كتب خالد العزي لـ”أخباركم – أخبارنا”
العلاقات اللبنانية الليبية لم تكن جيدة بين الرئيس السابق أمين الجميل والقذافي ولم تكن في حالة جيدة لان أمين كان معارض للأسد، وبالتالي كان يفتح صفحة مع ابو عمار ، و القذافي كان يرى امين جميل معادٍ لحليفه حافظ الاسد والنظام الإيراني حيث ساهم القذافي في تمويل المنشقين الفلسطينيين والاحزاب اللبنانية في طليعتها الحزب التقدمي الاشتراكي وحركة أمل نبيه بري بالصراع الداخلي من اجل مصلحة نظام الاسد الذي تلقى ضربة قاسية في لبنان وخرج من بيروت حيث حاول فتح اشتباكات داخلية . مسيحية – اسلامية .
وكذلك حروب داخلية ضد القوى الوطنية اللبنانية مما ساهم ذلك الاقتتال بعودة النظام السوري للاطباق مجددًا على لبنان واعادة تشكيل الحياة السياسية في لبنان بإتفاق الطائف الذي ضمن للسورين ولم يطبق بل حسب ما كانت سورية تريد بعد انتهاء الحرب بإنتاج نظام أمني سوري يسيطر على لبنان وسيطرة حزب الله على الأمن ومقاومة إسرائيل وسيطرة حركة أمل على مفاصل الدولة التي لم تكن تسمح هذه الامتيازات الفعلية بمطالبة “بو منيار” القذافي بالكشف على الملف من خلال الحليفين السوري والإيراني، فكانت الامتيازات تغدق على الطرفين .
قضية اختفاء الإمام موسى الصدر لم تعد قضية تعني حركة امام او الشيعية خاصة بل اصبحت قضية تعني كل مواطن لبناني بشكل عام
الحقيقة مطلوبة المصالح فرضت نفسها
بالرغم من اني كلبناني مع الوصول الى كشف قضية تغييب الامام الصدر، وكشف ملابساتها ومع حقائقها كونه مواطن لبناني ومن حق أي لبناني أينما كان معرفة ما جرى له، وتطمين الشعب اللبناني كله بتفاصيل الملف الذي اصبح لغزًا لكل الاجيال.
لكن مع بروز دور حركة أمل في لبنان بعد العام 2000 وخروج إسرائيل من لبنان وسيطرة “الثنائي الشيعي” على مفاصل الدولة بات بإمكان الحركة رفع الصوت عاليًا باتجاه ليبيا ، وخاصة بعد موت حافظ الاسد وصعود نجله بشار الاسد الذي بات في الحضن الايراني منذ اليوم الأول لوصوله للسلطة وغياب التوازن الذي فرضه أبيه في العلاقة بينه وبين إيران حيث كان الحد الفاصل دائمًا مع العرب.عندها بدأت العلاقة الليبية -اللبنانية تتصاعد نحو التوتر الواضح حيث بات الملف اللبناني المخفي في قضية الامام ، لكن مصالح ليبيا تراجعت تلقائيًا في لبنان بظل تصاعد العلاقة الواضحة بين إيران وسوريا وتقاسم ملفات ونفوذ في المنطقة .
بالطبع العلاقات اللبنانية الليبية كانت سيئة جدًا وباتت تعيش حالة من الانهيار التدريجي نتيجة صعود نجم التحالف السوري الايراني ونتيجة الخلاف الدائم مع قوى المعارضة اللبنانية المحسوبة على المحور العربي المعتدل وفي طليعتها العربية السعودية التي كانت تعيش خلافًا واضحًا بين الملك عبدالله والرئيس الراحل القذافي. فالقذافي لم يكن لجانب ثورة الأرز ابدًا بل هو كان عمليًا ضد هذه الثورة التي اقتلعت النظام السوري من لبنان بدعم دولي فرنسي وامريكي وسعودي . فالقذافي كان يرى هذا التحالف عدوه الذي يضعه تحت الحصار ،وبالتالي كان الى جانب النظام السوري الذي باتت هيكله تتدهور نتيجة اغتيال الشيخ رفيق الحريري المقرب سعوديًا مما فتح باب الانقسام على مصراعيه حيث اتهمت إيران والنظام السوري بعملية الاغتيال والعمليات الاخرى حتى المحكمة الدولية التي تشكلت من اجل لبنان اعترفت بهذه الحقيقة وان جهاز حزب الله اللبناني المتهم بالقتل .
من هنا كانت العلاقة بين حركة امل والقذافي علاقة سيئة ومتوترة . لقد كانت العلاقات الليبية مع بعض الاعلامين والشخصيات الدبلوماسية والمالية التي بنت علاقات قديمة مع النظام الليبي واستفادت منه ماديًا ، وحافظت على مصالحها الخاصة ولكن العلاقات الدبلوماسية لم تقطع نهائيا ، بقيت العلاقات شبه مجمدة حتى بداية الثورة الليبية وحاولت حركة أمل تحريك ملف الاختفاء من خلال المدعي العام اللبناني، ولكن فرار اركان النظام السابق ، وانحلال اجهزة المخابرات ودخول ليبيا في حالة من الصراع الداخلي والانقسامات القبلية والعشائرية ودخول ليبيا في صراع المحاور العربية من جهة وتركيا والإخوان المسلمين من جهة اخرى ، ابعدت الملف من تناوله بشكل قانوني والبحث فيه بين دولتين .
