كتب ابراهيم بيرم لـ”أخباركم – أخبارنا”
بعد رد (ا ل ح ز ب) على اغتيال قائده العسكري فؤاد شكر، شهدت جبهة الحدود الجنوبية لبعض الوقت انخفاضاً في مستوى التوتر المخيم عليها منذ 8 تشرين الأول الماضي، مما أغرى مراقبين وخبراء استراتيجيين على تبني استنتاج فحواه أن ثمة معادلة تهدئة جديدة تفرض نفسها على هذه الجبهة المشتعلة وتهيء لمرحلة مختلفة تقوم على المناوشات بين الطرفين ليس إلا.
وقد انطلق هؤلاء في فرضيتهم تلك، من نظرية ان رد (ا ل ح ز ب) هو في كل حالاته، هو فعل معادل للضربة الاسرائيلية القوية على رأس (ا ل ح ز ب) والتي تمثلت في خرق أمني واضح لمعقله الحصين من جهة، واغتيال أعلى رأس في الهرم العسكري للحزب والذي يشكل العمود الفقري لهذا (ا ل ح ز ب) من جهة أخرى. وهذا من شأنه ان يفرض واقعاً ميدانياً جديداً يقوم على خفض التوتر الى حدوده الدنيا، خصوصاً أن الفعل والرد كانا بمثابة فرصة للطرفين لأن يفتحا ابواب المواجهة على مصراعيها لو كانا فعلاً في هذا الوارد، أو انهما يضمران بلوغ هذه المرحلة.
والمفارقة ان (ا ل ح ز ب) بقي معتصماً بالصمت حيال كل ما أشيع عن دنو معادلة التبريد على الحدود بعد عملية الاربعين، فهو لم ينف ولم يؤكد، فشجع ذلك البعض على المضي في استنتاجاتهم تلك.
ويعتبر الباحث الاستراتيجي العميد المقاعد في الجيش الياس فرحات في تصريح لموقعنا، أن فترة الهدوء النسبي وانخفاض منسوب الانشطة الميدانية الحدودية عقب عملية الاربعين (رد ا ل ح ز ب) قد ولّدا انطباعاً مزيفاً او مبالغاً فيه للبعض، فكان اعتمادهم على نظرية أن حرب الحدود الجنوبية في طريقها الى تبريد محقق ووشيك.
وفي تقدير فرحات ان الجانب الاسرائيلي هو وراء الترويج لهذه الفرضية، خصوصاً أنه لم يخف يوماً رغبات دفينة عنده في الفصل بين جبهتي الجنوب وغزة ، واجبار (ا ل ح ز ب) على الخروج من المواجهات التي بدأها معه.
وقال العميد فرحات رداً على سؤال: لا يمكن للحزب اطلاقاً أن يوقف معركة اسناده لغزة والمقاومة الفلسطينية، فالأمر بالنسبة إليه استراتيجي وليس تكتيكياً، فضلاً عن انه ترجمة لالتزام اخلاقي عقائدي.
واستطرد فرحات: لا يمكن لنا أن نتصور يوماً ان يقرر (ا ل ح ز ب) الخروج من معركته الحالية، ما دامت الحرب الاسرائيلية على غزة والضفة المحتلة مستمرة بهذه الضراوة.
وعليه، يضيف فرحات ان (ا ل ح ز ب) والحال هذه لا يمكن له ان يمرر يوماً واحداً من دون أن يبادر الى القيام بعمليات وتنفيذ هجمات، وان يكون حدها الادنى ما بين 5 الى 6 عمليات في اليوم الواحد.
هذا، اضافة الى انه يتوجب عليه الرد على الغارات الاسرائيلية التي تطاول المدنيين على غرار رده على عمليات الناقورة وبيت ليف ومركبا وسواها، وهو ايضاً التزام لا يمكن ان يقصر عنه، وامر اساسي في يوميات (ا ل ح ز ب) المواجهة عنده.
وفي العموم، يضيف فرحات: إن عودة الامور الى ما كانت عليه على الحدود قبل اغتيال القائد شكر، والانضباط ضمن قواعد الاشتباك المألوفة قد اسقطا كل هذه التكهنات التي سرت لبعض الوقت.