كتب مسعود محمد لـ ” أخباركم – أخبارنا”
نقل عن مسؤول أمني إسرائيلي قوله ان العملية البرية الإسرائيلية محدودة وخيار عملية أوسع تستهدف بيروت “ليس مطروحا على الطاولة”، الا ان هذا الكلام موجه للولايات المتحدة والدول الغربية التي لا تريد حرب واسعة، ومحدودية المعركة يعتمد على ما يملكه الحزب واذا ما كان هناك مفاجئات ومدى جهوزية قوات الحزب (عزيز، بدر، الرضوان) للالتحام المباشر ومدى تماسكها، عند الالتحام ستكرم هذه القوات او تهان.
انها واحدة من اصعب اللحظات في تاريخ لبنان، وقد تكون نتيجتها تغيير دراماتيكي بطبيعة لبنان. والسؤال هل سيوسع حزب الله مواجهته ويطلق صواريخه من مناطق لبنان الداخلية فيستدرج طيران العدو ليوسع عدوانه، وحينها تلك ستكون الضربة القاسمة ما بين الحزب ومن تبقى مسانداً له، فالمعلومات المسربة من محيط الرئيس بري تصف “حزب الله” بجسم بلا رأس، بينما الزعيم المؤقت للحزب نائب الامين العام نعيم قاسم، قال ان لكل رأس يسقط رأس بديل.
تداعيات العملية البرية الإسرائيلية في لبنان تتراوح بين التصعيد العسكري وزيادة التوتر في المنطقة. وقد تؤدي هذه العملية إلى اشتباكات مباشرة مع مقاتلي حزب الله، مما يعمق الصراع على طول الحدود. بالإضافة إلى ذلك، يمكن أن تثير العملية ردود فعل إقليمية ودولية، مما يزيد من مخاطر اندلاع حرب شاملة في لبنان. على المستوى الإنساني، ستتسبب العمليات البرية في زيادة نزوح السكان اللبنانيين، وتفاقم الأوضاع الإنسانية في المناطق المتأثرة.
لو كنت زعيم الحزب لانسحبت من كل الشريط الحدودي وسلمت مواقعي للجيش اللبناني وكلفت الحكومة بالتفاوض، هذا لو كانت مقاومة الحزب وطنية لاجل الوطن الا ان الواقع يظهر ان لا مقاومة حزب الله وطنية ولا الحكومة لبنانية، وهذه هي معضلة لبنان.
في هذه الحرب ليست هناك خطوط حمر فلقد تم تجاوز كل الخطوط الحمر وهي معركة مفتوحة على كل الجبهات، ما لم يفهمه الحزب ان لهذه المعركة بعدين هو السايبر والفضائي والتفوق الجوي الذي لن يستطيع مجاراته، وعليه ان يقر بالتخلي الايراني عنه فايران قلقة من ان يطال التغيير داخلها، وكان نتنياهو واضحاً بندائه للشعب الايراني، التي قال لهم فيها: “لا يوجد مكان على وجه الأرض لا يمكننا الوصول إليه”، مؤكداً على أن “إسرائيل تقف إلى جانبكم”.
وأضاف نتنياهو: “لو اهتم بكم نظامكم لتوقف عن إنفاق الدولارات من أجل الحروب بالشرق الأوسط”. مما يعني ان التغيير ليس بعيد عن ايران، وقد بدأ التغيير بقصقصة اجنحة ايران في سوريا ولبنان.
من جانب آخر لم يكن امس وجه نائب الامين نعيم قاسم وجه يشي باستمرار مرحلة ” قاسم سليماني” التي كان يتبجح فيها بالسيطرة على العواصم واحدة تلو الأخرى هذه المرحلة انتهت.
شعار ايران اليوم هو ” المصالح فوق المبادئ” وسمعنا إيران تقول لن نرسل قوات لمساندة الحزب، وهو قادر ان يدافع عن نفسه، وهناك من قال انفقنا الكثير على هذا الحزب مما يعني بكلمة واحدة “كفى”.
اسرائيل قالت للعالم سأقدم لكم حزب وايران ضعيفين يمكنكم اعادة صياغتهم بما يناسب الشرق الاوسط الجديد الذي يريده نتنياهو والغرب والكثير من العرب، هل يفهم حزب الله الرسالة وينقذ ما تبقى منه وينقذ لبنان، ام يستمر بالانتحار فينحر لبنان معه؟