كان رد حركة امل دومًا ردًا من خلال موقعها كمليشيا وليس كدولة ولم تحاول التنسيق مع الدولة اللبنانية بل كانت تحاول دفع الملف الى التاثير على الرأي العام الشيعي اللبناني والحصول على تعاطف ومثلا استطاعت الحركة منع مشاركة المندوب الليبي في أحدى القمم الاقتصادية العربية التي عقدت في بيروت كانت تعبيرًا واضحاً ليس من طرف رسمي يحمل قضية مهمة يجب اثارتها بل كانت في اطار ردة الفعل .
متابعة قضية الامام المغيب يجب ان تسلك القنوات القانونية بين دولتين من خلال اللجان المشتركة للوصول الى الحقيقة الغائبة ولا يمكن ادخالها في زواريب القضايا…
اعتقال واتهام دون محاكمة
هانيبال القذافي نجل الرئيس الليبي الراحل معمر القذافي المعتقل في لبنان بدأ اضرابه عن الطعام بتاريخ 26 حزيران /يونيو 2023،ونقل يتلقى الرعاية الطبية في مستشفى بلبنان عقب إضرابه عن الطعام قبل أسبوعين احتجاجا على سجنه منذ 2015 من دون محاكمة.
وقال نجل الزعيم الليبي الراحل أن ما يحدث معه يجسد مدى الظلم ويكشف فساد القضاء اللبناني.مما دفع السلطات الليبية للتدخل لاول مرة لمتابعة الملف والمطالبة بالافراج عنه من خلال بدأ التعاون القضائي الليبي -اللبناني .
وبحسب مسؤولين قضائيين لبنانيين أرسل المدعي العام الليبي، الصديق الصور، طلباً في وقت سابق إلى نظيره اللبناني، غسان عويدات، بشأن هانيبال القذافي، وجاء في المذكرة أن تعاون لبنان في هذا الشأن قد يساعد في الكشف عن حقيقة مصير رجل الدين الشيعي اللبناني، موسى الصدر ، الذي اختفى في ليبيا عام 1978.
وهانيبال القذافي معتقل في لبنان منذ عام 2015 بعدما خطفه مسلحون لبنانيون للمطالبة بمعلومات عن مكان الصدر. وأعلنت الشرطة اللبنانية في وقت لاحق أنها ألقت القبض على القذافي من مدينة بعلبك في شمال شرق لبنان، حيث كان محتجزاً، ويقبع منذ ذلك الحين في أحد سجون بيروت.
والاستدراج له من سوريا تم عبر سيدة أقنعته بالقدوم إلى لبنان لمتابعة قضية شقيقه سيف الإسلام أمام المحكمة الجنائية من لبنان وما أن وصل لبنان حتى تم خطفه من قبل مجموعة مسلحة مجهولة الهوية.
تغيب المتابعة وربطها بقضية هانيبال:
اما قضية اعتقال هنيبعل القذافي في قضية لم يعرف ابعادها وطبيعتها لان هنيبعل سرق من سورية وتم إيداعه السجن دون معرفة التحقيق وما هي عواقب الاحتجاز ، لان القذافي الذي كان طفلا في العام 1978 لم يكن على علم بملف القضية ومن هو الامام موسى الصدر ولم يكن على راس جهاز امني لكي يعرف تفاصيل القضية .
فالقضية أبعد من ملف الاختفاء وخاصة بان هانيبال متزوج من لبنانية من زحلة وهو كان في ضيافة نظام بشار الاسد لاجئ سياسي وتم استدراجه الى لبنان ، فالموضوع غير واضح ومغيب والقضاء لا يفصح عن التحقيقات بالرغم من محاولة القذافي الصغير الاخير الاعتصام عن الطعام والطلب بمساعدته الطبية حيث بات يعاني من أزمات صحية وربما حديث بشرى الخليل وهي تشير الى انه هناك تقاطع بين الحركة والنظام السوري على عدم التوافق على قضية القذافي وانهائها وربما تكون باتت قضية أكبر من ملف الإمام المغيب وربما تحمل في طياتها عناوين معقدة جدا ومنها أصول مالية للنظام الليبي مما فرض على المدعي العام الليبي المطالبة بتسليم هانيبال للقضاء الليبي والتوافق مع متابعة القضية بين القضاء الليبي واللبناني ..
لكن حتى لحظة كتابة الموضوع لايزال هانيبال القذافي يمكث في السجن بالرغم من محاولة التعاون بين القضاء الليبي واللبناني للكشف عن حقيقة اختفاء الامام المغيب مما استدعى ذلك للانتقاد العلني من قبل حلفاء النظام السوري في لبنان لعدم تجاوب القضاء اللبناني مع مفاهيم القوانين التشريعية التي تعتبر رسالة سياسية من النظام السوري تعتبر بالامتعاض عن هذه التصرفات ضد سوريا التي كان هانيبال القذافي في ضيفاتها بعد خروجه من ليبيا .