كتب إبراهيم بيرم لـ”أخباركم – أخبارنا”
طرأ خلال الساعات القليلة الماضية تطوران جديدان، سياسي وميداني، اقتحما المشهد اللبناني، ليشكلا معاً محطة مثيرة للاهتمام على صعيد المواجهات الحدودية الضارية المفتوحة منذ نحو عام بين حزب الله والمؤسسة العسكرية الاسرائيلية .
يقول احد نواب كتلة التنمية والتحرير لموقعنا “ان الجديد النوعي الذي انطوى عليه كلام ميقاتي أخيراً، انه قدم فيه عرضا متكاملا ومتدرجا وفق الية محددة، مبتداها وقف تام للنار يعقبه مباشرة نشر لوحدات معززة من الجيش اللبناني في منطقة جنوبي الليطاني أي منطقة عمل القوة الدولية (اليونيفل).
لذا من البديهي، وفق المصدر عينه، ان امر الانتشار سيتم بالتنسيق مع هذه القوة.
وعليه فان هذا الكلام لم يعد تفصيلا عاما بل انه تحول الى عرض جلي وقابل للتنفيذ تحت اشراف دولي. واهمية الامر ان ميقاتي اطلقه من امام مكتب الرئيس بري في عين التينة بعد خروجه منه، وهو ما يعني ان سيد عين التينة على دراية به وانه يحظى بموافقته واستطرادا يحظى بعلم حزب الله .
وفي طوايا عرض ميقاتي حسب المصدر إياه، يكمن بعد آخر يمكن للمعنيين ان يلحظوه وهو يقوم على فرضية ان الحرب بالنسبة للبنان الرسمي قد اوشكت على الانتهاء، وان بامكان الاسرائيلي المتذرع، ان ينهي تلك الذريعة ويبدأ في إعادة سكان مستوطني الشمال الذين فروا خوفاً من مصادر النيران في الجنوب اللبناني الى منازلهم في مستوطنات الشمال.
لا ريب وفق تقديرات المصدر إياه، ان لبنان يعلم بأن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو ليس بعد في وارد الجنوح نحو القبول بفتح باب المفاوضات المفضية الى إيقاف الحرب الدائرة منذ نحو عام، اذ انه في ذروة شعوره بفائض القوة وبالرغبة في الانتقام من كل من الحق به الأذى والعار في 7 تشرين الأول الماضي،. ومع ذلك كله فان لبنان الرسمي بأدائه الأخير المتجسد يالعرض الذي اطلقه ميقاتي يكون قد اعلن رسمياً عن استعداده لفتح ابوابه امام مرحلة من التفاوض والبحث عما من شاأنه إيقاف المعاناة في لبنان وتكريس وقف عاجل للنار وفق أسس واضحة .
وثمة ولا ريب من يرى بأن مسارعة بيروت لتقيد عرض للتفاوض حول مستقبل الوضع في الجنوب ، انما يعني امرين:
الأول استباق اي مفاوضات محتملة بحيث يكون للبنان سقف شروطه وانه ينطلق منها.
الثاني ان لبنان الرسمي يبلغ الى من يعنيهم الامر من خلال هذا العرض انه قد استعاد زمام المبادرة في المنطقة الحدودية بعدما بدا متخلياً عنها في الأشهر الماضية .
اما المحطة الثانية الميدانية، فانها تتجسد في تلويح تل ابيب بعزمها على البدء بتنفيذ عملية برية على المناطق الجنوبية بعد سلسلة الضربات الموجعة التي وجهتها للحزب أخيراً وطالت العمق اللبناني كله .
ويؤكد المصدر إياه، ان إسرائيل لابد وانها ستكرر هذه المرة أيضا تجربة الاجتياح البري للحدود اللبنانية الجنوبية، وهي التي سبق ونفذتها نحو خمس مرات منذ عام 1969 والى اليوم. وكانت بعض هذه التجارب محدودة مكانياً وزمنياً كم حصل في اجتياحي 1969و1972 وكانت واسعة جداً كما في تجربة اجتياح عام 1978 التي دامت اكثر من شهر، وانتهت بحزام امني بقي تحت سيطرتها وسيطرة الميليشيات العاملة بامرتها في اجتياح صيف عام 1982 والذي بلغ بيروت نفسها واكثر من نصف الجغرافية اللبنانية، وهي تجربة طويلة زمنياً ومرهقة عسكرياً لإسرائيل، وقد انتهت عمليا في عام 2000 عندما انسحبت من كل لبنان الذي عده تحريراً. وبعدها كانت تجربة اجتياح عام 2006 الذي كان محدوداً وقصيراً، لكنه ترك مفاعيل وتداعيات عند الطرفين.
وفي تقدير المصدر عينه، ان إسرائيل تجد ان اجتياحها البري المنتظر والوشيك للبنان قد بات ضرورة لاستكمال ما تراه انتصارات حققتها في غزة والضفة الغربية ضد الفلسطينيين وفي لبنان ضد حزب الله.
فضلاً عن ذلك، فانها تجد الاجتياح حاجة ضرورية لاستشراف ما تبقى للحزب من قوة وقدرات عسكرية. لذا فان فان المصدر نفسه يرى ان حجم الاجتياح سيتوقف على مدى المقاومة التي سيجدها، فان وجد مقاومة سيكون تمدده محدوداً اما اذا وجد تهاوناً فربما وسع من مدى هذا الاجتياح واطال امده.