كتب ابراهيم بيرم : لا يبدو “حزب الله ” متفاجئاً من تأييد وليد جنبلاط وكتلته “اللقاء الديموقراطي” للمرشح المنافس لمرشحه جهاد ازعور، فهو منذ البداية لم يعقد بينه وبين نفسه أي رهان على يوم يسير فيه جنبلاط في خيار مشترك معه، رغم أن سيّد المختارة قدم استهلالاً بادرة حسن نية عنوانها العريض: لن اجعل من محطة الانتخاب مدخلاً الى تجديد الصراعات مع الحزب وفريقه.
والمعلوم ان الحزب تجاوب بداية مع هذه البادرة، وزار وفد منه ضم حسين الخليل ووفيق صفا، جنبلاط في دارته في بيروت.
وعلى ما يبدو لم يشأ الحزب استكمال الحوار، اذ خرج من دون ان يكلف نفسه عناء العودة، او عناء الرد بالسلب او الايجاب على العرض الجنبلاطي الذي تضمن ثلاثة اسماء يراها توافقية، من بينها اسم جهاد ازعور.
لكن مرارة الحزب وخيبته تتأتيان من ادارة شريكه في تفاهم مار مخايل رئيس التيار الوطني الحر جبران باسيل ومن “السيرة المتعرجة بل الزئبقية في التعامل معه”، وفق ما يقول بعض رموزه في مجالسهم الخاصة الذين تبنوا اخيراً، استنتاجاً ارادوه ان يبقى ضمن الدوائر الضيقة، وخلاصته “لو كان لسيرة النكد السياسي وتبديد الارصدة والانقلاب على التفاهمات عنوان ثابت، لكان جبران باسيل حصراً”.
ويضيف هؤلاء، الذي يعلي من منسوب الاستغراب عندنا، كلام يصدر عن اوساط باسيل وتياره فحواه: “لماذا تضخمون القضية وتكبّرون الامر، نحن لا نريد الا قطع الطريق امام وصول فرنجية الى قصر بعبدا”. فهذا تبرير متهافت ودفاع ضعيف وينطوي على تناقضات واضحة، كونه كلاماً ينطوي على ازدواجية وتناقض موصوف اذا ما قورن بخبايا المطروح. اذ كما توضح لاحقاً، لم يكن باسيل ليلغي فرنجية فحسب بل يطمح الى الاتيان بمرشح آخر.
وقد صار اسمه معلوماً وهو الوزير السابق زياد بارود، خصوصاً وان الرئيس العماد ميشال عون طرح هذا الاسم مع الرئيس السوري بشار الاسد ابان لقائه به، ولقد كان رد الاسد معلوماً وفحواه ان فرنجية صديقنا وامر الاستحقاق الرئاسي شأن داخلي لبناني، وانت تعرف مسالكه ومداخله واحداها في حارة حريك. فضلاً عن ذلك، فان باسيل يقدم لمن يراجعه مضبطة اتهام بحق فرنجية تمنعه وفق قوله من تزكيته، ومن ابرز خطوطها العريضة ان فرنجية جزء “من منظومة الحكم الفاسدة”، وانه استطراداً لا يملك حيثية ذات شأن في الشارع المسيحي. وليس خافياً على احد ان مضبطة الاتهامات بالفساد وتضييع المال العام التي وردت في كتاب الابراء المستحيل الصادر عن التيار قبل اعوام بحق ازعور ابان كان وزيراً للمال بين عامي 2005 و2008 هي في حدود الثماني صفحات معززة بالارقام ومدعمة بالوقائع، فضلاً عن أن ازعور هو اصلاً نتاج الرئيس فؤاد السنيورة ولا يملك أي حيثيّة اطلاقاً.