تقرير لبنان من أخباركم – أخبارنا
في سياق المساعي الديبلوماسية اللبنانية لتفادي الحرب الشاملة، صولات وجولات لرئيس الحكومة ووزير الخارجية مع الدول والبعثات الاجنبية والعربية من دون ان “تمون” على الحزب بتخيف حدة التوتر على الجبهة الجنوبية ويتجنيب لبنان من الدمار المحتم.
فقد عممت وزارة الخارجية على البعثات الديبلوماسية ورقة الحكومة التي تظهر القواعد الهادفة إلى تحقيق الاستقرار على المدى الطويل في جنوب لبنان، واكدت ورقة الحكومة ان التفاهمات الأخيرة بشأن الحدود البحرية هي بمثابة شهادة على التزام لبنان بالمفاوضات وحل النزاعات بالطرق السلمية، مشددة على استعدادها للتفاعل مجددا ولعب دورها بهدف خفض التصعيد، مع التأكيد على إلتزامها ضمان سلامة وأمن مواطنيها وسيادة لبنان وسلامة أراضيه.
واعتبرت ان “القرار المذكور نجح في الحفاظ على الهدوء النسبي، على رغم مواصلة إسرائيل انتهاكها لمندرجاته. واعلنت انها الجيش اللبناني وقوات اليونيفيل سيلعبان دوراً محورياً بهدف ضمان الشروط اللازمة لتنفيذ القرار، على ان تلتزم الحكومة بزيادة عدد أفراد الجيش من خلال حملة تجنيد جديدة”.
في سياق متصل، اعربت الحكومة عن إيمانها تجنب الحرب الشاملة، وتشديدها على ان وقف الأعمال العدائية في غزة يفتح الباب أمام مسار دبلوماسي ستدعمه حكومة لبنان بشكل تام، وهو يهدف إلى معالجة المخاوف الأمنية على طول الحدود الجنوبية، بما في ذلك النزاعات على طول الخط الأزرق، إضافة الى أنه تمهيد الطريق للتنفيذ الكامل للقرار 1701.
ورحبت الحكومة في البيان المشترك لقادة مصر وقطر والولايات المتحدة : لممارسة أقصى الضغوط على اسرائيل لالزامها الجلوس الى طاولة المفاوضات.
وكان رئيس الحكومة نجيب ميقاتي قد تبلغ من وزير الخارجية عبدالله بو حبيب نتائج زيارته لمصر وتأييدها غير المشروط للبنان وضرورة انهاء الحرب في لبنان، وهو أمر مقرون بالحرب في غزة ، حسبما قال بوحبيب ااذي اضاف “لكن يهمنا بالدرجة الاولى السلام في لبنان”.
واشار الى ان الحديث تطرق لملف التمديد لـ “اليونيفيل بعدما وصلتنا النسخة الاولى ووافقنا عليها مع تغيير طفيف، ونأمل ان ينجز التمديد هذا الشهر ونكون قد توصلنا الى تمديد جديد لليونيفيل لمدة سنة”.
من جهته، اكد الرئيس الفرنسى إيمانويل ماكرون إن “فرنسا ستعمل مع قوات يونيفيل لضمان الاستقرار في لبنان”.
وكانت السفارات واصلت بياناتها دعت فيها رعاياها لمغادرة لبنان وقد نصحت السفارة الاميركية رعاياها الراغبين في البقاء في لبنان بإعداد خطة طوارىء والاستعداد للاحتماء لفترة طويلة.
خطب الجمعة
القى المفتي الجعفري الممتاز الشيخ أحمد قبلان خطبة الجمعة في مسجد الإمام الحسين في برج البراجنة، ووجه خطابه “للشعب اللبناني بكل طوائفه وللقوى السياسية بمختلف مواقفها” فقال:”البلد والمنطقة في مخاض تاريخي، وواقع الصراع يطال صميم لبنان، بل يطال واقع وجوده، والقتال الآن على لبنان ومصالحه الإقليمية، ونحن لسنا الأضعف، والتحشيد الأميركي الأطلسي غير بريء، لذلك المطلوب اليوم صوت وطني لهذه الحرب، أما الانقسام السياسي فيها فهو كارثة تطال صميم المصلحة الوطنية العليا”. مشيرا الى ان “البلد والمنطقة في مخاض تاريخي ولتلعب الحكومة دورها بكل قوة واستعداد”.
