تقرير غزة من أخباركم – أخبارنا
ساحة الطوفان غزة، تعيش حالة الخذلان وبكلام واضح فقد تخلى الجميع عنها في معركة حرقها وإبادتها، فحسب الدكتور باسل ناصر وزير الدولة لشؤون الإغاثة الفلسطيني أن قطاع غزة يعيش كارثة غير مسبوقة بسبب نقص المياه والدواء والمساعدات الغذائية ، وطالب بضرورة وقف الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة اليوم قبل الغد ووقف الدمار والموت بعد 9 أشهر من حرب ممنهجة ودمار.
وقال إن هناك لقاءات واتصالات مع جميع الجهات كالدول المانحة ومنظمات الأمم المتحدة ومنظمات المجتمع الدولي من أجل العمل على زيادة حجم المساعدات لقطاع غزة ومن أجل حل المشاكل التي تواجه الأنشطة الإغاثية بالقطاع ورفع مستوى التنسيق والتعاون والشراكة بين الجميع .
وأوضح أنه كان هناك لقاء امس الاثنين جمع الحكومة الفلسطينية و 20 مؤسسة دولية لرفع مستوى التنسيق والشراكة فيما يخص العمل الإغاثي وزيادة حجم المساعدات الإنسانية التي تدخل القطاع وحل ما يواجه هذه العملية من مشاكل خاصة في ظل ظروف صعبة ومعقدة وكارثية من حيث عدم توفر الغذاء والماء والدواء والكهرباء .
وأضاف باسل ناصر إنه ” منذ إغلاق الجانب الفلسطيني من معبر رفح ، حدث تراجع كبير جدا في حجم المساعدات الإنسانية إلى قطاع غزة”، لافتا إلى أن ما دخل لا يتعدى 1200 شاحنة من المساعدات خلال شهر ، في حين أن القطاع يحتاج إلى 500 شاحنة يوميا .
وأكد أن الأمر في قطاع غزة وخاصة الشمال يصل إلى حد المجاعة ، ومطلوب اليوم قبل الغد إرسال كل ما يلزم من مواد غذائية مع إرسال المواد الأخرى الأساسية.
وبالتوازي، أطلقت اسرائيل سراح مدير مجمع الشفاء الطبي محمد أبو سلمية بعد نحو 7 أشهر من الاعتقال والتعرض للتعذيب الوحشي، وسط تبادل الاتهامات بين أجهزة الحكومة الإسرائيلية حول المسؤول عن إطلاق سراحه الذي أثار غضبا في إسرائيل.
وفي تصريح جريء له، أكد عضو مجلس الحرب بيني غانتس، أنه “لا يمكن لرئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتانياهو مواصلة إدارة الحرب على هذا النحو وحان الوقت لتحديد موعد انتخابات”.
ورأى غانتس أن “هذه الحكومة لا تستحق إدارة الحرب وعليها الاستقالة”، معتبرا أن “من اتخذ قرار الإفراج عن مدير مجمع الشفاء الطبي محمد أبو سلمية يجب أن يقال فورا”.
من جهته ، دعا إيتمار بن غفير وزير الأمن القومي الإسرائيلي، إلى إقالة رئيس الشاباك بعد إطلاق سراح مدير مجمع الشفاء بغزة.
وكانت السلطات الاسرائيلية قد أفرجت امس عن 54 معتقلًا من قطاع غزة، بينهم مدير مجمع الشفاء الطبي محمد أبو سلمية، اعتقلوا خلال عدوانها المتواصل على القطاع منذ السابع من أكتوبر 2023.
وبالتزامن مع العدوان الإسرائيلي، تصاعدت عمليات التعذيب التي مورست ضد المعتقلين وفقًا لعشرات الشهادات التي تابعتها المؤسسات المختصة، إلى جانب جرائم غير مسبوقة نُفذت بحقهم، وأبرزها التّعذيب، والتّجويع، والإهمال الطبي، والإخفاء القسري، وكذلك ظروف الاحتجاز المأساوية والقاسية، والعزل الجماعيّ، وعمليات التنكيل.
ومن جهته، أكد مدير مجمع الشفاء محمد أبو سلمية بعد الإفراج عنه أن الأسرى يمرون بأوضاع مأساوية بسبب نقص الطعام والشراب والإهانات. وأضاف أن مئات من الكوادر الطبية تعرضوا للاستهداف من قبل الاحتلال، وأن عددا من الأسرى استشهدوا تحت التعذيب.
وكانت مصادر فلسطينية أكدت تعرض أبو سلمية لتعذيب وحشي خلال اعتقاله في سجون الاحتلال.
كما كشفت صحيفة معاريف الإسرائيلية، أن إسرائيل أفرجت عن 54 أسيرا من غزة بسبب الاكتظاظ في سجونها.
