أخباركم – أخبارنا
شهدت الامتحانات الرسمية التي انطلقت اليوم حدثًا مثيرًا للجدل، حيث تأخر بدء الامتحانات لبعض الوقت صباحًا، مما أثار تساؤلات حول الأسباب الحقيقية وراء هذا التأخير. وقد تضاربت التصريحات والروايات حول هذه الواقعة، مما يسلط الضوء على حالة الارتباك والفوضى التي تعاني منها المؤسسات الحكومية اللبنانية.
فيما أعلن وزير التربية والتعليم العالي عباس الحلبي أن سبب تأخير الامتحانات الرسمية لبعض الوقت صباح اليوم هو خطأ في مسابقة مادة الكيمياء، كشفت مصادر متابعة أن تأخير وصول المسابقات إلى مراكز الامتحانات سببه تسريب حصل الساعة 1 فجرًا للمسابقات وعلمت به الوزارة الساعة 6 صباحًا، وطلبت من اللجان بشكل عاجل إعداد مسابقات جديدة.
وزير التربية نفى ذلك وقال إن الكلام عن تسريب مسابقة الكيمياء قبل انطلاق الامتحانات الرسمية صباح اليوم عارٍ عن الصحة جملة وتفصيلًا.
وفي مقابل الكلام عن تسريب الأسئلة، ظهرت رواية أخرى حول سبب التأخير. فقد عزت مصادر مواكبة السبب الفعلي إلى خلافات إدارية داخل وزارة التربية، أدت إلى تباطؤ مقصود في طباعة أوراق الامتحان، بحيث تم إتلاف عشرات الصناديق الحاوية للأسئلة مما أدى إلى تأخير إرسالها إلى مراكز الامتحان.
وربطت المصادر مباشرة بين “الخلافات التي تلت إقالة المديرة السابقة لدائرة الامتحانات وما جرى”، واتهمت مصادر في وزارة التربية “بعض الموظفين التابعين لمسؤول سابق في الدائرة، بالعمل على إظهار فشل المشرفين على الدائرة اليوم”.
سواء كان هناك تسريب أم خلافات، فإن هذه الواقعة تعكس حالة التردي والفوضى التي تعم المؤسسات الحكومية، كما تعكس مدى تدخل الجهات النافذة في سير الأمور.
ما حصل يكشف الخلل في قضية يفترض أنها تحظى برعاية خاصة وإدارة حازمة. فقضية تأخير الامتحانات الرسمية تعد مؤشرًا خطيرًا على حالة التردي الإداري والتنظيمي في المؤسسات الحكومية اللبنانية، وخاصة في قطاع حيوي مثل التعليم. هذه الحادثة تكشف عن عمق الأزمة التي يعاني منها النظام التعليمي في لبنان، وتبرز الحاجة الملحة إلى إصلاحات جذرية وشاملة. كما أنها تسلط الضوء على ضرورة تحييد المؤسسات التعليمية عن الصراعات السياسية والإدارية، وضمان نزاهة وشفافية العمليات المتعلقة بالامتحانات الرسمية. إن مستقبل الشباب اللبناني وجودة التعليم يجب أن يكونا فوق كل الاعتبارات، وهذا يتطلب جهودًا حثيثة لإعادة الثقة في النظام التعليمي وضمان سير العمليات التربوية بشكل سليم وفعال.