أخباركم – أخبارنا
يحيى حسيني بنجكي، المعروف أيضًا باسم يحيى حميدي، هو شخصية بارزة في الاستخبارات الإيرانية، وهو المسؤول عن إدارة وتنسيق العديد من عمليات الاغتيال الدولية التي استهدفت معارضين سياسيين للنظام الإيراني. منذ توليه منصبه كنائب وزير الاستخبارات للشؤون الأمنية الداخلية، أشرف على العديد من العمليات السرية بالتعاون مع حزب الله، حيث استُخدم الحزب كأداة رئيسية لتنفيذ الأجندة الإيرانية خارج حدود البلاد.
دور يحيى حسيني بنجكي في عمليات الاغتيال:
يحيى حسيني بنجكي، الذي وُلد في كرج عام 1975، لعب دورًا محوريًا في تنفيذ السياسة الإيرانية لقمع المعارضة في الخارج. بعد أن حصل على درجة الدكتوراه في العلوم السياسية من جامعة آزاد في تبريز، انخرط في إدارة العمليات السرية في وزارة الاستخبارات الإيرانية. حسيني بنجكي كان العقل المدبر خلف العديد من محاولات الاغتيال، بما في ذلك محاولة تفجير مؤتمر المعارضة الإيرانية (مجاهدي خلق) في باريس عام 2018. رغم إحباط المحاولة، إلا أن دوره في هذه العمليات أكسبه سمعة سيئة على المستوى الدولي.
حسيني بنجكي كان أيضًا خلف تأسيس وحدة “الشهيد سليماني”، التي تعمل على تنفيذ عمليات تخريبية واغتيالات بالتعاون مع الحرس الثوري الإيراني (IRGC) في جميع أنحاء العالم. هذه الوحدة كانت مسؤولة عن التخطيط والتنسيق لعمليات معقدة، حيث تم استخدام شبكات التهريب والجماعات الوكيلة لإخفاء تورط إيران بشكل مباشر.
التعاون مع حزب الله:
يُعتبر حزب الله اللبناني شريكًا رئيسيًا لإيران في تنفيذ العمليات الاستخباراتية الدولية. لعب الحزب دورًا كبيرًا في دعم عمليات الاغتيال التي أشرف عليها حسيني بنجكي، من خلال توفير البنية التحتية اللوجستية والتدريبية لعناصر الاستخبارات الإيرانية. حزب الله، بفضل شبكاته الواسعة في أوروبا والشرق الأوسط، ساعد في تنفيذ عمليات الاغتيال بسرية تامة، حيث استُخدم الحزب لتغطية الأنشطة الإيرانية وتنفيذ الهجمات دون ترك أدلة مباشرة على تورط النظام الإيراني.
تُظهر عمليات مثل اغتيال محمد رضا كلاهي سامادي في هولندا وأحمد مولى نيسي في لاهاي عام 2017 مدى التعاون الوثيق بين حزب الله والاستخبارات الإيرانية. الحزب لعب دورًا حاسمًا في تسهيل الاتصال وجمع المعلومات عن الأهداف المحتملة، بالإضافة إلى تقديم الدعم اللوجستي لتنفيذ العمليات.
أبرز عمليات الاغتيال:
- محاولة تفجير مؤتمر مجاهدي خلق في باريس (2018): كانت هذه العملية تهدف إلى ضرب تجمع معارض للنظام الإيراني، لكن تم إحباطها قبل التنفيذ واعتقال عدد من المتورطين، بما في ذلك دبلوماسي إيراني يُدعى أسد الله أسدي.
- اغتيال محمد رضا كلاهي سامادي في هولندا: كلاهي كان عضواً في منظمة مجاهدي خلق وهارباً من إيران بعد اتهامه بتفجير مقر حزب الجمهورية الإسلامية عام 1981.
- اغتيال أحمد مولى نيسي في لاهاي: نيسي كان ناشطاً عربياً إيرانياً يدافع عن حقوق الأقلية العربية في إيران، وتم اغتياله أمام منزله في هولندا.
- اغتيال مسعود مولوي في إسطنبول (2019): مولوي كان يدير قناة تليغرامية تعري فساد الحكومة الإيرانية، وتم اغتياله بعد تلقيه تهديدات مباشرة.
العقوبات الدولية:
بسبب تورطه المباشر في هذه العمليات، فرضت الولايات المتحدة ودول الاتحاد الأوروبي عقوبات صارمة على يحيى حسيني بنجكي. هذه العقوبات شملت تجميد أصوله ومنعه من السفر، بالإضافة إلى توجيه تهم بارتكاب انتهاكات حقوق الإنسان وتنفيذ عمليات اغتيال خارج الحدود الإيرانية.
دور حزب الله في تعزيز الأجندة الإيرانية:
حزب الله يلعب دوراً رئيسياً في تمكين النظام الإيراني من تنفيذ عملياته التخريبية دولياً. يعمل الحزب كأداة لتوسيع نفوذ إيران ويستخدم خبراته وشبكاته لتنفيذ عمليات معقدة تشمل الاغتيالات والتخريب. التعاون بين حسيني بنجكي وحزب الله يعزز من قدرة إيران على فرض نفوذها في مناطق استراتيجية، مع تفادي ترك بصمات واضحة تؤدي إلى تورطها المباشر.
الخلاصة:
يحيى حسيني بنجكي هو أحد أبرز الشخصيات الإيرانية المسؤولة عن العمليات السرية واغتيال المعارضين. بتعاونه مع حزب الله، تمكن من تعزيز الدور الإيراني في تنفيذ عمليات اغتيال معقدة على المستوى الدولي، ما جعل إيران وحزب الله من أبرز القوى التي تهدد المعارضين الإيرانيين في الخارج.