في سياق متصل، أعلن وزير المالية الإسرائيلى بتسلئيل سموتريش اليوم أنه لن يسمح مطلقا خلال ولايته الحكومية بإقامة دولة فلسطينية أو إعادة السلطة الفلسطينية إلى قطاع غزة، مؤكدا فى وقت سابق أن السيطرة على قطاع غزة هي الطريقة الوحيدة لتحقيق النصر.
من ناحيته ، أكد منير جاغوب القيادي بـ حركة التحرير الوطني الفلسطيني (فتح) أن الاحتلال الإسرائيلي لا يريد إنهاء الحرب باتفاق مع الفلسطينيين وفقا لخطة تتضمن العودة إلى قطاع غزة حتى في حالة الخروج الجزئي والإبقاء على الفوضى داخل القطاع. وقال :”إن إسرائيل تتحدث عن خفض عملياتها وعدوانها وليس إنهاء شامل للعدوان على الشعب الفلسطيني ، وتبحث عن تبريد الجبهة في القطاع لبحث فتح جبهة في الشمال ونقل عدد من الكتائب للمواجهات هناك”.
وأضاف : أن إسرائيل جاهزة لمرحلة ما بعد الحرب بخططها وليس بالخطة الموضوعية القابلة للتنفيذ المطروحة من قبل الدول العربية والسلطة الفلسطينية والتي تضم تصورا شاملا للصراع العربي الإسرائيلي وتهدف إلى إنهاء كل ما يحدث في المنطقة بشكل كامل.
وأشار جاغوب إلى أن خطوات مجلس الأمن أصبحت لا يعول عليها .. قائلا :”هناك الكثير من القرارات الملزمة التي اتخذها المجلس ولم تطبق ، ولكن الأهم من اتخاذ القرارت هو التنفيذ وإجبار إسرائيل عليه ، كي لا تصبح فوق القانون الدولي وقرارات مجلس الأمن”.
وحول إعادة إعمار غزة .. شدد قيادي فتح على أن من تسبب في دمار القطاع هو المسؤول عن إعادة البناء والإعمار، فهي مسؤولية الاحتلال الذي لطالما يعود للتدمير، وعلى مجلس الأمن أن يتخذ قرار بذلك.
من الناحية الانسانية ، قالت مسؤولة الاعلام في وكالة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (الأونروا) لويز ووتردج ، إن قيود إسرائيل المشددة على وصول المساعدات إلى قطاع غزة تجعل تقديم الاستجابة الإنسانية “أمرا صعبا للغاية، إن لم يكن مستحيلا”.
وقالت في تصريح نشر على حساب الوكالة على منصة (إكس) – إن هناك حاجة إلى سماح مستمر بالوصول حتى يتسنى تقديم مُساعدات مُنقذة للحياة إلى غزة.
وفي معرض وصفها لمعاناة فرق الإغاثة بغزة، قالت ووتردج: “نكافح للحصول على موافقة السلطات الإسرائيلية على إدخال المساعدات وتسليمها، بهدف ضمان سلامة فرقنا وسلامة المساعدات في آن واحد”.
واشارت انه : “لدينا أطباء وممرضون يعملون في غزة، لكن ما فائدة وجودهم مع عدم توفر الدواء بسبب القيود الإسرائيلية المشددة؟”.
وأكدت أن نقص الوقود يعيق جهود الاستجابة الانسانية في قطاع غزة، مشيرة إلى أنه منذ بداية عام 2024، تم السماح بدخول 14 بالمائة فقط من الوقود (الديزل والبنزين) الذي كان يدخل إلى غزة على أساس شهري قبل أكتوبر 2023. فليس لدينا وقود، لذا لا يمكن لجميع العاملين في المجال الإنساني الذهاب إلى أي مكان، مؤكدة أن عمليات الإغاثة لا تزال تواجه عراقيل بسبب صعوبة جلب الوقود من معبر كرم أبو سالم وأضافت، أنه بالإضافة إلي صعوبة الدخول فعليا إلى غزة، تواجه فرق الإغاثة الإنسانية تحديات إزاء ما يمكن أن تفعله لمساعدة المحتاجين في القطاع في ظل نقص الوقود وتضاؤل الإمدادات.
من جهته، أكد مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية (أوتشا) نزوح ما لا يقل عن 60 ألف شخص من المناطق الواقعة شرق مدينة غزة، التي تمتد على مساحة 7 كيلومترات مربعة.
ونقل مركز إعلام الأمم المتحدة، قوله “إن العملية العسكرية الإسرائيلية في منطقة المواصي؛ أسفرت عن نزوح ما لا يقل عن 5 آلاف شخص”، مؤكدا أن انعدام الأمن والأعمال العدائية المستمرة تعيق بشكل كبير تقديم المساعدات والخدمات الإنسانية الأساسية في جميع أنحاء غزة، ويشمل ذلك المساعدات الغذائية والتغذوية الضرورية والرعاية الطبية ودعم المأوى وخدمات المياه والصرف الصحي والنظافة لمئات الآلاف من الأشخاص المحتاجين.
