أخباركم ــــ أخبارنا
توفّي اليوم الأحد الروائيّ والكاتب اللبنانيّ الكبير إلياس خوري، عن عمر يناهز 76 عامًا في بيروت توفي بعد مرض عضال ادخله المستشفى الا انه بقي يكتب حتى آخر رمق ونشر مقالاته في القدس العربي و كان رئيس القسم الثقافي في النهار والسفير، وكان رئيس تحرير مجلة الكرمل الناطقة بلسان اتحاد الكتاب الفلسطينيين.
موقع اخباركم- أخبارنا يتقدم بأحر التعازي لأهل الفقيد ورفاقه ومحبيه. انها خسارة كبيرة ” مات المناضل المثال”.
ونعاه عدد من الكتاب ودور النشر
الكاتب والسياسي فواز طرابلسي كتب عبر صفحته في موقع فيسبوك: انعي رفيق النضال وصديق العمر اخي الياس خوري، غادرنا بعد 14 شهرا من العذابات والالام قاومها بالكتابة من حلاوة الروح وبالامل والصبر المكتوم. ابكيه مع نجلا وعبلة وطلال وسائر افراد عائلته ومع رفاقه ومحبّية الكثر.
وكتب الناشر ماهر كيّالي، صاحب «المؤسّسة العربيّة للدراسات والنشر» في بيروت، الروائيّ إلياس خوري عبر صفحته في موقع فيسبوك: «منذ قليل علمتُ برحيل الكاتب اللبنانيّ الكبير إلياس خوري، نصف قرن من الصداقة، خسرنا قامة أدبيّة ووطنيّة رفيعة… أحرّ التعازي لأسرته والأصدقاء».
وكتب إلياس خوري عشرات الروايات التي تُرجمت إلى العديد من اللغات، بالإضافة إلى سيناريوهات ومسرحيّات وكتابات نقديّة، كما عمل في تحرير عدّة صحف لبنانيّة، وشغل منصب رئيس تحرير الملحق الثقافيّ الأسبوعيّ لصحيفة النهار اللبنانيّة اليوميّة.
الإضافة إلى ذلك، درّس خوري في جامعات عديدة حول العالم،
وكتب إلياس خوري رواية «باب الشمس» الشهيرة، والتي أعاد من خلالها سرد حياة اللاجئين الفلسطينيّين في لبنان، والتي تحوّلت بعد ذلك إلى فيلم سينمائيّ من إخراج المخرج المصريّ يسري نصرالله عام 2002.
ووصف كتّاب ومثقّفون وفاة إلياس خوري بالخسارة الكبيرة للبنان وفلسطين والوطن العربيّ على حدّ سواء، وذلك لالتحامه طوال مسيرته الأدبيّة مع القضيّة الفلسطينيّة.
ومن الروايات التي نشرها إلياس خوري، كانت «أولاد الغيتو – اسمي آدم» بجزءيها، ورواية «الجبل الصغير» ورواية «الوجوه البيضاء» و«رحلة غاندي» ورواية «باب الشمس» . وغيرها الكثير.
إلياس خوري هو كاتب وروائي لبناني بارز، وُلد في بيروت عام 1948. يُعد من أبرز الأصوات الأدبية في العالم العربي، إذ تتناول أعماله الأدبية والسياسية قضايا متعلقة بالهوية، والصراع العربي-الإسرائيلي، والحرب الأهلية اللبنانية. إلى جانب عمله ككاتب، خوري كان أيضًا ناشطًا سياسيًا وصحفيًا، حيث شغل مناصب في عدد من الصحف والمجلات البارزة مثل “الملحق” و”النهار”.
أشهر كتبه:
- “باب الشمس” (1998): يُعتبر هذا العمل واحدًا من أبرز أعماله وأشهرها. تروي الرواية قصة النكبة الفلسطينية من خلال سرد شخصيات تعيش بين الحلم والواقع، وتحكي عن اللاجئين الفلسطينيين في الشتات. هذه الرواية تُرجمت إلى عدة لغات، وتم تحويلها إلى فيلم سينمائي. من أبرز الجمل في هذا العمل: “الحكايات تموت عندما تُروى، ونجاتها الوحيدة أن تظل حبيسة الصمت”.
- “يالو” (2002): هذه الرواية تسرد قصة شاب لبناني خلال الحرب الأهلية اللبنانية، حيث تتناول مسألة الهوية والانتماء والعنف. يعد العمل من الأعمال الجريئة التي تقدم نقدًا للأوضاع السياسية والاجتماعية في لبنان.
