كتب ابراهيم بيرم لـ”أخباركم – أخبارنا”
هل يمكن ان يستقبل الامين العام للحزب السيد حسن نصرالله الزعيم الدرزي وليد جنبلاط في الضاحية الجنوبية خلال يوم قريب؟
هذا السؤال يتم تداوله في الاوساط السياسية التي هي على صلة ببيئة (ا ل ح ز ب)، إنطلاقاً من قناعتها بأن مثل هذا اللقاء إن حصل وتمّ، فانه يحمل في طياته مكسبين للحزب:
الاول، انه يطوي صفحة سابقة على قدر من التعقيد والسلبية في العلاقة بين هذين الطرفين خصوصاً بعيد مرحلة اغتيال الرئيس رفيق الحريري وتولي جنبلاط قيادة فريق 14 آذار طوال اكثر من اربعة اعوام، ويفتح على صفحة جديدة تعتمد حتماً على “التنسيق والتفاهم” اكثر من اعتماد التهدئة والتهادن والاتفاق على “القطعة” او غبّ الطلب.
الثاني، ان كلا الطرفين بات يفكر في مرحلة ما بعد وضع الحرب على غزة اوزارها، وتلك مرحلة بكر مجهولة، وان كان يكثر التأويل حول طبيعتها المستقبلية.
جنبلاط خطا كما هو معلوم خلال الاشهر الخمسة الاخيرة خطوات مهمة وواعدة على طريق التقارب والانفتاح على (ا ل ح ز ب)، بدأها باطلاق مواقف تؤيد بوضوح معركة الاسناد التي فتحها (ا ل ح ز ب) لدعم غزة ومقاومتها، وتبدي تعاطفها مع المقاومة الفلسطينية التي تقودها حركة “حماس”، مستعيداً بذلك مواقف والده الزعيم الراحل كمال جنبلاط الذي كان منذ نهاية الستينات النصير الاول للعمل الفدائي الفلسطيني من موقعه كرئيس للجبهة العربية المساندة لهذا العمل.
وتجلت ذروة هذه الخطوات في مشاركة جنبلاط في تقبّل التعازي بقائد (ا ل ح ز ب) العسكري فؤاد شكر الى جانب قيادة (ا ل ح ز ب) في الضاحية الجنوبية.
باختصار، كان جنبلاط يقدم كل يوم برهاناً عملانياً على مضيه في انعطافته السياسية المفاجئة تلك، ويثبت بالبرهان على انها خطوات ثابتة ولاعودة عنها.
واكثر من ذلك، فان جنبلاط وفي اطار نهجه الجديد هذا، قرر خلال الايام الماضية الدخول في مواجهة شرسة مع “شريحة درزية ” ظهرت الى دائرة الضوء اخيراً بهدف عرقلة خطوات تقارب جنبلاط مع (ا ل ح ز ب) وقطع الطريق عليها ان استطاعت الى ذلك سبيلاً.
فمن المعلوم، انه بعد اقل من 36 ساعة على حضور جنبلاط والوفد الكبير المرافق الى بيت العزاء الذي اقامه (ا ل ح ز ب) في محلة الرويس في الضاحية الجنوبية بقائده شكر، وزعت ليلاً في محلة الشويفات – العمروسية (منطقة مختلطة) منشورات تحمل (ا ل ح ز ب) مسؤولية مقتل الفتية الدروز في بلدة مجدل شمس في الجولان السوري المحتل، وتتوعد بالثأر لهم ولضحايا أحداث 8 ايار عام 2008.
وتلا ذلك طرد عائلة جنوبية من بلدة غريفة الشوفية بعدما استأجرت شقة هناك، هرباً من القذائف الاسرائيلية التي تنهال على البلدات الجنوبية.
والواضح حسب معطيات متوافرة عند (ا ل ح ز ب)، أن جنبلاط يعمل بهدوء وروية على منازلة “حالة معاندة واعتراض” داخل طائفته على خطوات تقاربه مع (ا ل ح ز ب) الجارية على قدم وساق بهدف “شلّها” عن الحركة والفعل، وانه يعتبر ذلك مسألة وقت لأن “سطوته” في داخل الطائفة مطلقة.
ومهما يكن من أمر، فان (ا ل ح ز ب) يقدّر لجنبلاط عالياً خطواته وجهوده والتحدي الذي يمارسه على اكثر من صعيد في سبيل إتمام ما بدأه.
والمعلوم في هذا السياق، ان الامين العام للحزب السيد حسن نصرالله قد اعرب في اطلالتين متتاليتين له، عن شكره لأداء جنبلاط وتقديره لجهوده.
وفي حين تتحدث اوساط (ا ل ح ز ب) عن املها في ان يتطور هذا الانفتاح الجنبلاطي على (ا ل ح ز ب) الى تفاهمات سياسية لها طابع الديمومة لاحقاً، الا ان تلك المصادر تعتبر أن أمر لقاء نصرالله بجنبلاط يبدو مؤجلاً “لأن ظروف انعقاده لم تنضج بعد”، فضلاً عن محاذير امنية ولوجستية تحول دون اتمامه الآن. ولكن اذا حصلت المعجزة وتمّ اللقاء المنتظر، فان (ا ل ح ز ب) سيعتبر الامر “جائزة لوتو” أتته من حيث لا يحتسب.