![](https://akhbarkum-akhbarna.com/wp-content/uploads/2024/07/2024-07-04T224917Z_237557160_RC2LO8ASQ9AT_RTRMADP_3_BRITAIN-ELECTION-1024x682-1-800x500.jpg)
كتب جميل نعمة لـ”اخباركم – أخبارنا”
بريطانيا الى التغيير.. إلى التغيير الجذري الذي طال أمده.. في الحكم والقيادات السياسية والتوجهات الاستراتيجية والخطط المستقبلية والمعالجات الاقتصادية، بعدما حسمت أكثرية الناخبين خيارها ومنحت حزب العمال ثقتها المطلقة. فقد حقق “العمال” ما لم يكن أكثر المتفائلين منهم يتصور تحقيقه، وذلك بعد 14 عاماً “ناموا” فيها نومة “أهل الكهف”. لكن الانتفاضة التي حققوها نتيجة ردود الفعل السلبية على الأزمات المتلاحقة التي واجهت المحافظين وقضت على آمالهم في الاستمرار في أروقة الـ “داونينغ ستريت”، جعلتهم يحصدون خيبات المحافظين ويستفيدون من الفرصة الذهبية التي لاحت لهم وقد احسنوا استغلالها جيداً، وفقاً للمبدأ القائل: مصائب المحافظين عند العمال فوائد..
لذا، لا بد من الاعتراف بأن حزب المحافظين واجه أزمات كثيرة ومتتالية لم يتمكن من إيجاد حلول ناجحة لها، بدءاً من سياسات التقشف التي اتبعتها الحكومات المتعاقبة، وأزمة تكاليف المعيشة التي خلفت نتائج سيئة على المواطنين، وذيول الحرب الروسية – الاوكرانية على الوضع البريطاني برمته، وخروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي، والآثار السلبية لجائحة كورونا – 19 وسوء الطريقة التي عولجت بها، والفضائح السياسية، وصولاً إلى الصراع الداخلي بين المحافظين أنفسهم الذي انعكس سلباً على أدائهم، وأدى الى هذه النتيجة الكارثية. فقد كان عقاب المواطن البريطاني قاسياً جداً بعد الثقة التي منحهم إيّاها طوال 14 عاماً.
في المقابل، ستترك هذه الهزيمة حزب المحافظين في دوامة من التشرذم والفوضى وخيبة الأمل، حيث من المتوقع أن تؤدي حتماً إلى اختيار بديل لريشي سوناك في زعامة الحزب.
وفيما ينتظر أن يتم الإعلان اليوم الجمعة عن النتائج النهائية (الرسمية) للانتخابات التشريعية البريطانية، لم يخرج الانتصار الساحق الذي حققه حزب العمال في الانتخابات التشريعية البريطانية عن حيّز التوقعات واستطلاعات الرأي التي رجحت كفته منذ البداية وبفارق كبير جداً، لا بل أقل ما يقال فية أنه تاريخي، منهياً بذلك هينة حزب المحافظين التي استمرت سنوات طويلة، بعدما مُني الحزب بأسوأ نتيجة انتخابية له منذ مطلع القرن العشرين.
فقد حقّق حزب العمال البريطاني انتصاراً ساحقاً في الانتخابات التشريعية، لينهي بذلك 14 عاماً متتالية من حكم المحافظين، ويفتح أبواب “داونينغ ستريت” أمام زعيمه كير ستارمر.
فارق شاسع
أظهرت نتائج الاقتراع التي نشرتها قنوات التلفزة البريطانية، أن حزب العمّال (يسار وسط)، حصل على 389 مقعداً برلمانياً من أصل 650 مقعداً حتى الآن في مجلس العموم، متقدماً بفارق شاسع على المحافظين الذين ستنحصر حصّتهم.
بدوره، حقّق حزب “إصلاح بريطانيا” المناهض للمهاجرين نتيجة أفضل من المتوقع.
وتفتح هذه النتيجة الباب واسعاً أمام حزب العمال لتشكيل الحكومة المقبلة، في حين أنها تمثّل هزيمة مدوّية للمحافظين الذين تقلّصت حصتهم من 365 نائباً انتخبوا قبل 5 سنوات.
