![الراعي وعودة](https://akhbarkum-akhbarna.com/wp-content/uploads/2023/05/Doc-P-1057914-638173091909221831-800x500.jpg)
اعتبر البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي في عظة قداس أحد العنصرة وعيد “التيلي لوميار ونور سات” في كنيسة السيدة في الصرح البطريركي في بكركي، بأننا “نعاني اليوم في لبنان من اللاأخلاقية ومن الفساد بنتيجة جهل كلام الله، ووضعه جانبا. كما نعاني من إنتفاء المحبة في القلوب. وهذا ما نشهده على مستوى الجماعة السياسية، فالمحبة بالنسبة لبعضهم لا تعني شيئا، بل ينتهكونها بالبغض والكيدية”.
أضاف الراعي: “لكن نود أن نشكر الله على ما نسمع بشأن الوصول إلى بعض التوافق بين الكتل النيابية حول شخصية الرئيس المقبل، بحيث لا يشكل تحديا لأحد، ويكون في الوقت عينه متمتعا بشخصية تتجاوب وحاجات لبنان اليوم وتوحي بالثقة الداخلية والخارجية”.
وختم الراعي: “إننا نأمل ان يتم انتخاب رئيس للجمهورية بأسرع وقت كي تنتظم المؤسسات الدستورية وتعود الى العمل بشكل طبيعي وسليم وفعال، وبذلك تتوقف الفوضى الحاصلة على عدة مستويات وتتوقف القرارات والمراسيم العشوائية التي تستغيب رئيس الجمهورية وصلاحياته وبالتالي فهي تبقى عرضة للشك والاعتراض”.
عودة
من جهته، أمل متروبوليت بيروت وتوابعها للروم الكاثوليك المطران إلياس عودة في عظة الأحد، “لَـــوْ يــتــبـــعُ الــمَــســـؤولـــون فــي الـــوَطَـــنِ خُــطـــى مَــســـؤولـــي الــكَــنــيــسَـــةِ الــمُـــدافِــعــيــنَ عَـــن الإيــمـــان”. وقال: “حَــبَّـــذا لـــو يُـــدافِــعـــونَ عَـــنْ دُســتـــورِ الــبِـــلادِ ضِـــدَّ كُـــلِّ الــهَـــرطَــقـــاتِ الَّــتـي تُــشَـــوِّهُـه. كَــيْـــفَ يُــصــبِـــحُ الــبَــلَـــدُ دَولَـــةَ مُـــؤَسَّــســـاتٍ إِنْ لَـــمْ يُــحْــتَـــرَمْ دُســتـــورُهُ ولَـــمْ تُــطَــبَّـــقْ قَـــوانــيــنُـــه؟ كَــيْـــفَ يَــســتَــقــيـــمُ الــعَــمَـــلُ فـــي ظِـــلِّ غِــيـــابِ مَــجْــمَـــعٍ وَطَــنِـــيٍّ يَــسْــهَـــرُ عــلـــى تَــطــبــيـــقِ الـــدّســتـــورِ واحــتِـــرامِـــهِ، مَــجْــمَـــعٍ مُـــؤَلَّـــفٍ مِـــنْ رَئــيـــسٍ لِــلـجــمهــورِيَّـــةِ، وحُــكـــومَـــةٍ أَصــيــلَـــةٍ، ومَــجــلِـــسِ نُـــوَّابٍ اخْــتـــارَهُـــم الــشَّــعْـــبُ لِــيَــعْــمَــلـــوا مِـــنْ أجــلِ مــصــلــحــتِــه، أي الــمــصــلــحــةِ الــعــامــة، ومِـــنْ أجــل تــحــصــيــنِ الــمــؤســســاتِ الــعــامــةِ وتــفــعــيــلِ عــمــلِــهــا فــي خــدمــةِ الــمــواطــن، وهـــذا يــكــونُ بــإدخــالِ الإصــلاحــاتِ الــلازمــةِ والــضــروريــةِ لــكــي يــقــومَ كــلُّ إنــســانٍ مــســؤولٍ بــعــمــلِــه، ويُــحــاسَــبَ عـلــى أيِّ تــقــصــيــرٍ أو فــســـادٍ أو ســوءِ أمــانــة”.
