أسامة سعد الذي يحاول حزب الله تفتيت تياره السياسي عبر تقسيم تنظيمه هو سياسي لبناني وزعيم التنظيم الشعبي الناصري في صيدا. وُلد في عام 1954 وهو نجل معروف سعد، الزعيم الناصري الذي اغتيل في عام 1975. يشغل أسامة سعد مقعدًا في البرلمان اللبناني ويمثل مدينة صيدا، التي تُعتبر من المدن الرئيسية في جنوب لبنان وتتمتع بأهمية استراتيجية كبيرة. تُعد صيدا مركزًا تجاريًا وثقافيًا مهمًا، كما أنها مدخل الجنوب اللبناني وطريق إمداد رئيسي لحزب الله، مما يجعلها ذات أهمية خاصة في التوازنات السياسية والأمنية في لبنان.

الخلفية السياسية

أسامة سعد يُعرف بمواقفه القومية والناصرية ودعمه لقضايا الفقراء والمهمشين. على مدى سنوات، كان سعد حليفًا لحزب الله، ولكنه بدأ يبتعد تدريجيًا عن الحزب منذ بداية الثورة اللبنانية في 2019. انتقادات سعد لحزب الله تركزت على قضايا الفساد والاحتكار السياسي، مما أدى إلى توتر العلاقات بينهما. هذا التوتر تعمق بعد اغتيال الناشط لقمان سليم في عام 2021، حيث أصدر التنظيم الشعبي الناصري، بقيادة سعد، بيانًا يدين الاغتيال، مما أثار غضب أنصار حزب الله الذين شنوا حملة تشويه ضد سعد على وسائل التواصل الاجتماعي.

أهمية صيدا ودورها السياسي

مدينة صيدا تلعب دورًا مركزيًا في التوازنات السياسية بلبنان. هي معقل للتنظيم الشعبي الناصري ولها تأثير كبير بفضل موقعها الاستراتيجي كمدخل الجنوب وطريق إمداد لحزب الله. القوى السياسية في صيدا تتنوع بين التنظيم الشعبي الناصري وحزب الله وحركة أمل والجماعة الإسلامية وحماس. الجماعة الإسلامية حليف حزب الله بحرب المساندة، هي قوة سنية مرتبطة فكريًا بجماعة الإخوان المسلمين. حماس، بدورها، لها وجود ملحوظ في صيدا بسبب قربها من مخيم عين الحلوة، أكبر مخيم للاجئين الفلسطينيين في لبنان. هذه العوامل تجعل من صيدا مركزًا سياسيًا ودينيًا مهمًا، حيث تتقاطع فيها مصالح محلية وإقليمية متعددة.

الدور السياسي لأسامة سعد

رغم تاريخه الطويل في التحالف مع قوى “المقاومة”، إلا أن مواقف أسامة سعد الأخيرة تشير إلى تحوله نحو خطاب أكثر استقلالية، منتقدًا فيه بعض ممارسات حزب الله، خاصة فيما يتعلق بتغطية الفساد وحماية من استولوا على اموال المودعين. سعد يلعب دورًا مهمًا في السياسة اللبنانية من خلال مواقفه المستقلة والداعمة للإصلاحات، وهو يُعتبر من الأصوات المعارضة في البرلمان اللبناني، خصوصًا ضد الفساد والمحسوبيات. هذا التوجه جعله واحدًا من الشخصيات البارزة في المعارضة اللبنانية، حيث يعبر عن موقف متميز في مدينة تلتقي فيها قوى سياسية ودينية متعددة، وتعتبر معبرًا حيويًا بين بيروت والجنوب.

مساندة أسامة سعد للمقاومة والقضية الفلسطينية

أسامة سعد، كزعيم للتنظيم الشعبي الناصري، يُعرف بدعمه الثابت للمقاومة ضد الاحتلال الإسرائيلي، ويُعتبر من المدافعين الأقوياء عن القضية الفلسطينية. مواقفه القومية والناصرية تعزز مناصرة حركات المقاومة، الا ان ذلك لا يعني بالنسبة له السكوت عن الفساد والغاء لبنان كبلد لصالح اجندات اقليمية.

توتر العلاقة مع حزب الله

على الرغم من دعمه للمقاومة، بدأ التوتر بين أسامة سعد وحزب الله يزداد في السنوات الأخيرة. الحزب يشعر بتهديد متزايد من استقلالية سعد وانتقاداته العلنية، وخاصة فيما يتعلق بالفساد. حزب الله يعتبر أن سعد، بمواقفه المستقلة، قد يُعرقل نفوذه في صيدا، المدينة الاستراتيجية التي تشكل مدخلًا للجنوب اللبناني وطريقًا رئيسيًا للإمدادات. لهذا السبب، يسعى حزب الله إلى إضعاف تأثير سعد في المدينة أو إزالته من المشهد السياسي لصالح تعزيز نفوذ الجماعة الإسلامية وحماس، وهما حلفاء أكثر توافقًا مع أجندته السياسية في المنطقة.