الأربعاء, أبريل 23, 2025
20.4 C
Beirut

الحرب الشاملة او التسوية القادمة!

نشرت في

كتب احمد مطر لـ “أخباركم – أخبارنا”


حدثان بارزان، حصلا خلال هذا الاسبوع ،الفارق الزمني بين الحدثين سبع ساعات استهداف فؤاد شكر في حارة حريك ، واسماعيل هنية في طهران ، حدثان يعبران بوضوح عن نية بتصعيد المواجهة العسكرية الدائرة بين حزب الله وقوات الاحتلال الإسرائيلي على طول الحدود اللبنانية الجنوبية مع إسرائيل.
لا صوت يعلو فوق صوت المعركة، هكذا تبدو وباختصار الأجواء السائدة على الساحة اللبنانية، بعد أن تراجعت كافة الملفات السياسية والاجتماعية والاقتصادية، ووضعت على الرفوف الخلفية لتحل مكانها مواقف التهديد والوعيد الإسرائيلية بشن هجوم كبير على لبنان، والذي جرى ترجمته بالاعتداء السافر على الضاحية الجنوبية يوم الثلاثاء الماضي .
وبعد هذا التطور الأمني الخطير فان منسوب القلق يتجه نحو المزيد من الارتفاع، خصوصا انه أتى في الوقت التي كانت تنفي فيه أكثر من جهة دولية أن تصيب شظايا المواجهات بين لبنان وإسرائيل الضاحية الجنوبية، وقد أتت حادثة اغتيال رئيس المكتب السياسي لحركة حماس إسماعيل هنية لتزيد من معطيات المواجهة التي قد تتوسع لتصبح إقليمية .
وفي هذا الإطار، يمكن اعتبار اغتيال هنية أتى بمثابة إعلان حرب على إيران وعلى جميع القوى والأطراف الموالية لها، والتي لا يمكن السكوت أو التغاضي عن مثل هكذا اعتداء بهذا الحجم، وذهبت المصادر لتؤكد بان ما حصل من استهداف مباشر لطهران من خلال عملية الاغتيال، غطى جزئيا على موضوع الاعتداء على سيادة لبنان من خلال ضرب الضاحية الجنوبية معقل حزب الله واستهدافها واغتيالها للقائد العسكري الأول في الحزب فؤاد شكر .
من هنا، فان الاعتداء الإسرائيلي المزدوج لكل من حماس وحزب الله في طهران وبيروت، خلّف إرباكا كبيرا على الساحتين الإيرانية واللبنانية وحتى الإقليمية، وباتت معه كل التوقعات مفتوحة على كافة الاحتمالات، كذلك أصبحت الصورة لدى معظم السياسيين ضبابية، بانتظار ما سيتبلور من معطيات في الساعات المقبلة وتداعيات عسكرية وأمنية، علما ان الرد من حزب الله ومن إيران سيكون حتمي دون معرفة المكان والزمان، وبالتالي طريقة هذا الرد، باعتبار ان الاعتداء الإسرائيلي تجاوز كل قواعد الاشتباك والخطوط الحمراء .
طرحت عملية استهداف إسرائيل القيادي العسكري البارز في حزب الله، في الضاحية الجنوبية لبيروت والتي كان توعد بها رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو والقادة العسكريين مؤخرا القيام بها، بذريعة الرد على سقوط الصاروخ في بلدة مجدل شمس في هضبة الجولان السورية المحتلة منذ ايام، مخاوف وتساؤلات، عن امكانية قيام الحزب بالرد ضمن عمليات محدودة، او بتصعيد واسع النطاق قد تتوسع الى حرب مفتوحة مع إسرائيل.
اكثر من مؤشر يوحي، باحتمال ابقاء المواجهة القائمة بين حزب الله وإسرائيل، ضمن ما أطلق عليه قواعد الاشتباك المعمول بها منذ اشتعال جبهة الجنوب قبل ما يقارب التسعة أشهر، وهو مبادرات إسرائيل وفور تنفيذ ضربة الضاحية، نقلا عن مسؤول بارز، بأن تنتهي المرحلة الحالية عند هذا الحد، وان لاتتطور نحو الأسوأ، بينما أعلنت وزارة الخارجية الاميركية تنشيط الاتصالات والمشاورات الديبلوماسية، لاحتواء الضربة الإسرائيلية، وتفادي التصعيد بين الطرفين، فيما لوحظ ان خطاب السيد نصرالله اثناء تشييع فؤاد شكر الذي اكد فيه على ان الرد حتمي وعليهم الانتظار مع التاكيد على استمرارية عملية اسناد غزة ما يؤشر الى عدم تصعيد المواجهة العسكرية الدائرة مع إسرائيل، نحو حرب مفتوحة وواسعة النطاق، وان يبقي رده على العملية ضمن حدود الردود السابقة على الاستهدافات الإسرائيلية، التي تناولت قادة ميدانيين للحزب في اكثر من منطقة .
وتلاحظ جهات مراقبة، ان عدم صدور بيانات وتصريحات تصعيدية وتهديدات عالية اللهجة، من قبل إسرائيل وحزب الله في اعقاب الضربة، يعتبر مؤشرا على الاستمرار في خوض المواجهة ضمن معادلة اعتبار الاغتيالات والعمليات الامنية، ضمن قواعد الاشتباك المعمول بها، وليس خارجها، بالرغم من التهديد بعمليات والرد عليها من كلا الطرفين .
وتذكّر الجهات المراقبة، باكثر من عمليات اغتيال نفذتها إسرائيل خلال الاشهر الماضية، وفي مقدمتها استهداف القيادي في حركة حماس صالح العاروري ورفيقيه بالضاحية الجنوبية لبيروت وضمن المربع الامني لحزب الله، وأتى الرد عليها من الحزب، بتكثيف عمليات القصف ضد المواقع العسكرية الإسرائيلية في المناطق والبلدات المحاذية للحدود اللبنانية الجنوبية، ولم تؤد إلى خروج المواجهة العسكرية عن نطاق تبادل الضربات لكلا الطرفين، بتوسعة الاشتباكات المسلحة الى حرب مفتوحة وواسعة النطاق .
ولكن بالرغم من كل الاستنتاجات والتوقعات، لا بد من انتظار بعض الوقت، لمعرفة نتائج الضربة الإسرائيلية الجديدة، وردود الحزب عليها، بالرغم من كل المؤشرات التي تدل على الاستمرار في خوض المواجهة العسكرية القائمة ضمن قواعد الاشتباك المعمول بها، باعتبار ان تغيير القواعد المذكورة، نحو حرب مفتوحة على نسق الحرب الإسرائيلية العدوانية على قطاع غزة، يتجاوز قدرة الحزب ويتعلق بايران مباشرة، كما يتجاوز إسرائيل ايضا، ويتطلب موافقة اميركية مسبقة، وكلا الدولتين تتلاقيان، على رفض التصعيد وتوسعة الحرب، ما يسهم بابقاء الصراع الدائر ضمن وتيرة الاشتباكات الدائرة، ولا يتجاوز نطاقها
ختاماً كل هذه التطورات، تظهر بوضوح مدى انكشاف الوضع الداخلي، أمام التهديدات الإسرائيلية المتصاعدة ومضاعفاتها، في ظل عدم وجود سلطة كاملة ومتكاملة، قادرة على التصدي ومنع تكرار مثل عمليات الاغتيال هذه، والحفاظ على وحدة واستقرار وسلامة لبنان .

