![](https://akhbarkum-akhbarna.com/wp-content/uploads/2024/07/1e5d7c4d-b79f-4b61-9326-0ac18004c20d_16x9_1200x676.webp)
أخباركم – أخبارنا
لا شك في أن الرئيس الأميركي السابق دونالد ترامب نجح بفضل “خبثه المعهود”، في اقتناص الفرصة التاريخية لمناظرة الانتخابات الرئاسية التي رفعت أسهمه وحسنّت صورته لدى الأميركيين. طبعاً، السبب لا يعود الى مجهوده الشخصي، ولا إلى براعته في تقديم الطروحات المقنعة، ولا إلى الحلول التي عمد إلى عرضها للمشاكل الاقتصادية والخلافات المتعارف عليها، بل يعود إلى تراجع أداء الرئيس الأميركي جو بايدن، فكرياً وذهنياً، وإلى الأداء الذي وصف بـ”الكارثي”، مما أدى إلى تراجع حظوظه الرئاسية، مدخلاً الرعب في قلوب عدد كبير من الأميركيين، الذين اكتشفوا في لحظة من اللحظات، أن رئيسهم ليس على قدر من المسؤولية، لا الفكرية ولا الذهنية ولا حتى الجسدية، التي تخوله البقاء في سدّة الرئاسة. فالأداء الذي قدمه بايدن في مناظرته أمام منافسه اللدود ترمب، أدى بلا أدنى شك إلى تراجع أسهمه في السباق نحو فترة رئاسية جديدة، بحسب إستطلاعات الخبراء والمتابعين والرأي العام الأميركي، مما خلف بلبلة واضطراباً في المشهد الانتخابي بين الأميركيين عموماً والديموقراطيين على وجه التحديد.
ففيما بدا أن قادة الحزب الديمقراطي يحاولون تمالك أعصابهم بعد المناظرة، إستبعد أعضاء بارزون في الحزب، إحتمال استبدال الرئيس الأميركي بايدن كمرشح عن الحزب بعد أدائه ضعيف في المناظرة الرئاسية، ودعوا أعضاءه إلى التركيز على تبعات فوز ترامب بولاية رئاسة ثانية.
وبعد قلق استمر أياماً عدة إزاء وضع بايدن (81 عاماً) وما قد ينجم عن انتخابات الخامس من تشرين الثاني/نوفمبر، رفض زعماء الحزب الديمقراطي بحزم، دعوات موجهة إلى حزبهم لاختيار مرشح رئاسي أصغر سناً.
لكن على الرغم من ذلك، استمرت دعوات تنحي بايدن عن الترشح. وأظهر استطلاع للرأي أجرته شبكة (CBS) بعد المناظرة، حصول قفزة في أعداد الديمقراطيين الذين يعتقدون بأن بايدن ينبغي ألا يترشح للرئاسة، إذ زادت نسبتهم حالياً إلى 46% من 36% في شباط/فبراير الفائت.
واللافت أيضاً، أنه خلال المناظرة، جاء أداء بايدن مهتزاً ومضطرباً ومتقطعاً، بحيث تحدث بصوت أجش وارتباك ملحوظ، كما تلعثم لدى خوضه مواضيع عدة. وأشار عدد من الديمقراطيين في محادثات خاصة في ما بعد، إلى أن هذا الأداء في المناظرة قد تكون له تبعات تصل إلى حد كونه عاملاً يستبعد بسببه من السباق الرئاسي.
في المقابل، وجه جمهوريون إنتقادات لاذعة لما قاله ديمقراطيون، عن أن أداء بايدن المتراجع في المناظرة هو “لمرة واحدة ولن تتكرر”. وقال السيناتور الجمهوري عن ولاية ساوث كارولاينا، ليندسي غراهام لشبكة (CNN): “فكرة أن بايدن مرّ بليلة سيئة ليست حقيقة الأمر، بل رئاسته سيئة ومناظرته كارثية”.
هذا وقد عبّر العديد من الأميركيين عن استيائهم من كلا المرشحين بعد المناظرة التي جرت فجر الجمعة الماضي، واستمرت 90 دقيقة.
وفيما دعت صحيفة “نيويورك تايمز” بايدن إلى الانسحاب، أعلن ديمقراطيون بارزون بينهم الرئيسان السابقان باراك أوباما وبيل كلينتون الدعم الكامل له.
يذكر أنه في حالات الطوارئ، يمكن للديمقراطيين تبديل مرشحهم حتى بعد مؤتمرهم، أي بعد ترشيحه رسمياً.
ووفق ما ورد في وسائل الإعلام الأميركية، فإن هناك سيناريوهات عدة متاحة للحزب الديمقراطي لخوض غمار التنافس الانتخابي ضد الرئيس السابق ترامب، سواء بقي بايدن أو تنحّى:
1- إذا نجح بايدن في تجنّب الطعن في ترشيحه، فإن الأمر يسهّل عليه وعلى الحزب الديمقراطي، الذي سيتمسك به مرشحاً وكامالا هاريس نائبة له.
2- في حال استمرت الدعوات ولم يتمكن بايدن من تجاوزها، سيكون هناك مؤتمر مفتوح للحزب،
سيعلن فيه آخرون عن رغبتهم في الترشح ويجمعون 600 توقيع من المندوبين (سواء من المتعهدين أو المندوبين الكبار) مع ما لا يزيد عن 50 توقيعاً من ولاية واحدة.
إثر ذلك، وبناء على قواعد الاختيار، يتم تعيين المرشح الرئاسي ونائبه، من بين المرشحين اللذين نالا أكبر قدر من الترشيحات (توقيعات المندوبين).
3- في حال قرر بايدن عدم الاستمرار في ترشحه، بعدما يتم تأكيد تعيينه في المؤتمر الوطني الديمقراطي في 7 آب/أغسطس، يجتمع رئيس اللجنة الوطنية الديمقراطية خايمي هاريسون، ويتشاور مع قيادة الديمقراطيين في الكونغرس ويختار مرشحين بديلين للرئيس ونائبه.
4- إذا تم ترشيح بايدن ونجح في الانتخابات الرئاسية ضد المرشح الجمهوري دونالد ترامب، لكنه لم يستطع مواصلة الاضطلاع بمهامه كرئيس للولايات المتحدة، وأعلن عن ذلك قبل اجتماع الهيئة الانتخابية، يختار ناخبو بايدن مرشحاً جديداً للمنصب، وستكون هاريس على الأرجح.
5- أخيراً، إذا تم الإعلان على عدم مقدرته بعد اجتماع الهيئة الانتخابية، تنصب نائبته كامالا هاريس رئيسة للولايات المتحدة بدلاً منه.