قالت الشرطة العمانية، في بيان اليوم الثلاثاء، إن 4 أشخاص قتلوا وأصيب عدد آخر في إطلاق نار في محيط مسجد بمنطقة الوادي الكبير بسلطنة عُمان.
وتعد الواقعة اختراقا أمنيا نادر الحدوث في واحدة من أكثر الدول استقرارا في الشرق الأوسط.
وقالت الشرطة العمانية في بيانها إنّها “تعاملت مع حادثة إطلاق نار في محيط أحد المساجد في منطقة الوادي الكبير، أسفر عن وفاة أربعة أشخاص وإصابة عدد آخر حسب المعلومات الأولية”.
وأضاف البيان “تم اتخاذ كافة التدابير والإجراءات الأمنية للتعامل مع الموقف، وتستكمل إجراءات جمع الاستدلالات والتحقيق”.
وذكرت السفارة الأميركية في العاصمة مسقط إنها تتابع التقارير الواردة عن واقعة إطلاق النار.
وحثت في بيان “المواطنين الأميركيين على توخي الحذر ومتابعة الأخبار المحلية والاستجابة لتوجيهات السلطات المحلية”
وحافظت سلطنة عمان على حيادها في منطقة الشرق الأوسط المضطربة وتوسطت في نزاعات منها ما بين الولايات المتحدة وإيران.
ولفتت الشرطة في بيانها إلى أنّه “تمّ اتّخاذ التدابير والإجراءات الأمنية كافة للتعامل مع الموقف، وتستكمل إجراءات جمع الاستدلالات والتحقيق”.
وأفاد مستخدمون على موقع “إكس” بأنّ الحادثة وقعت قرب مسجد الإمام علي في منطقة الوادي الكبير.
ونشرت حسابات ووسائل إعلام عدة مقاطع فيديو تحقّقت وكالة فرانس برس من صحّتها، تظهر أشخاصاً يتفرّقون وسط دوي طلقات نارية قرب مسجد الإمام علي، وهم يهتفون “يا حسين” مناجاة للإمام الثالث عند الشيعة وحفيد النبي محمد.
ويحيي الشيعة هذا الأسبوع يوم عاشوراء الذي يستذكرون فيه مقتل الإمام الحسين في معركة كربلاء في 680 على أيدي جنود الخليفة الأموي يزيد بن معاوية.
وتعتبر عملية إطلاق النار التي حدثت في مسقط واقعة نادرة في سلطنة عُمان التي عادة ما تلتزم مواقف حيادية في النزاعات القائمة في المنطقة.
الشيعة في عمان
الشيعة في سلطنة عمان يشكلون جزءًا صغيرًا من المجتمع العماني الذي يهيمن عليه المذهب الإباضي، وهو المذهب الإسلامي الرئيسي في البلاد. يتركز الشيعة بشكل رئيسي في العاصمة مسقط وعلى طول ساحل الباطنة. يتمتعون بحقوقهم في ممارسة شعائرهم الدينية ويعيشون جنبًا إلى جنب مع الإباضيين والسنة في جو من التعايش السلمي.
أحد أبرز مكونات المجتمع الشيعي في عمان هي قبيلة اللواتية، وهي من أقدم القبائل الشيعية في عمان، وتتركز في منطقة مطرح. تتبع اللواتية المذهب الإثني عشري (الجعفري) ولهم تاريخ طويل في التجارة والأعمال في عمان، الحكومة العمانية تحرص على الحفاظ على التعايش السلمي بين مختلف الطوائف الدينية في البلاد، وتسمح للشيعة بممارسة شعائرهم وبناء مساجدهم. على سبيل المثال، تم افتتاح أكبر مسجد للشيعة في مسقط مؤخراً، مما يعكس مستوى من الحرية الدينية والتسامح في البلاد مع ذلك، لا تزال هناك بعض القيود على النشاطات الدينية الخاصة، مثل عقد التجمعات الكبيرة دون إذن مسبق. بشكل عام، توفر عمان بيئة منفتحة نسبياً مقارنة ببعض الدول المجاورة في الخليج.
الاباضية المذهب الأكبر في عمان الفرق بينه وبين الشيعة
لا، الإباضية ليست جزءاً من الشيعة. الإباضية هي مذهب إسلامي مستقل يعتبر أحد أقدم المذاهب الإسلامية، وقد تأسس في القرن السابع الميلادي. ينتمي الإباضيون إلى التيار الخوارجي، ويختلفون عن المذاهب السنية والشيعية في بعض العقائد والممارسات.