انتخابات مبكرة
الجدير ذكره، أن رئيس الوزراء البريطاني ريشي سوناك كان قد فاجأ البلاد والعباد والعديد من أعضاء حزبه، حين دعا إلى إجراء الانتخابات في وقت أبكر مما كان يحتاج إليه في أيار/ مايو، حينما كان المحافظون يتأخرون عن حزب العمال بنحو 20 نقطة في استطلاعات الرأي! لكنه، كان يأمل في أن تضيق الفجوة كما جرى الحال دائماً في الانتخابات البريطانية، لكن الفارق لم يتضاءل خلال الحملة الإنتخابية، وحصل ما حصل.
وعلى الرغم من أن استطلاعات الرأي أشارت إلى عدم وجود حماسة كبيرة لزعيم حزب العمال ستارمر، يبدو أن رسالته البسيطة بأن الوقت قد حان للتغيير قد وجدت الصدى المطلوب لدى الناخبين.
وخلافاً لما حدث في فرنسا حيث حقق حزب التجمع الوطني اليميني، بزعامة مارين لوبان، مكاسب تاريخية في الانتخابات التي جرت الأحد الماضي، اختار الناخبون البريطانيون المحبطون يسار الوسط.
التغيير يبدأ هنا
أصبح زعيم حزب العمال، كير ستارمر، رئيس وزراء بريطانيا المقبل بعد فوزه بدائرته الانتخابية في لندن، في حين أظهر استطلاع لآراء الناخبين في مراكز الاقتراع فوز حزب العمال بأغلبية المقاعد في مجلس العموم، منهياً 14 عاماً من حكم حزب المحافظين.
وأظهر الاستطلاع الذي نشرته شركة “إبسوس” بعد إغلاق الصناديق، أن حزب العمال تمكن من الفوز بـ410 مقاعد من مجلس العموم (الغرفة الثانية للبرلمان) المكون من 650 مقعداً.
وبحسب الاستطلاع أيضاً، حصد حزب المحافظين (حزب رئيس الوزراء ريشي سوناك) 131 مقعداً بعدما فاز في الانتخابات الماضية بـ365 مقعداً، مما يجعلها أسوأ نتيجة انتخابية لهم منذ مطلع القرن العشرين.
كما تشير استطلاعات الرأي أيضاً إلى أن الديمقراطيين الليبراليين سيحصلون على 61 مقعداً، وحزب الإصلاح البريطاني على 13 مقعداً، وحزب الخضر على مقعدين.
كما أظهرت احتفاظ زعيم حزب العمال السابق جيرمي كوربين بمقعده البرلماني كنائب مستقل بعد فوزه بدائرة أيسلنغتون نورث، في حين خسر وزير الدفاع البريطاني غرانت شابس مقعده في البرلمان لصالح حزب العمال.
وكذلك خسر السياسي اليساري المخضرم جورج غالاوي مقعده بعد هزيمته أمام مرشح حزب العمال في بلدة روتشديل بشمال إنكلترا.
وتعليقاً على هذه النتائج، قال ستارمر “إن البلاد صوّتت لصالح التغيير وإن الوقت حان لأن يفي حزبه بوعده”. أضاف “قال الناس كلمتهم هنا وفي جميع أنحاء البلاد الليلة، وهم مستعدون للتغيير. التغيير يبدأ هنا”.
لا مفر من الاستقالة..
بعد اعترافه بالهزيمة في أول ظهور له، أعلن مكتب رئيس الوزراء البريطاني المنتهية ولايته ريشي سوناك ، أنه سيدلي ببيان في مقر الحكومة في “داوننغ ستريت”.
وأضاف أن الاجتماع يأتي قبل لقاء مع الملك تشارلز لتقديم استقالته رسمياً بعدما حقق حزب العمال المعارض فوزاً ساحقاً في الانتخابات.
كما جاء في البيان أن رئيس الوزراء المنتخب حديثاً كير ستارمر، سيلتقي الملك تشارلز في قصر بكنغهام قبل أن يلقي كلمة في “داوننغ ستريت”.