استضافت العاصمة القطرية الدوحة، امس لقاء أمريكيا إسرائيليا قطريا مصريا، لبحث سبل التوصل لاتفاق يضمن تبادلا للأسرى ووقفا لإطلاق النار في قطاع غزة، وذكر موقع “واللا” العبري أن الاجتماع انعقد بمشاركة مسؤولين بارزين من الولايات المتحدة ومصر وقطر وإسرائيل، حيث بحثوا فرص إبرام اتفاق بين إسرائيل وحركة حماس لتبادل الأسرى ووقف إطلاق النار في غزة.

وقال إنه شارك في اللقاء كل من رئيس وكالة المخابرات المركزية الأمريكية ويليام بيرنز، ورئيس “الموساد” الإسرائيلي دافيد بارنياع، ورئيس المخابرات المصرية عباس كامل، ورئيس الوزراء القطري محمد بن عبد الرحمن آل ثاني.

ولم يكشف الموقع العبري أي تفاصيل إضافية بشأن اللقاء، كما لم يصدر أي تعليق رسمي من الأطراف المشاركة فيه.

وتتوسط مصر وقطر بين إسرائيل و”حماس” في مفاوضات غير مباشرة لمحاولة التوصل الى اتفاق لتبادل أسرى إسرائيليين بأسرى فلسطينيين في السجون الإسرائيلية ووقف إطلاق نار في غزة.

ووصفت صحيفة “هآرتس” الإسرائيلية بنسختها الإلكترونية اجتماع الدوحة بـ”الحاسم حيث سيحدد ما إذا كان من الممكن التوصل إلى اتفاق بين حماس وإسرائيل في الأيام المقبلة”.

وفي الوقت التي تدور فيه المحادثات في الدوحة القى الجيش الإسرائيلي آلاف المنشورات على مدينة غزة تحض سكانها على إخلائها إلى مناطق حددها بأنها آمنة فيما تواجه المدينة هجوماً ضارياً، وحددت المنشورات الموجهة إلى”كل الموجودين في مدينة غزة” باللغة العربية طرقاً آمنة رُسمت عليها أسهم تشير الى طرق وممرات الخروج من المدينة نحو الجنوب. وحذر الجيش الإسرائيلي من أن “مدينة غزة سوف تبقى منطقة قتال خطيرة”.

الى ذلك ، اتهم البيت الأبيض ، طهران بمحاولة استغلال احتجاجات في الولايات المتحدة ذات صلة بقطاع غزة ووصفت هذا السلوك بأنه غير مقبول، وذلك عقب تحذير مسؤول بارز في المخابرات الأميركية من أن إيران تحاول إثارة الشقاق في المجتمع الأميركي.

وجاء في التحذير الذي أصدرته أفريل هاينز مديرة المخابرات الوطنية في وقت سابق امس أن أشخاصا على صلة بحكومة إيران قالوا إنهم نشطاء عبر الإنترنت سعوا إلى الحث على احتجاجات تتعلق بغزة وقدموا للمحتجين دعما ماليا.

ولم يصدر بعد تعليق من طهران.

وفي تصريح عنيف أكد وزير الدفاع الإسرائيلي يوآف غالانت، أن “إسرائيل ستصل إلى جميع عناصر “حماس” الفلسطينية، سواء من هم في الأنفاق أو من يتجولون في كل العالم”.

وقال غالانت، في رده على أسئلة أعضاء الكنيست بشأن حرب غزة، إن “المؤسسة الأمنية عازمة على الوصول إلى جميع الإرهابيين، الذين شاركوا في أحداث 7 تشرين الأول الماضي” وفق تعبيره.

ووجه غالانت، رسالة إلى قادة “حماس” يحيى السنوار، واسماعيل هنية، قائلًا: “عمل الجيش الإسرائيلي، الذي أدى حتى الآن إلى القضاء على أكثر من 14 ألف إرهابي وإصابة الكثير هو انهيار الأطر العسكرية لـ”حماس”، وآخرها في مدينة رفح”.

ووضعت إسرائيل منذ بداية الحرب على قطاع غزة، في تشرين الأول الماضي، الوصول إلى قيادة «حماس»، خصوصاً يحيى السنوار رئيس المكتب السياسي ل”حماس” في القطاع، على رأس أهدافها، في ظل الاتهامات الموجهة إليه من المستويين السياسي والعسكري في إسرائيل بأنه الشخصية الرئيسية وراء التخطيط لهجوم السابع من تشرين الأول الذي شنَّته حماس على غلاف غزة وأوقع مئات القتلى الإسرائيليين بالإضافة إلى احتجاز قرابة 240 آخرين.

لكن بعد 8 أشهر من الحرب المتواصلة ونبش إسرائيل كل بيت ونفق ومكان كانت تتوقع أن تجد فيه السنوار، من شمال قطاع غزة إلى وسطه، ثم إلى خان يونس ورفح في جنوبه، لم يعثر الجيش الاسرائيلي على أي أثر له سوى فيديو قصير يُظهر السنوار في أحد الأنفاق مع عائلته، وتم تصويره -كما يبدو- في بداية الحرب في خان يونس، مسقط رأسه.