الفرق بين الإباضية والشيعة
أصول العقيدة
الإباضية: تنتمي إلى التيار الخوارجي، الذي نشأ نتيجة للخلافات السياسية والعقائدية في بداية الإسلام. تتبع الإباضية تعاليم عبد الله بن إباض التميمي.
الشيعة: تنقسم إلى عدة فرق، أهمها الاثني عشرية، التي تؤمن بولاية علي بن أبي طالب وأبنائه من بعده. يعتبر الشيعة أن الإمامة جزء أساسي من العقيدة ويجب أن تكون من نسل علي.
مفهوم الإمامة
الإباضية: لا يعتقدون في العصمة للإمام ولا يشترطون أن يكون الإمام من نسل معين. يختار الإمام بناءً على الكفاءة والتقوى.
الشيعة: يؤمنون بعصمة الأئمة الاثني عشر ويعتبرون أن الإمامة حق إلهي يجب أن ينتقل من الإمام علي إلى أبنائه.
العقائد والممارسات
الإباضية: لديهم بعض الفروق في الفقه والعقيدة عن أهل السنة والجماعة، مثل تأكيدهم على ضرورة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر.
الشيعة: لديهم طقوس وشعائر خاصة مثل زيارة الأضرحة وإحياء ذكرى عاشوراء.
باختصار، الإباضية هي مذهب إسلامي مستقل وليست جزءًا من الشيعة، وتختلف عنهما في العديد من الأوجه العقائدية والتاريخية.
الشيعة في عمان – استقرار ولا استهداف
الشيعة في سلطنة عمان، وخاصة من قبيلة اللواتية، لم يتعرضوا لاستهداف ممنهج أو تمييز صارخ كما يحدث في بعض الدول الأخرى في المنطقة. السلطنة تتبع سياسة التسامح الديني والتعايش بين مختلف الطوائف، مما يساهم في استقرار البلاد وتعزيز الوحدة الوطنية.
سياسة الحكومة تجاه الشيعة
التعايش السلمي:
- التسامح والتعايش: الحكومة العمانية تشجع على التسامح والتعايش بين مختلف الطوائف. يشارك الشيعة في الحياة العامة ولهم حرية ممارسة شعائرهم الدينية.
- الحقوق الدينية: الشيعة لهم حقوقهم الدينية كاملة ويمكنهم بناء المساجد وممارسة طقوسهم الدينية بحرية. على سبيل المثال، تم افتتاح أكبر مسجد للشيعة في مسقط، مما يعكس مستوى الحرية الدينية الممنوحة لهم.
الحفاظ على الاستقرار:
- عدم التمييز: لا تمارس الحكومة العمانية تمييزًا دينيًا ضد الشيعة، وتسعى للحفاظ على استقرار المجتمع من خلال تعزيز التفاهم بين مختلف المكونات الدينية.
- السياسة المعتدلة: السلطنة تتبع سياسة معتدلة وتحرص على عدم التورط في النزاعات الطائفية الإقليمية، مما يساهم في تجنب أي استهداف مباشر للشيعة.
التاريخ الاجتماعي:
- العلاقات التاريخية: للشيعة في عمان تاريخ طويل من التعايش السلمي مع الإباضيين والسنة، وهم جزء لا يتجزأ من النسيج الاجتماعي العماني.
بعض التحديات:
رغم هذه البيئة الإيجابية، قد تواجه بعض الأقليات أحياناً تحديات غير رسمية مثل:
- تحديات إجتماعية: قد يكون هناك بعض التحديات الاجتماعية الفردية، لكنها ليست جزءًا من سياسة حكومية منهجية.
بشكل عام، يمكن القول إن الشيعة في سلطنة عمان يعيشون في بيئة من التعايش والتسامح، ولم يتعرضوا لاستهداف ممنهج من قبل الحكومة أو المجتمع بشكل واسع النطاق. سياسات السلطنة تركز على تعزيز الوحدة الوطنية والتفاهم بين مختلف المكونات الدينية.
وتعامل الاعلام والاوساط الشعبية العمانية مع هذه الحادثة “بصدمة كبيرة” لندرة حدوث هكذا حوادث في البلاد التي لاتشهد أي حزازيات شعبية داخلية او مواقف منحازة إقليميا او عالميًا.