وأسف عودة لأن “بــلــدُنــا بــلا رأسٍ ولا حــكــومــةٍ فــاعــلــة، مــشــلــولٌ، إداراتُــه مــعــطَّــلَــةٌ وبــعــضُ الــمــراكــزِ فـيـهـا خــالــيــةٌ أو تُــدارُ بــالــوكــالــة. والــجــمــيــعُ يـنــتــظــرُ، لــكــنَّ الــوقــتَ يَــمُــرُّ والــفُــرَصَ تــضــيــعُ والأحــوالَ تــتــدهــور. والــمــشــكــلــةُ الــكــبــرى أنّــنــا نــشــهــدُ فــســاداً يَــحــمــيــه فــاســدون مَــحْــمِــيّــون مــن فــاســديــن ولا مــحــاســبــةٌ ولا عــقــاب. كــمــا نَــشــهَــدُ سَـرِقـاتٍ وتَـعَــدِّيـات، ومــنــاوراتٍ تَـجـري تــحــتَ عــيــونِ الــدولــةِ والأجــهــزةِ الأمــنــيــةِ والــعــالــم، لا عــلاقــةَ لــلــدولــةِ بــهــا”.
ورأى انه “عـنــدمــا تــكــونُ الــدولــةُ ضــعــيــفــةً تــقــوى الــدويــلاتُ والــمَــحْــمِــيّــاتُ وتَـسـودُ الـفـوضـى. وفــيــمــا يــســعــى الــعــالــمُ إلــى الإنــفــتــاحِ والـتَـسـامُـحِ يَـــشُـــدُّ بــنــا الــبــعـــضُ إلــى الــتَــقَــوقُــعِ والــتَـعَــصُّــبِ والــتَــخَـلُّـفِ والإعـتِـداءِ على الحُـرِّيات”.
وشدد عودة على أن “الــحـــاجَـــةُ أَصْــبَــحَـــتْ مُــلِــحَّـــةً لــلــتــغــيــيــرِ، لـــلإصــلاحِ، لــلــخـــروجِ مِــنْ مُــسْــتَــنْــقَــعِ الــفــســاد، خُــصـــوصًـــا بَــعْـــدَ الـتـهــديــدِ بــإِدراجِ لُــبْــنـانَ عــلى الــلَّــوائِـــحِ الـــرَّمـــادِيَّــة، لأَنَّ الــعـــالَــمَ لـم يَــعَــدْ يَــثِـــقُ بِــمَــنْ تَــوَلَّــوا مَــســـؤولِــيَّــةَ الإبْــحـارِ بِــسَــفــيــنَـــةِ الـــوَطَـــن، فَـــأَغْـــرَقـــوهـــا، ولا يَـــزالـــونَ يُــمْــعِــنـــونَ فـــي إِغـــراقِــهـــا”.
وختم: “لــقــد أُعــلِــنَـــتْ بــيــروتُ عــاصــمــةَ الإعــلامِ الــعــربــيّ لــســنــة 2023. هـــذه الــمــديــنــةُ الــتــي كــانــت لــؤلــؤةَ الــعــالــمِ الــعــربــيّ وعــاصــمــتَــه الــحــضــاريــةَ والــثــقــافــيــةَ والإعــلامــيــة، والــتــي كــانــت مــديــنــةَ الــعــلــمِ والإســتــشــفــاءِ والــنَــشْــرِ والــصــحــافــة، عــاصــمــةَ الــحــريــةِ والإنــفــتــاحِ والإبـداع، مــتــى تــســتــرجــعُ دورَهــا وتـــألُّــقَــهــا”؟