الجمعة, أبريل 25, 2025
17.4 C
Beirut

رحيل فاروق القدومي: مسيرة قائد فلسطيني!

نشرت في

أخباركم – أخبارنا

فاروق القدومي، السياسي الفلسطيني البارز وأحد مؤسسي حركة التحرير الوطني الفلسطيني (فتح)، توفي في 28 يوليو 2021 في تونس عن عمر ناهز 90 عامًا. وقالت عائلته إن أبو اللطف، وهو أحد مؤسسي حركة التحرير الوطني الفلسطيني “فتح”، توفي بعد رحلة طويلة مع المرض. وارتبط اسم فاروق القدومي، الذي عرف بمعارضته لاتفاق أوسلو، برئاسة الدائرة السياسية لمنظمة التحرير الفلسطينية التي تقلدها في 1973. وتأتي وفاة القدومي بعد أقل من شهرين على وفاة زوجته نبيلة النمر “أم اللطف”.

السيرة والتاريخ:

  1. الولادة والنشأة:
  • وُلِدَ فاروق القدومي في عام 1931 في مدينة طولكرم بفلسطين. حصل على درجة البكالوريوس في الاقتصاد من جامعة القاهرة.
  • هاجر مع أسرته إلى مدينة حيفا عام 1948 قبل أن يعود من جديد إلى نابلس.
  • درس الابتدائية والثانوية في مدينة يافا.
  • في العام 1954 التحق بالجامعة الأميركية بالقاهرة حيث أنهى دراسته الجامعية في تخصص الاقتصاد والعلوم السياسية.
  • مارس القدومي عدة وظائف بعدة بلدان عربية, وبعد تخرجه من الجامعة الأميركية عمل في مجلس الإعمار الليبي ثم في وزارة النفط السعودية ثم في وزارة الصحة الكويتية.
  1. العمل السياسي:
  • حياته السياسية
  • في بداية حياته السياسية انضم القدومي إلى حزب البعث العربي الاشتراكي منذ أربعينيات القرن الماضي.
  • أثناء دراسته بمصر التقى ياسر عرفات (أبو عمار) وصلاح خلف (أبو إياد) وعملوا معا على تأسيس حركة فتح في نهاية الخمسينات بمشاركة خليل الوزير (أبو جهاد) ومحمود عباس (أبو مازن).
  • في 1969 رشحته حركة فتح لعضوية اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية التي أصبح رئيسا لدائرتها السياسية في 1973.
  • في العام 1983، وبعد الغزو الإسرائيلي للبنان، غادر القدومي مع قيادات منظمة التحرير الفلسطينية بيروت إلى تونس.
  • انضم القدومي إلى حركة “فتح” في بداياتها، وكان من الشخصيات الأساسية في الحركة.
  • شغل عدة مناصب قيادية في منظمة التحرير الفلسطينية، بما في ذلك مسؤولية الشؤون الخارجية.
  • في عام 1973، تم تعيينه رئيسًا للدائرة السياسية في منظمة التحرير الفلسطينية، حيث لعب دورًا بارزًا في تمثيل القضية الفلسطينية على المستوى الدولي.
  1. مواقفه السياسية:
  • عُرف القدومي بمواقفه الصارمة تجاه التسوية مع إسرائيل، وكان يعارض اتفاقية أوسلو التي وقعها ياسر عرفات في 1993.
  • كان يؤمن بأن الكفاح المسلح يجب أن يستمر حتى تحرير فلسطين بالكامل.

الخلاف مع ياسر عرفات:

  • نشأ الخلاف بين القدومي وياسر عرفات حول نهج التسوية مع إسرائيل، حيث كان القدومي يعتبر أن اتفاقيات أوسلو تخدم المصالح الإسرائيلية على حساب الحقوق الفلسطينية.
  • بعد توقيع أوسلو، بقي القدومي في المنفى رافضًا العودة إلى الأراضي الفلسطينية تحت الحكم الذاتي.
  • مع تزايد الخلافات، أصبحت العلاقة بين القدومي وعرفات متوترة بشكل متزايد، حيث رفض القدومي الانخراط في السلطة الفلسطينية وواصل قيادة التيار المعارض داخل حركة فتح.

الخلاف مع محمود عباس:

  • بعد وفاة ياسر عرفات وتولي محمود عباس قيادة السلطة الفلسطينية وحركة فتح، زادت التوترات بين القدومي وعباس.
  • اتهم القدومي محمود عباس بالتآمر مع إسرائيل والولايات المتحدة ضد القيادة الفلسطينية الأصيلة، وهو ما أدى إلى تصاعد الخلافات داخل حركة فتح.
  • القدومي رفض سياسة عباس تجاه المفاوضات مع إسرائيل واتهمه بالانحراف عن مبادئ الحركة، مما أدى إلى عزله تدريجيًا من مراكز النفوذ داخل الحركة.

