خاص: أخباركم – أخبارنا
أثار موضوع التعويضات التي يقدمها حزب الله للمتضررين من الحرب والنزاعات جدلاً واسعاً في لبنان.بعدما برزت ادعاءات بأن الحزب يقدم مساعدات كبيرة جداً للمتضررين، حيث نشر إعلام الممانعة أرقاماً عن تلك المساعدات التي جاءت على الشكل التالي: مساعدة 10,777 عائلة (35,097 شخصاً)، منها 3,340 عائلة صامدة و7,734 عائلة نازحة.
المساعدات الرئيسية شملت:
288,617 حصة غذائية
79,906 هدية مالية شهرية
35,618 مساعدة مالية إضافية
25,784 مساعدة إيواء
622,599 مساعدة عينية متنوعة
90,137 مساعدة صحية
التعويضات شملت:
4,604 تعويض عن الأبنية المتضررة
687 تعويض عن الآليات المتضررة
الحزب قدم أيضاً:
510,000 لتر مازوت لتشغيل المولدات
547 عملية صيانة في القرى الحدودية
حفر 23 بئراً ارتوازية جديدة
إنجاز 22 مشروعاً للطاقة الشمسية
وقيل إن هذه المساعدات تغطي مجالات متعددة كالغذاء والإيواء والصحة والكهرباء والمياه، وملء الفراغ الناتج عن غياب مؤسسات الدولة والمنظمات الإنسانية الأخرى.
ولكن الحقيقة مغايرة لما يحاول تسويقه الحزب، فهذه الأرقام إن كانت حقيقية، فهي لم تذهب لكل المتضررين، بل تم تقديمها لمؤيديه ومن ينتمون إلى بيئته الحاضنة، بينما يتجاهل المتضررين من الطوائف الأخرى.
يقول العديد من أهالي القرى والبلدات ذات الأغلبية السنية والدرزية والمسيحية إن حزب الله قام بمسح للأضرار في مناطقهم ووعد بتقديم تعويضات، إلا أن هذه الوعود لم تتحقق حتى اليوم. وقد أدى هذا الأمر إلى شعور بالإحباط والتمييز لدى هؤلاء السكان.
في المقابل، تشير التقارير إلى أن حزب الله قدم مساعدات سخية وتعويضات للمتضررين في المناطق التي تعتبر معاقل له، خاصة في الضاحية الجنوبية لبيروت وبعض مناطق جنوب لبنان. وقد شملت هذه المساعدات إعادة بناء المنازل المدمرة وتقديم مساعدات مالية للعائلات المتضررة.
يرى منتقدو هذه السياسة أنها تعمق الانقسامات الطائفية في لبنان وتعزز الولاءات السياسية على حساب الوحدة الوطنية. كما يشيرون إلى أن هذه الممارسات تتعارض مع مبدأ المساواة بين المواطنين وتكرس نظاماً موازياً للدولة.
من جهته، ينفي حزب الله هذه الاتهامات ويؤكد أنه يقدم المساعدات لجميع المتضررين بغض النظر عن انتماءاتهم الطائفية أو السياسية. إلا أن الحزب يواجه صعوبة في تقديم أدلة ملموسة على هذه الادعاءات، خاصة في ظل الشكاوى المتزايدة من سكان المناطق غير المحسوبة على بيئته.
فضلاً عن الانتقائية في توزيع المساعدات، تبرز قضية الابتزاز الذي يمارسه الحزب ضد الدولة اللبنانية. ففي ظل الأزمة الاقتصادية الخانقة التي يعاني منها لبنان، يبرز دور حزب الله في استغلال نفوذه وقوته العسكرية للضغط على الحكومة اللبنانية وتحقيق مكاسب لمنتسبيه. من أبرز هذه الأساليب:
الضغط على الحكومة لدفع تعويضات: يستغل حزب الله نفوذه السياسي وقوته العسكرية للضغط على الحكومة اللبنانية المنهكة اقتصادياً لدفع ملايين الدولارات كتعويضات لأهالي الجنوب وعائلات ما يسميهم “الشهداء”. وقد نجح الحزب في تمرير هذه القرارات عبر الحكومة، مما يثير تساؤلات حول عدالة توزيع الموارد المحدودة للدولة.
تحويل المساعدات الدولية: يقوم الحزب بالاستيلاء على المساعدات المخصصة من قبل المنظمات الدولية والمحلية لعامة الشعب اللبناني، ويعيد توزيعها على قاعدته الشعبية. تم رصد نصب خيام في الضاحية الجنوبية لبيروت، معقل الحزب، لتوزيع هذه المساعدات المستولى عليها.
سرقة المساعدات الزراعية: تمتد عمليات الاستيلاء لتشمل البذور والأسمدة المخصصة للمزارعين، والتي يتم إعادة توزيعها باسم حزب الله أو الجمعيات الخيرية التابعة له.
الضغط على المانحين الشيعة: يتعرض المانحون الشيعة غير المنتمين للحزب لضغوط كبيرة، في محاولة لاحتكار العمل الخيري والمساعدات داخل الطائفة.
تعويضات للتهجير: يستخدم الحزب التعويضات كوسيلة لاستيعاب الاعتراضات على الحرب التي تسببت في تهجير أكثر من مئة ألف شخص من جنوب لبنان وتدمير القرى الحدودية.
هذه الممارسات تثير قلقاً متزايداً حول استغلال الحزب لموارد الدولة والمساعدات الدولية لخدمة أجندته الخاصة.
في ظل هذه الظروف، يبقى السؤال مطروحاً حول قدرة الدولة اللبنانية على مواجهة هذه الضغوطات وضمان توزيع عادل للموارد والمساعدات على جميع شرائح المجتمع اللبناني.