جهاز الأمن العام الإسرائيلي “الشاباك” فتح تحقيقا بشأن شبهات بتسريب معلومات من داخل الأجهزة الأمنية الإسرائيلية بعد السابع من أكتوبر.
وأوضحت الهيئة أن الشاباك يشتبه بتسرب معلومات من أجهزة الأمن إلى قراصنة إنترنت عملوا لصالح إسرائيل ضد دول معادية، لكنهم تسببوا بأضرار كبيرة.
وأضافت أن قراصنة الإنترنت الإسرائيليين تسببوا بكشف عمليات سرية للاستخبارات الإسرائيلية بدلا من تحقيق أهدافهم.
وأشارت هيئة البث الإسرائيلية إلى أن محاولة قراصنة الإنترنت اختراق أهداف بعدة دول دفع الدول المعنية إلى تعزيز تحصين الأهداف التي كان من المفترض مهاجمتها.
وقالت إن القراصنة حاولوا منذ السابع من أكتوبر تعطيل البنى التحتية في بعض الدول.
وكانت هيئة البث الإسرائيلية زعمت وجود وثيقة تؤكد أن الجيش الإسرائيلي والمخابرات كانا على علم بخطة حركة حماس للقيام بمعركة طوفان الأقصى قبل 3 أسابيع من موعد الهجوم في 7 أكتوبر الماضي.
وأشارت الهيئة إلى أن فرقة غزة في جيش الاحتلال الإسرائيلى قد أعدت وثيقة توضح خطة حماس وما تضمنته من اختطاف ما بين 200 إلى 250 رهينة.
ووفقا لمزاعم هيئة البث، فقد شرحت الوثيقة بالتفصيل عملية احتجاز الرهائن وكيفية التصرف في الحالات القصوى.
ونقلت عن مصدر أمني قوله إن الوثيقة كانت معروفة لقيادة الاستخبارات ولقيادة فرقة غزة على أقل تقدير.
من جهتها أعلنت الإمارات،عن تنفيذ عملية الإسقاط الجوي الـ50 للمساعدات الإنسانية والإغاثية على قطاع غزة في منطقة دير البلح، في أول أيام عيد الأضحى، ضمن مبادرة “طيور الخير” التي أطلقتها الإمارات، نهاية فبراير الماضي، وتضمنت عملية الإسقاط طرود تحتوي على 38 طناً من المساعدات الغذائية والإغاثية بمناسبة عيد الأضحى، بما يسهم في تلبية احتياجات الشعب الفلسطيني في هذه المناسبة والتخفيف من معاناته.
ونفذت القوات الجوية الإماراتية عملية الإسقاط بطائرة من طراز “C17” فوق المناطق المعزولة التي يتعذر الوصول إليها في قطاع غزة.
ووصل إجمالي المساعدات التي تم إسقاطها منذُ انطلاق المبادرة، 3382 طناً من المساعدات الغذائية والإغاثية، ويتجاوز حجم المساعدات الإغاثية التي أرسلتها الإمارات إلى قطاع غزة براً عبر معبر كرم أبو سالم، وجواً عبر “طيور الخير” نحو 3752 طناً.
الحوثيون يغرقون سفينة
قالت هيئة عمليات التجارة البحرية البريطانية الثلاثاء إن سفينة استهدفها الحوثيون في 12 حزيران حزيران على بعد 66 ميلا بحريا جنوب غربي مدينة الحديدة اليمنية “يُعتقد أنها غرقت” في البحر الأحمر.
وكان الحوثيون ومصادر أخرى قد حددوا في السابق أن السفينة المتضررة هي “توتور” المملوكة ليونانيين. وقد تعرضت للقصف بصواريخ وقارب ملغوم مسير في 12 يونيو حزيران، وكانت المياه تتسرب إليه.
وأضافت هيئة عمليات التجارة البحرية البريطانية في تحديث أمني “أبلغت السلطات العسكرية عن رصد حطام بحري ونفط في آخر موقع ورد أن السفينة كانت موجودة فيه”.
وسيكون غرق السفينة توتور هو الثاني لسفينة تجارية يستهدفها الحوثيون منذ نوفمبر تشرين الثاني، فيما يقولون إنه تضامن مع الفلسطينيين في غزة.
وثيقة توقعت هجوم 7 أكتوبر
كشفت هيئة البث الإسرائيلية عن وثيقة استخباراتية أعدها الجيش الإسرائيلي في أيلول الماضي، تستعرض تدريبات لقوات النخبة في كتائب القسام تتضمن اجتياحا واسعا لمناطق إسرائيلية وأسر ما يتراوح بين 200-250 إسرائيليا.
وأظهرت الوثيقة التي أعدتها فرقة غزة أن قادة الاستخبارات كونوا تصورا لخطة حماس لمداهمة الغلاف واقتحام مواقع واختطاف مئات الأشخاص قبل أقل من ثلاثة أسابيع من 7 أكتوبر.
من جانبه، أكد الجيش الإسرائيلي في رد على هيئة البث أن التحقيقات جارية لاستخلاص الدروس من تلك الأحداث، وسيتم عرض النتائج بشفافية على الجمهور.
وقال مسؤولون أمنيون إن الوثيقة كانت معروفة لدى كبار أجهزة الاستخبارات، وعلى الأقل لدى فرقة غزة.
ووفقا للتقرير، فإن فرقة غزة حصلت على الوثيقة مباشرة بعد إعدادها وتم “تجاهلها بالكامل تقريبا”.
وأشار التقرير إلى أن الوثيقة الاستخباراتية صدرت قبل أسبوعين فقط من هجوم السابع من أكتوبر الماضي، ووصفت بالتفصيل الخطة التي أعدها القسام لمداهمة واجتياح مواقع إسرائيلية في “غلاف غزة”، وتوقعت الوثيقة عدد الإسرائيليين الذين سيتم أسرهم خلال الهجوم.