كتب حنا صالح في صبيحة اليوم ال1786 على بدء ثورة الكرامة
قال مكتب الأمم المتحدة لشؤون النازحين، أن عدد النازحين من جنوب لبنان بلغ 111940 نازحاً، وأن 94% منهم من أقضية بنت جبيل ومرجعيون وصور. ولم يتطرق التقرير بدقة إلى أعداد النازحين من مناطق العرقوب وحاصبيا والنبطية، لكنه قال أن هناك نحو 150 ألفاً ما زالوا مقيمين في مسافة ضمن 10 كلم من الحدود يواجهون عمليات قصفٍ وغارات جوية يومية. وكشف التقرير الدولي أن 133 مدنياً على الأقل ، لقوا حتفهم منذ 8 تشرين أول 2023. ووفق بعض المعطيات فهناك قرابة ال3 آلاف جريح!
وإذا ما أضفنا إلى هذه الأرقام، سقوط نحو 400 ضحية من حزب الله، وأكثر من 60 ضحية من غير اللبنانيين، وأن قرى المنطقة الحدودية مدمرة، والأرقام الأولية تتحدث عن أكثر من 10 آلاف بيت أصاب الدمار الكامل نصفها، ومن بينها أبنية قديمة من الحجر ذات قيمة تاريخية وكذلك الكثير من الفيلات التي كلّف تشييدها ملايين الدولارات..وإلى الضربة القاصمة للزراعة وتلوث التربة وإنهاء الثروة الحيوانية، يتأكد أن لبنان أمام كارثة كبيرة.
هناك نكبة حقيقية يفاقمها إنعدام المسؤولية لدى بقايا السلطة وكل الطبقة السياسية من جهة، ومن الجهة الأخرى أنه معإقتراب نهاية الشهر الحادي عشر على حرب المشاغلة التي بدأها حزب الله، تحولت المنطقة الحدودية كلها إلى حزام أمني وخط تماس، والخطر الداهم أن العودة مستحيلة إلى ما كان عليه الوضع قبل “طوفان الأقصى”، مخطط العدو تكريس المنطقة حزاماً أمنياً ويقابله ما يقوم به حزب الله الذي ربط المنطقة بالتطلعات الإيرانية وحساباتها، أي ما بعد بعد الربط مع غزة!
الخطر مقيم وبقايا السلطة الواجهة لحزب الله تتعامى عنه، وهو المرتبط بالإصرار الإسرائيلي على تغيير الوضع الحدودي، أو إستمرار الحرب الحالية التي تشهد تصعيداً مستمراً وتبقي الجنوب ضمن دائرة الإستنزاف والمزيد من التهجير والخراب! وهذه الحرب مرشحة لأن تطول مع بدء الحرب الصهيونية على الضفة الغربية، والمستمرة في غزة من خلال العمليات الأمنية والمطاردات المدمرة. والأمر الخطير الذي يتأكد يوماً بعد يوم، أنه مع مضي العدو في حربه لتصفية القضية الفلسطينية، سترتفع شروطه حيال لبنان. وهذه الشروط تحظى بدعم أميركي وغربي وعنوانها أمن المستوطنات وضمان العودة الآمنة للمستوطنين وهو أمر مسؤول حزب الله عن إنتهاكه.
هنا تكمن النكبة اللبنانية مع إنعدام الهامش بين بقايا السلطة وحزب الله، فالذين إرتضوا دور البوق للحزب أو ساعي البريد حرموا لبنان واللبنانيين فرصة أن يستمع لهم العالم لو حدثت يقظة ضمير! كذلك مخيف إنعدام تأثير كل أطراف “نظام المحاصصة الطائفي الغنائمي” الذين يتحملون مسؤولية تغطية إختطاف حزب الله للدولة وقراراها، ويعجزون اليوم عن إمكانية إنزاله عن الشجرة التي صعد إليها، مديراً الظهر للحد الأدنى من الموجبات الوطنية. ما هو مؤكد أن حزب الله قادر على إلحاق الأذى الجدي بإسرائيل لكنه عاجز تماماً عن حماية الجنوب وأبناء الجنوب وهو الذي إدعى القدرة على حماية لبنان!
الثمن مخيف، وينبغي أن يخرج إلى النور الهمس الدائر في الغرف المغلقة، علّ ذلك يحرك قدرات وإمكانات هي بالتأكيد موجودة وينبغي العمل على بلورتها، ليكون ممكناً أن يطرح بجدية حقيقة الوضع والمسؤوليات، الأمر الذي من شأنه أن يفتح باباً حقيقياً للخروج من هذه الحرب التي تأكد من البداية أن مرجعيتها كما ريعها نظام الملالي في إيران والخسائر على لبنان واللبنانيين!
وكلن يعني كلن وما تستثني حدن منن