من جهته، أدى نائب رئيس المجلس الإسلامي الشيعي الأعلى العلامة الشيخ علي الخطيب الصلاة في مقر المجلس وألقى خطبة الجمعة وجاء فيها “إنّ الحرب العدوانية التي يتعرّض لها لبنان تستوجب من اللبنانيين التكاتف والتعاضد، ونتوجّه لكل من تعاطف وفتح بيته للنازحين من الجنوب بالتحية، ونحن ندعو الى مراعاة الظروف وعدم الاستغلال لرفع قيمة الإيجار ووضع الشروط التياس كما تقتضيه الأخوّة والمواطنة”.
وشدد نائب رئيس المجلس التنفيذي في “حزب الله” الشيخ علي دعموش، خلال خطبة الجمعة في مجمع السيدة زينب في حارة حريك، على أن “مواجهتنا مع العدو الصهيوني متواصلة ولن تتوقف إلى حين تحقيق أهدافها”، مشيرا الى ان “حتمية الرد لا عودة عنها وكل التهديدات الإسرائيلية للبنان ومحاولات التحريض ضد المقاومة لن تنفع”.
وألقى العلامة السيد علي فضل الله، خطبة صلاة الجمعة، من على منبر مسجد الإمامين الحسنين في حارة حريك،وقال: اننا في هذه الظروف، أحوج ما نكون إلى رص الصفوف وتوحيد المواقف، والدعوة إلى ضرورة التكاتف والتعاون والتباذل في مواجهة التحديات الراهنة، وخصوصا أعباء النزوح من المناطق التي تستهدف أو التي يخشى استهدافها”.
وللقيادات ومن لهم حضور في مواقع التواصل قال: “للكف عن إطلاق الكلمات والمواقف المسيئة للوحدة الوطنية”.
مزرعة صيصان
قضائيا، قرّرت قاضية التحقيق الأولى في الشمال سمرندا نصار ختم سدّ المسيلحة بكامل مداخله بالشمع الأحمر، كما مكاتب الإدارة، والمبنى المهجور الذي كان يُفترض أن تتولى تنفيذه شركة معينة على أن يتواصل معها القضاء قريباً.
فقد زارت نصار السد بعد عدة اخبارات ولاحظت أن المشاهدات تؤكد معنى المثل اللبناني القائل “المال السايب بعلم الناس الحرام”. وأضافت”: “تبين أولاً أن لا ماء في سد المسيلحة، وهناك أشغال تم تنفيذها ولكنها ليست على المستوى المطلوب، فهناك على سبيل المثال مبنى بالقرب من السد تم إنشاؤه ليكون محطة للتكرير، ولكنه حتى اليوم غير منجز، ومهمل ومتروك، وهو عبارة عن صرف أموال بلا جدوى، بالإضافة إلى وجود مزرعة صيصان في المكان، وبالتالي تحول السد من مشروع استراتيجي إلى مزرعة دجاج”.
كذلك كان لافتاً، كيف تُركت آليات ضخمة كالجرافات والحفارات والمعدات المتعلقة “بالتزفيت”، ليأكلها الصدأ ، وطلبت من وزارة الطاقة تسليمها كامل ملف السد منذ انطلاقته إلى اليوم، وذكر تفاصيل كل من عمل فيه ومن كان استشارياً فيه، وبالتسلسل الزمني الكامل، مع دفتر الشروط الأساسي وكل تفاصيل مراحل العمل الذي امتد على سنوات، لأن النقطة الأساسية ستكون معرفة ما إذا كان المعنيون ببناء السد على علم بتقارير علمية تقول أن الأرض غير صالحة لبناء السد أم لا.