وكانت إسرائيل، على لسان أكثر من مسؤول وضابط، تتحدث بثقة عن وجود يحيى السنوار في خان يونس وأنفاقها، وفي بعض المرات كانت تشير إلى أنها تقترب منه قبل أن يفلت منها. ووسَّعت إسرائيل ملاحقته إلى رفح، في عملية ما زالت مستمرة.

ولم تنفِ المصادر أو تؤكد ما إذا كان السنوار قد نجا فعلاً من أي محاولات اغتيال إسرائيلية خلال الحرب الحالية، وما إذا كانت أي قوات إسرائيلية قد اقتربت من مكانه، خصوصاً خلال العملية في خان يونس.

وقالت المصادر إن «دائرة صغيرة جداً لا تتعدى الشخصين أو الثلاثة على أبعد تقدير هي من تعرف مكان السنوار وتؤمِّن احتياجاته المختلفة، وكذلك تؤمّن تواصله مع قيادات الحركة بالداخل والخارج».

ومنذ الهجمات الدامية التي نفذتها حماس في 7 تشرين الأول، صار استهداف الشخصيات الرئيسية من قبل إسرائيل أكثر من أي وقت مضى.

وإلى جانب السنوار، يأتي إسماعيل هنية المولود عام 1963 في مخيم الشاطئ للاجئين الفلسطينيين، الذي يحظى بتركيز إعلامي كبير، وهو على رأس قائمة الأهداف ذات الأولية لدى إسرائيل.

من جهة ثانية، دعاالبابا فرنسيس، لاتخاذ تدابير جدية وملموسة من أجل إنهاء العدوان على قطاع قطاع غزة. وعبر البابا عن ألمه إزاء “الهجوم على مدرسة تؤوي نازحين في غزة”، و”قلقه العميق بشأن تصاعد أعمال العنف في غزة”.

وأعرب عن أمله في “التوصل لمسارات ملموسة من أجل إنهاء الحرب الجارية”.

عربيا طالبت لجنة فلسطين التابعة للبرلمان العربى،خلال الاجتماع الخامس للجنة فلسطين لدور الانعقاد الرابع من الفصل التشريعي الثالث،بمقر الأمانة العامة للبرلمان بالقاهرة، الأمانة العامة للجامعة العربية بالإسراع فى التنسيق مع الدول الأعضاء لتنفيذ قرار القمة العربية الـ33 بالمنامة، بإدراج قائمة المنظمات والمجموعات الإسرائيلية المتطرفة على قوائم الإرهاب الوطنية العربية والإعلان عن قائمة العار للشخصيات الإسرائيلية التي تبث خطاب الإبادة الجماعية والتحريض ضد الشعب الفلسطيني تمهيدًا لاتخاذ الإجراءات القانونية ضدها ومحاسبتها على مستوى المحاكم الوطنية والدولية، ومقاطعة جميع الشركات العاملة في المستوطنات الاستعمارية الإسرائيلية في الأراضي الفلسطينية، والإسراع في تنفيذ تكليف المجموعة العربية في نيويورك بدراسة خطوات تجميد مشاركة إسرائيل في الجمعية العامة للأمم المتحدة.

في سياق آخر، أشاد رئيس الوزراء الفلسطيني محمد مصطفى،بالجهود الحثيثة التي تبذلها كل من الأردن ومصر في دعم القضية الفلسطينية. وقدم “مصطفى” شكره العميق لمصر والأردن على جهودهما في عقد الاجتماعات الدولية ودعم الجهود الإنسانية، خاصة مؤتمر «الاستجابة الإنسانية الطارئة لغزة» في البحر الميت الذي أظهر دعم المجتمع الدولي للشعب الفلسطيني.

انسانيا، طالب جورجيو بتروبوليس، مدير مكتب الأمم المتحدة للشؤون الإنسانية في غزة، بفتح مسارات آمنة لإيصال المساعدات للقطاع وتأمين عمل فرق الإغاثة الدولية به، وأضاف “يجب وقف الحرب على القطاع حتى نتمكن من إيصال المساعدات الإنسانية”، لافتا إلى أن أكثر من مليون نازح في رفح جنوبي القطاع وحالة من التدهور والدمار الشامل تسود كل أنحائه.

من جهته، قال مفوض وكالة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين “الأونروا”، فيليب لازارينى، إن إسرائيل قصفت ثلثى مدارس الوكالة منذ بداية الحرب على قطاع غزة فى السابع من أكتوبر الماضى.

وأضاف لازاريني – في منشور على منصة (إكس) – أنه في غزة قصفت 4 مدارس خلال الأيام الأربعة الماضية، ومنذ بدء الحرب تم قصف ثلث المدارس، وبعضها جرى تفجيره بشكل كامل والعديد منها لحقت به أضرار بالغة.

