![](https://akhbarkum-akhbarna.com/wp-content/uploads/2023/05/maxresdefault-800x500.jpg)
خاص – موقعنا
أوساط بيروت انشغلت بالاطلالة الاعلامية الاخيرة للسفير السعودي السابق في لبنان علي عواض عسيري في محطة تلفزيون “الجديد” ليل امس، والمواقف اللافتة التي اطلقها، خلط الاوراق السياسية في محافل بيروت.
إذ أن كلام عسيري عن ان ثمة من يرفض بشدة ان يفرض الثنائي الشيعي مرشحاً اختاره هو على المسيحيين في لبنان وخلافاً لارادة الشريحة الاوسع منهم (اعاد الكلام مرتين)، هو في حد ذاته موقف يناقض بدرجة كبيرة ما سبق ونقل قبيل ايام قليلة عن لسان السفير السعودي الحالي في بيروت وليد البخاري، وفحواه ان بلاده لا تزكي مرشحاً للرئاسة بعينه ولا تضع في المقابل أي فيتو على اي مرشح آخر وأن الامر متروك للبنانيين.
والمعلوم ان هذا الكلام للسفير البخاري رسخ انطباعاً عند اللبنانيين، مفاده أن الرياض قد اتخذت قرار النأي بالنفس عن مسار الاستحقاق الرئاسي في لبنان. وهو ما أطلق دينامية سياسية جديدة في لبنان وعزّز آمال فريق بعينه وقلص رهانات فريق آخر.
وما زاد في منسوب “البلبلة” والالتباس أن عسيري وان كان لم يعد له صلة بالوضع اللبناني، فان ظهوره في هذا التوقيت بالذات واطلاقه هذا الموقف ينطوي ولا ريب على رسائل وابعاد ستنشغل الأوساط اللبنانية بتحليلها لفترة طويلة، خصوصاً أن احداً في السعودية لم يعتد على اطلاق مواقف تنسب اليه حصراً.
لذا، فان ثمة في بيروت من ينتظر احد امرين لكي يبني على الشيء مقتضاه، فاذا ما بادرت الرياض رسمياً الى التنصل من هذا الموقف فان ذلك سيكون علامة فارقة، اما اذا تعمدت التزام الصمت فان ذلك سيكون بمثابة موقف ينطوي على ابعاد مختلفة يمكن البناء عليها ايضاً.