كتب ابراهيم بيرم لـ”أخباركم – أخبارنا”
يبدو جلياً ان الكلام الذي اطلقه الأمين العام للحزب في اطلالته الاخيرة، إبّان تشييع القائد العسكري الابرز للحزب فؤاد شكر في الضاحية الجنوبية لبيروت أمس، قد رفع من منسوب القلق والتوتر في بيئة المقاومة، خصوصاً أن نصرالله ركز على الفصل بين امرين يقودان الى نتيجة واحدة، وهي ان المواجهات مستمرة والرد حتمي:
الامر الاول، انه ماض في حرب الإسناد لغزة.
الامر الثاني، أن الثأر لمقتل شكر امر محسوم ولا عودة عنه، لكن التوقيت خاضع لحسابات الميدان قبل أي شيء آخر، على أن يكون رداً موجعاً ومدروساً.
وعليه، فان السؤال المطروح: ما هي احتمالات هذه المعادلة وحساباتها الحاضرة والمستقبلية على الساحتين الداخلية والاقليمية؟
يجيب الكاتب والمحلل السياسي المطل على اجواء (ا ل ح ز ب) ومحور المقاومة توفيق شومان في تصريح لموقعنا بالقول: لا بد من التأكيد استهلالاً بأن العدوانين الاسرائيليين على الضاحية الجنوبية وطهران، هما بمثابة اعلان حرب او تطوير للحرب القائمة وأخذها الى مراحل اكثر خطورة وحماوة.
ويضيف: لذا نقول إن السؤال لم يعد عن شكل الرد على هذين العدوانين وتوقيتهما فهو أمر محسوم، ولكن السؤال صار ماذا بعد دخول الاقليم معادلة “الرد والرد المضاد”، فالاسم العسكري الذي يمكن اطلاقه على هذا النوع من الحروب هو “حرب المدن” وهي حرب ضارية ووحشية.
واستدرك قائلاً: ان الأشهر العشرة المنصرمة من المواجهات مع الاحتلال الاسرائيلي، كانت بمثابة مرحلة اولى من الحرب. لكن بعد العدوانين الاخيرين على بيروت وطهران، دخلت هذه الحرب مرحلة جديدة اقسى واشد. ويخطىء كثيراً من يحاول استشراف مساراتها، إذ أن أبواب احتمالاتها ومفاجآتها مفتوحة تماماً على مصراعيها.
ورداً على سؤال، قال شومان: من المفيد التأكيد على ان نهج الاغتيالات الذي برع فيه الاسرائيلي واتخذه مرتكزاً له في حربه الحالية لا يغيّر في مسارات ولا في استراتيجيتها، لكن المثير واللافت أن نتنياهو اسقط لحد الآن خمس وساطات وعروض تهدئة وتسوية شاركت إدارة الرئيس بايدن في صياغتها.
وهذا يعني بالنسبة الينا الآتي:
- ان نتنياهو يتعمد اطالة امد الرحب، ويسعى الى جرّ المنطقة الى مربع الفوضى الشاملة وابقائها تراوح فيه الى اجل غير مسمى.
- ان الادارة الاميركية غير جادة في وقف الحرب ولا في ردع نتنياهو، بل الواضح انها تغطي تماماً كل عدوانية هذا الرجل ووحشيته. ويكفي ان نقول لاثبات هذه الفرضية، انه لا يمكن لتل ابيب ان تشن عدوانين بهذا الحجم من الخطورة على بيروت وطهران من دون ان تضمن مسبقاً غطاء أميركياً. هناك جهة واحدة في امكانها ان تردع نتانياهو وتحول دون جرّه المنطقة الى آتون حرب واسعة ومفتوحة، هي واشنطن، لكنها لا تفعل ذلك، بل بالعكس تماماً، تؤمن له التغطية الكاملة.