كتب ابراهيم بيرم لـ”أخباركم – أخبارنا”
كان لافتاً لاوساط سياسية متابعة للشأن الفلسطيني في بيروت هذا الانفتاح الكبير الذي تبديه حركة “حماس” في الايام القليلة الماضية، وعلى نحو مفاجىء وحازم، على طرح يتصل بمستقبل ادارة الاوضاع في غزة وقطاعها والضفة الغربية، اذا ما تكرست الهدنة وتوقف النار.
وتعتمد هذه الطروحات والافكار على ارساء “حكم فلسطيني مشترك” لكل من غزة والضفة في وقت واحد.
والقى القيادي المخضرم في حركة “حماس” المقيم في بيروت اسامة حمدان الاضواء على هذه جوهر هذه العروض، فقال في تصريح له: اليوم التالي بعد المعركة (في غزة) سيكون يوماً فلسطينياً بامتياز .
واكد حمدانان اتفاقاً ابرم بين الفصائل الفلسطينية وتحديداً بين حركتي “حماس” وفتح انطوى على تأليف حكومة وفاق وطني مهمتها ادارة شؤون الضفة الغربية وغزة وقطاعها معاً.
ورداً على سؤال قال حمدان: ان هناك تفاهماً مبدئياً على لقاء يجمع ممثلي الفصائل الفلسطينية في القاهرة قريباً لمناقشة رؤية مشتركة للوضع ( في غزة والضفة ) في المرحلة التي تلي انتهاء العدوان الاسرائيلي على غزة.
واكد ان ثمة اتفاقاً منجزاً سلفاً على تشكيل حكومة وفاق وطني تتولى ادارة الوضع في غزة بعد وقف النار هناك.
والجدير ذكره، انه منذ انطلاق عملية “طوفان الاقصى” قبل نحو عام، التقى ممثلون عن حركتي حماس وفتح في كل من موسكو وبكين، بدعوة مباشرة من السلطات في روسيا والصين تحت عنوان تصفية الخلافات والانقسامات العميقة المزمنة بين هذين الفصيلين الفلسطينيين الاكبرين، وايجاد رؤى سياسية مشتركة تضع حداً للتصارع القائم بينهما حيال كل الملفات.
واللافت ان “حماس” تتحدث للمرة الاولى بان ثمة تفاهماً (حكومة مشتركة) من هذا النوع والذي من نتائجه ان حصل واخذ طريقه نحو التنفيذ، ان يضع حداً لتفرد “حماس” في ادارة الاوضاع في غزة والذي يعود الى اكثر من 15 عاماً، خصوصاً بعدما نجحت الحركة في انهاء اي وجود اداري وسياسي وامني لحركة “فتح” في غزة وقطاعها اثر مواجهات عسكرية حصلت بينهما.
وعلى ما يبدو، فان مثل هذا الاجراء (حكومة مشتركة لغز) من شأنه ان يلبي مطالب دولية واقليمية واسرائيلية تدعو الى اخراج غزة تماماً من تحت سيطرة “حماس” مقدمة لتسوية سياسية تنهي العدوان الوحشي على غزة .