شارك الخبر:

اضغط على مواقع التواصل ادناه لتتلقى كل اخبارنا

آخر الأخبار

إيران تعدم السجين السياسي الكردي حميد حسين نجاد

أخباركم ــ أخبارنا أعدمت السلطات الإيرانية فجر أمس، حكم الإعدام بحق السجين السياسي...

اسرائيل توسع نشاط اغتيالاتها نحو بيروت وتستهدف سيارة قرب الدامور .. وأخرى في الحنية .. والنتيجة قتيلان من الحزب والجماعة الاسلامية

أخباركم - أخبارنا/ تقرير لبنان الميداني في صباح يوم الثلاثاء، استيقظ لبنان على وقع غارة...

اغتيال الشيخ حسين عطوي: الجماعة الإسلامية تحت النار… وماذا بعد؟

استهداف قيادي بارز يفتح الباب أمام أسئلة خطرة حول السلاح، ودور الجماعة في المواجهة...

ماذا بين الجيش وحماس؟

خاص: أخباركم - أخبارنا اكدت مصادر واسعة الاطلاع لـ"أخباركم أخبارنا" ان الجيش اللبناني يواصل...

More like this

اغتيال الشيخ حسين عطوي: الجماعة الإسلامية تحت النار… وماذا بعد؟

استهداف قيادي بارز يفتح الباب أمام أسئلة خطرة حول السلاح، ودور الجماعة في المواجهة...

ماذا بين الجيش وحماس؟

خاص: أخباركم - أخبارنا اكدت مصادر واسعة الاطلاع لـ"أخباركم أخبارنا" ان الجيش اللبناني يواصل...

🔍 الجماعة الإسلامية في لبنان: تاريخ من المقاومة وتقاطعات مع حماس وحزب الله

أخباركم – أخبارنا | تحليل سياسي – إعداد: مسعود محمد مقدمة: استهداف لا يمكن فصله...