من جهة ثانية، استنكر وكيل وزارة الصحة في غزة يوسف أبو الريش، بشدة الاعتداءات والجرائم البشعة التي ترتكبها قوات الاحتلال بحق الكوادر الطبية المحتجزة في السجون الإسرائيلية، منذ العدوان على القطاع.
وقال إننا “نشعر بالسعادة بالإفراج عن مدير مجمع الشفاء الطبي ولكنها منقوصة في ظل استمرار اعتقال عدد من الأطباء والكوادر الطبية من قبل سلطات الاحتلال واستشهاد أكثر من 500 في السجون الإسرائيلية جراء تعرضهم لعمليات تعذيب وتنكيل واعتداءات بمختلف أشكالها”، مؤكدا مواصلة قوات الاحتلال استهداف المنظومة الصحية في غزة.
وكما أعرب وكيل وزارة الصحة في غزة، عن حزنه الشديد بسبب ما آلت إليه المنظومة الصحية في القطاع خاصة داخل مجمع الشفاء الطبي، الذي سحقته آلة الدمار والخراب، مما أدى إلى خروجه عن الخدمة بشكل كامل.
ميدانيا، اعلنت وزارة الصحة في غزة في بيان اليوم إن أكثر من 37900 فلسطيني استشهدوا وأصيب 87060 في العدوان الإسرائيلي على القطاع منذ السابع من أكتوبر تشرين وذكرت وزارة الصحة في قطاع غزة أن الاحتلال الإسرائيلي ارتكب مجزرتين، راح ضحيتهما 23 شهيدا، و91 مصابا خلال الأربع والعشرين ساعة الماضية.
وأشارت وزارة الصحة إلى أن هذه الأرقام لا تتضمن آلاف الضحايا مازالوا تحت الركام وفي الطرقات، ولا تستطيع طواقم الإسعاف والدفاع المدني الوصول إليهم.
ويواصل العدو الاسرائيلي حربه الهمجية على القطاع، فنفذ الجيش العدو الإسرائيلي غارات وقصفا مدفعيا على مناطق عدة في القطاع، مما أدى إلى استشهاد وإصابة فلسطينيين.
استُشهد امس طفل وامرأة فلسطينيان، وأصيب أربعة آخرون، إثر إطلاق قوات الاحتلال الإسرائيلي، مسيرة باتجاه مدخل مخيم طولكرم ، خلال عملية اقتحام مدينة طولكرم ومخيميها شمال الضفة الغربية.
وأطلقت قوات الاحتلال النار بشكل عشوائي خلال انسحابها من المخيم بعد عدوان استمر أكثر من سبع ساعات، فيما أطلقت المسيرة صاروخا باتجاه مدخل المخيم ، ما أسفر عن استشهاد طفل وامرأة، وإصابة أربعة آخرين.
كما واصلت قوات الاحتلال الإسرائيلي،عدوانها على مخيم نور شمس، شرق مدينة طولكرم، شمال الضفة الغربية، وألحقت دمارا واسعا في بنيته التحتية والممتلكات.
وفرضت قوات الاحتلال، التي دفعت بمزيد من آلياتها تجاه المخيم، طوقا عسكريا مشددا ومنعت المواطنين من الخروج منه أو الدخول إليه، ونشرت قناصتها على أسطح وداخل البنايات المرتفعة المحاذية والمحيطة بالمخيم.
وكانت طائرة مسيرة إسرائيلية قصفت، منزلا في حارة المنشية بالمخيم؛ ما أدى إلى استشهد شاب وإصابة 5 آخرين بينهم إصابتان بحالة خطيرة. كما شن الاحتلال الإسرائيلي غارة على شمال مخيم النصيرات وسط قطاع غزة.
وأفادت فصائل فلسطينية قالت إنها قصفت بقذائف الهاون تمركزا لجنود وآليات الاحتلال الإسرائيلي على خط الإمداد في محور نتساريم جنوب غزة. وباستشهاد الشاب أمس ارتفع عدد الشهداء الذين سقطوا في محافظة طولكرم منذ العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة في السابع من أكتوبر الماضي إلى 114 شهيدًا.
من جهته، أعلن الجيش الاسرائيلي عن إصابة 24 جنديا بينهم 13 في قطاع غزة خلال الساعات الـ24 الماضية. كما أعلن عن ارتفاع عدد الجنود الجرحى إلى 3977 منذ 7 أكتوبر بينهم 2018 أصيبوا خلال المعارك البرية في غزة. وكانت القوات الاسرائيلية قد طلبت من السكان والنازحين في بعض مناطق خان يونس جنوبي غزة إخلاء منازلهم.