- “رواية صغيرة” (2003): يعكس فيها خوري أحلام وآلام الشخصيات اللبنانية والعربية، ويبرز فيها صراعاتهم الداخلية والخارجية خلال فترات الحرب.
- “كما قالت لنا ليلى” (2007): تستمر هذه الرواية في تناول الحرب الأهلية اللبنانية، حيث تركز على تأثير الحرب على حياة الشخصيات والطبيعة المتغيرة للمجتمع.
أهم مواقفه السياسية:
إلياس خوري يُعتبر من الأصوات الداعمة للقضية الفلسطينية بشكل كبير، ويصف نفسه كجزء من اليسار العربي. أيد بشدة حقوق الفلسطينيين، وكتب عدة مقالات حول النزاع العربي-الإسرائيلي والنضال الفلسطيني ضد الاحتلال. خوري شارك أيضًا في منظمة العمل الشيوعي في لبنان وكان أحد الداعمين للحركة الوطنية اللبنانية أثناء الحرب الأهلية اللبنانية.
إلياس خوري لعب دورًا هامًا في تأسيس حركة اليسار الديمقراطي في لبنان، والتي نشأت بعد الحرب الأهلية اللبنانية بهدف تحقيق إصلاحات سياسية واجتماعية، وتحقيق العدالة والديمقراطية في لبنان. خوري، الذي كان منخرطًا سابقًا في منظمة العمل الشيوعي خلال الحرب، أصبح من الأصوات الداعمة لحركة اليسار الديمقراطي في بداياتها. الحركة تميزت بمواقفها الليبرالية اليسارية التي تجمع بين الاهتمام بالعدالة الاجتماعية والديمقراطية السياسية، وهي رؤية أوسع من اليسار التقليدي الذي كان مرتبطًا بشكل مباشر بالصراع المسلح والآيديولوجيات الثورية في فترة الحرب.
دوره في تأسيس اليسار الديمقراطي:
خوري ساهم في بلورة رؤية الحركة، التي كانت تسعى إلى تحجيم تأثير الطائفية في السياسة اللبنانية، والدفع باتجاه بناء دولة مدنية ديمقراطية تعطي الأولوية لحقوق الإنسان، وحرية التعبير، ودولة القانون. في مرحلة تأسيس الحركة، كانت أفكار خوري تتماشى مع الطموحات التقدمية واليسارية التي تمثل مزيجًا من الفكر اليساري التقليدي والليبرالية الحديثة.
نقده اللاحق لليسار الديمقراطي:
رغم دوره في تأسيس الحركة، إلا أن إلياس خوري وجه لاحقًا انتقادات لليسار الديمقراطي، خاصة عندما رأى أن الحركة لم تستطع الحفاظ على استقلاليتها عن التأثيرات الطائفية والسياسية التي سيطرت على لبنان بعد الحرب الأهلية. خوري انتقد تحول الحركة إلى شكل من أشكال المعارضة التي افتقدت العمق السياسي المطلوب لتغيير المشهد السياسي اللبناني. برأيه، لم ينجح اليسار الديمقراطي في تقديم بدائل حقيقية للطائفية أو تحقيق التحول المطلوب نحو دولة مدنية ديمقراطية.
في أحد مقالاته، انتقد خوري ضعف اليسار في مواجهة القوى الطائفية، مشيرًا إلى أن اليسار الديمقراطي لم يتمكن من استثمار اللحظة السياسية بعد انسحاب القوات السورية من لبنان في 2005، وهو ما جعله غير قادر على تقديم مشروع بديل للسياسات الطائفية السائدة.
خلاصة:
إلياس خوري كان رائدًا في تأسيس حركة اليسار الديمقراطي كمحاولة لإحداث تغيير سياسي واجتماعي في لبنان بعد الحرب الأهلية، لكنه لم يتردد في انتقاد الحركة لاحقًا بسبب ما اعتبره فشلًا في تحقيق أهدافها الأساسية.
أقوال وجمل مشهورة من أعماله:
- “الحكايات تموت عندما تُروى” من رواية “باب الشمس”، وهي جملة تحمل عمقًا فلسفيًا حول ذاكرة الشعوب والأفراد، وتربط بين الحكاية والهوية الجماعية.
- “الذاكرة هي الأمل في العودة، هي الوطن الحقيقي للاجئين”، جملة أخرى من نفس الرواية التي تعكس تعلق الشعب الفلسطيني بأرضه وتاريخه.
إلياس خوري يُعتبر ليس فقط كاتبًا، بل أيضًا شاهدًا على التحولات الكبرى التي عاشها المجتمع اللبناني والفلسطيني.