كتب حلمي موسى: يسعد صباحكم وأمل لا يتوقف بقرب انفراج الوضع وانكسار العدوان وزوال الاحتلال. الوضع يزداد تعقيدا مع دخول الخطوط على بعضها. فأمس جاء انفجار مقذوف في ملعب في مجدل شمس ما ادي لاستشهاد ١٤ من صبية هذه البلدة الصامدة ليفتح الباب امام اتهامات متبادلة. حزب الله نفى بشكل قاطع ان يكون استهدف مجدل شمس. اسرائيل تتهم حزب الله وتقصد تفجيرا لفتنة عربية عربية في لبنان وسوريا وربما تستعيد دورها في تحالف الاقليات وتعزيز دورها في تفتيت المنطقة العربية. وتحاول اسرائيل استغلال الأمر لتصعيد نوعي في لبنان. ولكن دوما حسابات الحقل ليست كحسابات البيدر. كل تصعيد مضطر ان يأخذ في الحسبان احتمال الانتقال الى حرب واسعة ليست هي جاهزة لها في هذا الوقت بالذات.
وفي نفس الوقت تفجر اسرائيل مدارس ومستشفيات وبيوت في مجازر متنقلة ومتواصلة وفي الوقت نفسه ترسل وفدها الى روما لمواصلة التفاوض حول صفقة التبادل ووقف النار. وليس صدفة ان يجري اللقاء في روما بعد ان ابدى الوسيطان العربيان، مصر وقطر، امتعاضهما من المماطلة الاسرائيلية والتراخي الامريكي. وثمة تخوفات في اسرائيل بأن التعديلات التي طالب نتنياهو بادخالها على مقترح بايدن قد لا تجد من ينقلها لحماس. وكانت حماس اعلنت انها لن تقبل اي مقترحات تعدل الصيغة التي وافقت عليها.
وهذا يجعل اسرائيل في حال الاصرار على هذه التعديلات المتعلقة بمراقبة عودة النازحين الى الشمال واستمرار السيطرة المادية او التكنولوجية على محور فيلادلفي اغلاقا لافق الحل السياسي. وواضح ان امريكا ليست في وضع تجاري فيه اسرائيل في هذا الموقف عدا الضغط الداخلي من المؤسسة العسكرية واهالي الاسرى الاسرائيليين لابرام الصفقة. ولكن اذا حدث تصعيد كبير في لبنان فإن ذلك ايضا يغلق الباب امام اية صفقة.
في كل حال ورغم اقتراب انتهاء الشهر العاشر من الحرب ورغم كل الحركة الدولية المناهضة للحرب تتعامل اسرائيل وكانها قوة عظمى مهيمنة. لكن بديهي ان هذا التعامل يزيد من تعرية مواقفها وحتى تحالفاتها وهذا يظهر مثلا من مواقف الحزب الديمقراطي في امريكا والحكومة البريطانية. وواضح ان اسرائيل ليست كلية القدرة وانها حتى قي نظر كل العقلاء من قادتها محدودة القوة والموارد ومن الصعب عليها توسيع الحرب او اطالتها بلا حدود.