وأكد لازاريني أن المدارس تحولت من أماكن آمنة للتعليم والأمل للأطفال، إلى ملاجئ مكتظة، وغالبًا ما ينتهي بها الأمر إلى مكان للموت والبؤس.

ميدانيا، أعلنت وزارة الصحة الفلسطينية، أن الاحتلال الإسرائيلي ارتكب 4 مجازر ضد العائلات في قطاع غزة وصل منها للمستشفيات 52 شهيدا و208 مصابين خلال الـ 24 ساعة الماضية.

وكشفت الصحة الفلسطينية عن ارتفاع عدد ضحايا العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة إلى 38295 شهيدا و88241 مصابا منذ 7 أكتوبر.

وكثفت الجيش الإسرائيلي هجومه في شمال غزة ووسطها بعد ساعات من ضربة جوية على مخيم في عبسان وقال مسؤولون فلسطينيون إنها قتلت أكثر من 24 شخصاً، بينما من المقرر استئناف مفاوضات تستهدف إنهاء القتال.

وجرى إسقاط منشورات على مدينة غزة مع خريطة هذه المرة تشير إلى “مسارات آمنة” لإخلاء المدينة كلها وليس فقط مناطق معينة. وتحث المنشورات الإسرائيلية المدنيين على التوجه جنوباً على طول مسارين إلى وسط قطاع غزة.

وقالت “حماس” إن الحملة الإسرائيلية المتجددة قتلت أكثر من 60 فلسطينياً عبر القطاع وتهدد بعرقلة الجهود المبذولة للتوصل إلى وقف لإطلاق النار في الحرب المستمرة منذ تسعة أشهر مع استئناف المحادثات في العاصمة القطرية الدوحة .

وقال مسؤولون في القطاع الصحي الفلسطيني إن الضربة الجوية الإسرائيلية أصابت خيم عائلات نازحة خارج مدرسة في عبسان شرقي خان يونس في جنوب غزة مما أسفر عن مقتل 29 شخصاً على الأقل، معظمهم من النساء والأطفال.

واعتبرت “حماس” في بيان، أنّ “مجزرة مدرسة العودة في خان يونس إمعان في حرب الإبادة والمجازر التي تنفّذها إسرائيل ضدّ شعبنا”.

وقال الجيش الإسرائيلي إنه يراجع تقارير عن إصابة مدنيين. وأضاف أن الحادث وقع عندما قصف “بذخيرة دقيقة” مقاتلاً من “حماس” شارك في هجوم السابع من تشرين الأول على إسرائيل، الذي تسبب في إطلاق الهجوم الإسرائيلي على غزة.

وعمّق الجيش الإسرائيلي توغله في منطقتين في مدينة غزة. وقال سكان إن الجنود أجروا عمليات تفتيش من منزل إلى آخر في بعض المناطق، كما قصفت الدبابات الإسرائيلية عدداً من المنازل.

وقال سكان إن الجيش الإسرائيلي نظم دوريات على الطريق الرئيسي المؤدي إلى الساحل، وسيطر قناصة على أسطح بعض المباني الشاهقة التي لا تزال قائمة، وتمركزت دبابات داخل مقر وكالة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين “الأونروا”.

وقال الجيش الإسرائيلي في بيان إن “قواته تواصل عملياتها في مدينة غزة ضد مسلحي “حماس” وحليفتها “الجهاد الإسلامي” الذين ينشطون من داخل منشآت “الأونروا” ويستخدمونها قاعدة لشن الهجمات”.

وأضاف الجيش الإسرائيلي:”بعد فتح ممر محدد لتسهيل إجلاء المدنيين من المنطقة، نفذت قوات الجيش الإسرائيلي ضربة استهدفت المبنى، وقضت على إرهابيين في قتال من مسافات قريبة، وعثرت على كميات كبيرة من الأسلحة في المنطقة”.

وقال الهلال الأحمر الفلسطيني إنه “تلقى نداءات استغاثة كثيرة من سكان مدينة غزة المحاصرين في منازلهم لكن فرقه لم تتمكن من الوصول إليهم بسبب احتدام القصف”.

وأضاف في بيان: “الأنباء الميدانية الواردة من محافظة غزة تفيد بأن أوضاع السكان مأساوية للغاية وتواصل قوات الاحتلال استهداف المربعات السكنية وتعمل على تهجير المواطنين من أماكن سكانهم ومراكز الإيواء”.

وقال الجناحان المسلحان لـ”حماس” و”الجهاد” إن مقاتليهما اشتبكوا مع الجيش الإسرائيلي في المنطقة بصواريخ مضادة للدبابات وقذائف مورتر، وفي قتال من مسافة قريبة في بعض الأحيان.

وفي مخيم النصيرات بوسط غزة، قال مسعفون إن ستة فلسطينيين، بينهم أطفال، قتلوا في ضربة جوية على منزل في وقت مبكر من اليوم، في حين قتلت غارة جوية أخرى اثنين وأصابت عدداً آخر في خان يونس.