كتب حنا صالح في في صبيحة اليوم ال1751 على بدء ثورة الكرامة
الأرجح لا حرب شاملة، فالجهود الدولية للإحتواء إنطلقت بقوة. الأمر الأكيد أن الحرب الشاملة تعني هدية للمرشح الأميركي ترمب لذلك يعمل البيت الأبيض والحزب الديموقراطي لمنعها، والأكيد أن نتنياهو الذي فاز أميركياً بما أسمي حق الرد لم يحصل من زيارته الأميركية على التفويض الكامل للذهاب بعيداً في الحرب، ويعلم أن الرئيس الأميركي بات متحرراً من ضغوط الترشيح ومتطلباته. لكن العدو لن يضيع الفرصة التي وفّرها له صاروخ مجدل شمس وسقوط 13 ضحية من فتيان المدينة التي تتحدى الإحتلال.
كل المعطيات ترجح عملية إسرائيلية وتبادل ضربات لبضعة أيام، لكن القرار الإيراني واضح وساعٍ إلى الإحتواء، وقاآني أبلغ حزب الله ألاّ يسقط في الفخ الإسرائيلي، لذلك الرد “المتناسب” من جانب حزب الله وارد ضمن الحدود التي لا تريد منها طهران تسهيل فوز ترمب، في وقت يشهد إلتفافاً من الحزب الديموقراطي حول المرشحة كامالا هاريس.
لا حرب شاملة، لكن التداعيات الإقتصادية والإجتماعية بدأت. لا يكفي تراكم الخسائر في بلد منهوب محاصر بالجوع والعتمة، فالمطار شبه مقفل، والسفارات تناشد رعاياها الرحيل عن لبنان والموسم السياحي ينهار بشكل دراماتيكي، والخوف واسع كما قلق المتروكين لمصيرهم. فيما أداء بقايا السلطة والطبقة السياسية أشبه بالمراقبين الأجانب: تبلغنا بقرار الضربة لكنها ستكون محدودة ومحسوبة!! يا فرحتنا بهذه النفايات السياسية المتسلطة على رقاب اللبنانيين والتي غطت إختطاف حزب الله للدواة وللقرار!
إنها اللحظة التي يفتقر فيها لبنان إلى رجال دولة. إنها اللحظة التي إنكشفت فيها الطبقة السياسية وقد فقدت كلياً صلاحيتها الوطنية. حرب”المشاغلة” التي أعلنها حزب الله قبل نحو 10 أشهر أوصلت لبنان إلى الحضيض. والآن، لإنقاذ لبنان وحماية أهله والحد من تراكم الخسائر ممر إجباري واحد يفترض التمايز عن حزب الله وتقديم المصلحة الوطنية على الأجندة الخارجية التي ينفذها الحزب: لا للحرب وينبغي وقفها.. والتمعن جيداً بوضع لبنان ومصالح أهله. إنه الوقت للتمسك بمطلب تسليم أمن الجنوب للجيش اللبناني المدعوم من اليونيفيل أنه الوقت لإعلاء الصوت لإنقاذ المتبقي من لبنان وحماية الأرواح وكفى غطرسة وتشاوف وتكبر وفحص دم للبنانيين يرفضون تحويل بلدهم إلى أرض محروقة.
وكلن يعني كلن وما تستثني حدن منن.