كتب فهد موسى جابر لـ ” أخباركم – أخبارنا”
يبدو لي ان مرحلة :
( لحس المبرد) عند حزب الله قد بدأت .
خاصة بعد تحييد نخبة قواته المقاتلة بعملية البايجر
التي اخرجت اكثر من ٥٠٠٠ عنصر منه خارج القدرة على القتال .
و مع ٱستمراره باطلاق الصواريخ ، التي هي مجرد رسائل مفادها انه لا يزال موجودا …
و برأيي هذا تكتيك غير مدروس ،لانه قد يستدعي تدخلا بريا قويا، لن يكون لديه قدرة و لو ضئيلة على التصدي له بعد كارثته مع ( البايجر ) مما سيضطره لسحب اعداد كبيرة ممن استبقاهم في سوريا و هذا سيجبره على دفع ثمن غالي في سوريا ،اذ سيخسر معظم مواقعه و من سيبقى في سوريا سيكون عرضة لردود انتقامية من المتبقّين من المعارضة السورية المسلحة، و حتى من بعض اركان النظام الذين نازعهم حزب الله على مكاسبهم و سلبهم بعضها .
- إن وقوع البقرة سيكثر من سلاخينها .
و هم لا يتمتعون بالقدرة على المناورة و التملص كالايرانيين ،و يبدو انهم عاجزون عن تقديم تنازلات مطلوبة قد تؤدي الى اضعاف وجودهم و دورهم في لبنان في حال قدموا تنازلات عسكرية جوهرية .
إن استمرارهم بالتصعيد الكلامي و اطلاق بعض الصواريخ لن يؤدي الى اي تغيير في ميزان القوى لصالحهم و ستدفع الثمن مناطق الشيعية السياسية بطرفيها دون استثناء ، بالاضافة لمناطق مختلفة في كل انحاء لبنان ،وهم سيتورطوا باستجلاب تدخل بري وشيك ، لن يكون بمقدورهم التصدي له ،في ظل تململ من البيئة الحاضنة و اهالي مقاتليه الذين يحملونه مسوولية كارثة البايجر و ربما التورط فيها مع ايران التي اقترحت تلك الاجهزة …
إن اسرائيل تضغط بدورها بتوسيع دائرة الاستهدافات على مساحة الاراضي اللبناني لتعميق مأزق حزب الله الفادح و الذي يستطيع ان يخرج منه – اذا اراد-
عبر تنازلات ملموسة يقدمها :
اولها انتخاب رئيس جمهورية فورا و العودة لمقترح قائد الجيش الذي يبدو هو الوحيد القادر على استعادة الدور للدولة و ان يعلن فورا القبول بتطبيق الـ 1701 بحذافيره و القبول بدور حقيقي للجيش و القوات الدولية لانقاذ ارض الجنوب مما تخطط له اسرائيل ،لتهجير اكبر عدد ممكن من سكان الشريط و من كل الطوائف مقدمة لاعلانه منطقة عازلة خالية من السكان لأمد طويل .
ان عودة الكلام عن تقسيم سوريا الذي تسرب منذ سنتين او اكثر ،حول دولة سنية للسوريين في جنوب سورية من ريف دمشق و درعا و الجنوب لبنان السني و تهجير شيعة الشريط او اكثر و ليأتي مكانهم السوريون المهجرون الى لبنان و انشاء دولة شيعية في البقاع الشمالي و الشمالي الشرقي تتبع الشريط الممتد من الزبداني حتى الطفيل شمالا و تتصل هذه الدولة بدولة العلويين شمالا ما عدا أدلب و شرقها المتاخم لتركيا .قد عاد هذا السيناريو الى الواجهة. كأحد الحلول النهائية للمسألة السورية المعقدة بين القوى الدولية و الاقليمية
و يرى المراقبون ان هول و حجم الضربة التي تلقاها الحزب بالبايجر ،تمنعه من سلوك درب القرارات الحكيمة في هذه المرحلة .
و بأنتظار المستجدات القادمة سوف تتضح الامور اكثر فأكثر و التصعيد سيستمر الى ان ينضج حل ما
و أي حل سيتحمل حزب الله تبعاته و سيتحمل هذه المرة تكاليف لن يقوى عليها بعد تنشيف خزينة الدولة و تسخيرها لتمويل 80 % من نشاطاته و احتياجاته ،و هذا لم يعد متاحا ابدا .