أخباركم – أخبارنا
لا تزال نتائج المناظرة الرئاسية الاميركية بين الرئيس الحالي جو بايدن ومنافسه اللدود دونالد ترامب ترخي بثقلها على ترشيح الأول بعد فشله في مجاراة خصمه. فقد تلقى بايدن دعوات صريحة للانسحاب من مجريات السباق الرئاسي، وتعرض لتساؤلات حرجة حتى من أقرب المقربين غليه، عن قدرته على الإستمرار في التحكم بإدارة زمام الأمور في سنه (82 عاماً)، متسائلين عما إذا كان التردد والتلعثم وشبه الضياع هو لمرة واحدة فقط لا غير، أم أنه سيكون بصورة دائمة؟.
فقد بدأ مسؤولون بارزون من معسكر الديمقراطيين، في طرح تساؤلات علنية حول الحالة الصحية للرئيس بايدن، وصولاً إلى حدّ صدور أول دعوة علنية لانسحابه من السباق الرئاسي..
فقد صرّح البرلماني الديمقراطي، ممثل ولاية تكساس، لويد دوغيت، لوسائل الإعلام الأميركية: “آمل أن يتخذ القرار الصعب والمؤلم بالإنسحاب. أدعوه بكل احترام للقيام بذلك. يجب ألا يسلمنا إلى ترامب عام 2024”.
واعتبرت رئيسة مجلس النواب الأميركي السابقة الديمقراطية نانسي بيلوسي، أنه من “المشروع” التساؤل عن الحالة الصحية للرئيس بايدن بعد المناظرة.
وقالت بيلوسي التي لا تزال تحظى بنفوذ واسع داخل حزبها، على قناة MSNBC: “أعتقد أنه من المشروع أن نتساءل ما إذا كان هذا فصلاً فقط أو أنها حالة دائمة”. وقد كانت بالطبع تشير إلى المناظرة الكارثية التي خاضها بايدن في مواجهة منافسه الجمهوري ترامب.
منذ ذلك الحين، بدا كوادر الحزب مترددين وربما يعطون بايدن فرصة لكي يهدّئ فعلياً القلق عبر عقد مؤتمر صحافي من دون ملقن أو إجراء مقابلة طويلة، لكنه لم يقم بذلك حتى الآن، إلا أن صبر الديمقراطيين بدأ ينفد على ما يبدو.
وقال عضو مجلس النواب مايك كويغلي (ديمقراطي عن إيلينوي) لشبكة CNN: “علينا أن نكون صادقين مع أنفسنا بشأن أنها لم تكن مجرد ليلة مروّعة”.
أوباما: طريقه صعب
من جهة أخرى، أكد الرئيس السابق باراك أوباما لحلفائه، الذين تواصلوا معه بشكل خاص، أن طريق الرئيس جو بايدن صعب فعلاً، وأن إعادة انتخابه أصبح أكثر صعوبة بعد أدائه المهتز في المناظرة يوم الخميس، وهو تقييم أقسى للسباق الرئاسي من تعليقاته العامة، وفقاً للعديد من الأشخاص المطلعين على تصريحاته.
وقالت المصادر لصحيفة “واشنطن بوست”، إن أوباما تحدث بشكل منفصل مباشرة مع بايدن عبر الهاتف بعد مناظرة يوم الخميس الماضي لتقديم دعمه لنائبه السابق المحاصر. ومن غير الواضح كيف تناول أوباما بشكل مباشر أداء بايدن وطريقه إعادة انتخابه في المكالمة.
الفرصة أفضل مع مرشح آخر..
أظهر استطلاع للرأي نشرته شبكة CNN، الثلثاء، أن 75% من الناخبين الذين استطلعت آراؤهم إعتبروا أن الحزب سيحظى بفرص أفضل في تشرين الثاني/ نوفمبر مع مرشح آخر غير جو بايدن، مما عزز قلق الديمقراطيين بشكل إضافي.
وقد نال ترامب 49% من نوايا التصويت على المستوى الوطني في مقابل 43% لمنافسه، وهو فارق لم يتغير مقارنة مع آخر استطلاع مماثل أجري في نيسان/ابريل. وستكون نائبة الرئيس كامالا هاريس في موقع أفضل، حيث نالت 45% في مقابل 47% للرئيس الجمهوري السابق.
وقال السيناتور الديمقراطي من ولاية فيرمونت بيتر ويلش: “ألوم فريق الحملة لأنه تجاهل الأسئلة التي يطرحها الناس”. وفي مقابلة مع موقع “سيمافور”، دعا إلى “مواجهة الواقع”.
هذا وأشارت مقالات نشرت في الآونة الأخيرة وخصوصاً في موقعي “أكسيوس” و”بوليتيكو”، إلى رئيس لا يكون بكامل نشاطه العملاني إلا بين العاشرة صباحاً والرابعة بعد الظهر، وأنه لا يقرأ سوى ملاحظات مكتوبة بطريقة تجنّبه أي إزعاج.
ومنذ انتخابه، تراجعت قدرات الرئيس الأكبر سناً في تاريخ الولايات المتحدة، شفهياً وجسدياً.
لكن، على الرغم من كل ما يحصل، لا يزال البيت الأبيض يرفض حتى الآن كل الأسئلة المتعلقة بالقدرات الفكرية لبايدن، وأحياناً بغضب لافت.
تراجع قدرات الرئيس
أشار تحقيق أجرته صحيفة “وول ستريت جورنال” مؤخراً تطرقت فيه إلى “تراجع قدرات” الرئيس، إلى سيل من الانتقادات الحادة، خصوصاً من جانب فريقه الإعلامي.
فقد مرت أشهر عدة منذ أن توقف الرئيس الأميركي الذي تعثر وسقط علناً مرات عدة، عن استخدام الممر الكبير لطائرته، مفضلاً درجاً أقصر وأكثر ثباتاً.
ومنذ بضعة أسابيع، أحاط نفسه أيضاً بمستشارين للإنتقال من البيت الأبيض إلى مروحيته المجهزة في الحديقة، مما يجنبه لقطات الكاميرا الطويلة لمشيته المتصلبة جداً.
واللافت أن الرئيس الأميركي، الذي كان عرضة على الدوام لـ “زلات لسان”، لم يعقد مؤتمراً صحافياً منذ كانون الثاني/يناير 2022، وقلل من لقاءاته مع الصحافيين.
ويمضي الرئيس الديمقراطي كل عطلات نهاية الأسبوع في أحد منازله في ولاية ديلاوير، من دون برنامج رسمي.
والجدير ذكره، أن بايدن حين زار فرنسا في الآونة الأخيرة، في مناسبة الاحتفالات بذكرى إنزال الحلفاء في النورماندي عام 1944، توجه مباشرة من المطار إلى الفندق الذي كان يقيم فيه، حيث بقي في الداخل ليوم كامل من دون أي ظهور علني.