فاروق القدومي كان شخصية سياسية بارزة ومعروفة في تاريخ النضال الفلسطيني. كسياسي، له العديد من الإيجابيات والإنجازات التي ساهمت في القضية الفلسطينية، ولكن كان له أيضًا بعض الجوانب السلبية التي أثرت على دوره ومكانته. فيما يلي نظرة على ما كان له وما كان عليه كسياسي:

ما كان له:

  1. التمسك بالثوابت الوطنية:
  • كان القدومي يُعرف بمواقفه الثابتة تجاه حقوق الشعب الفلسطيني، ولم يتنازل عن فكرة تحرير فلسطين بالكامل، رافضًا أي حلول جزئية أو تنازلات.
  1. الدور الدولي والدبلوماسي:
  • بصفته رئيسًا لدائرة الشؤون السياسية في منظمة التحرير الفلسطينية، لعب دورًا كبيرًا في تمثيل القضية الفلسطينية في المحافل الدولية، وعمل على تعزيز العلاقات مع العديد من الدول والأنظمة السياسية في العالم.
  1. الخبرة السياسية الطويلة:
  • بصفته أحد مؤسسي حركة “فتح”، كان للقدومي دور محوري في تشكيل توجهات الحركة في المراحل الأولى، واستمر لعقود في قيادتها رغم الخلافات الداخلية.
  1. المعارضة المستقلة:
  • رفض القدومي الانخراط في السلطة الفلسطينية بعد توقيع اتفاق أوسلو، ما جعله رمزًا للمعارضة داخل حركة فتح، واستمر في الدفاع عن موقفه حتى النهاية.

ما كان عليه:

  1. الخلافات الداخلية:
  • كانت خلافاته مع ياسر عرفات ومن بعده مع محمود عباس تسببت في انقسامات داخل حركة فتح، مما أثر على وحدة الحركة وأضعف من قدرتها على مواجهة التحديات الخارجية.
  1. الابتعاد عن السلطة الفلسطينية:
  • رفض القدومي العودة إلى الأراضي الفلسطينية بعد تأسيس السلطة الفلسطينية، ما أدى إلى تهميش دوره بشكل متزايد على الساحة السياسية الفلسطينية.
  1. اتهامات بالجمود السياسي:
  • البعض يرى أن مواقفه المتشددة ورفضه لأي حلول تفاوضية كانت سببًا في عدم تطوير استراتيجيات جديدة تتماشى مع المتغيرات السياسية على الأرض.
  1. العزلة السياسية:
  • مع مرور الوقت، وجد القدومي نفسه معزولًا داخل حركة فتح، حيث فقد الدعم الذي كان يتمتع به سابقًا، خصوصًا بعد وفاة عرفات وصعود عباس.

الخلاصة:

فاروق القدومي كان له تأثير كبير على القضية الفلسطينية وشكل جزءًا أساسيًا من تاريخها. تمسكه بالثوابت الوطنية وقوة مواقفه السياسية أكسبته احترامًا واسعًا، لكنه في الوقت نفسه دفع ثمن التمسك بتلك المواقف من خلال تهميش دوره السياسي في السنوات الأخيرة من حياته.

فاروق القدومي كان شخصية فلسطينية بارزة جمعت بين الدبلوماسية والموقف الثابت من حقوق الشعب الفلسطيني. كان معارضًا لأي تسوية يراها مجحفة بحق الفلسطينيين، ودخل في خلافات كبيرة مع قادة فلسطينيين آخرين مثل ياسر عرفات ومحمود عباس، حيث كان يرى أن نهجهم لا يحقق الأهداف الفلسطينية المنشودة.

شارك الخبر:

اضغط على مواقع التواصل ادناه لتتلقى كل اخبارنا

آخر الأخبار

خاتمة السلسلة: اقتصاد السموم – حين يصبح الكبتاغون بديلاً للنفط والسلاح

أخباركم - أخبارنا/ مسعود محمد في هذه السلسلة، تنقّلنا بين المعامل السرية في البقاع،...

9 قتلى و63 جريحًا في قصف روسي على كييف.. وتصريحات ترامب تربك المفاوضات

أخباركم - أخبارنا9 قتلى و63 جريحًا في قصف روسي على كييف.. وتصريحات لترامب تربك...

سلام يلتقي الغباش: الحكومة مصممة على ردم فجوة الثقة بين لبنان والدول العربية

أخباركم ـ أخبارنا أكد رئيس مجلس الوزراء نواف سلام أنه في الشهرين الماضيين...

مجلس النواب يقر قانون رفع السرية المصرفية: صلاحيات موسّعة ومفعول رجعي لعشر سنوات

أخباركم - أخبارنا في خطوة مهمة، أقر مجلس النواب اللبناني في جلسته اليوم قانون رفع...

More like this

9 قتلى و63 جريحًا في قصف روسي على كييف.. وتصريحات ترامب تربك المفاوضات

أخباركم - أخبارنا9 قتلى و63 جريحًا في قصف روسي على كييف.. وتصريحات لترامب تربك...

الجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين: رفض الإفراج عن الأسرى الإسرائيليين ودعوة للحوار بين الفصائل الفلسطينية

أخباركم - أخبارنا أدان عضو اللجنة التنفيذية والمكتب السياسي للجبهة الديمقراطية، رمزي رباح، التصريحات التي...

قوى تحالف المقاومة الفلسطينية: ندين ونشجب خطاب عباس في المجلس المركزي واعتداءه اللفظي على المقاومة!

أخباركم - أخبارنا بيان صحفي صادر عن قوى تحالف المقاومة الفلسطينية ندين ونشجب خطاب عباس...