السبت, يوليو 19, 2025
25.4 C
Beirut

هل يستطيع حزب الله المهزوم ان يخبرنا لماذا علينا ان نتبعه للهاوية؟

نشرت في

كتب مسعود محمد لـ ” أخباركم – أخبارنا”

اكتب اليوم كمواطن لبناني له الحق ان يسأل حزب الله في لحظة اشتباكه مع نتنياهو المزهو بانتصاراته اين تريدون ان تأخذوا لبنان الذي كان فندق ومكتبة ومستشفى وجريدة العرب فاصبح بفضلكم على الطريق ليكون غزة ثانية منكوبة؟
كل محاولات الثنائي نجيب ميقاتي ونبيه بري لإيقاف الحرب حتى بعدما انضم اليهم بيك المختارة وليد جنبلاط، واصبحوا ثلاثياً وكادوا ان يكونوا رباعياً بضم جبران لولا قلق الرئيس بري من الحكيم سمير جعجع بما يمثل من وزن لم تستطع ان تفرمل اندفاعة بنيامين نتنياهو المزهو بانتصاره، حتى بنى سداً منيعاً امام كل الحلول بناه حجراً حجراً ووضع شروطاً أولها تفريغ الجنوب وصولاً لإطلاق سراح أسراه من قبل حماس، وحكماً انشاء مستوطنات لوضع يده على الماء الذي سيكون قريباً اغلى من النفط في منطقتنا.
فصراع المياه في منطقة الشرق الأوسط، وبالتحديد بين إسرائيل، الأردن، لبنان، وسوريا، يرتبط بالأنهار الرئيسية في المنطقة مثل نهر الأردن، نهر الليطاني، ونهر اليرموك. هذه الأنهار تشكل المصدر الأساسي للمياه العذبة في المنطقة، والتي تعاني من شح المياه والزيادة السكانية، مما يفاقم النزاعات حول الموارد المائية. وهذه الأنهر هي من ضمن أطماع
دولة إسرائيل وهي تتمدد بحدودها لتضم هذه الأنهر وتؤمن المياه لدولتها.
وكلا الطرفين يؤدلج قتاله دينياً فالبعد الديني يلعب دورًا مركزيًا في الصراع الحالي بين إسرائيل والفصائل الفلسطينية في غزة، وكذلك في الاشتباكات مع لبنان. ويرتبط هذا البعد بشكل وثيق بالعقائد والمعتقدات الدينية لكل من الأطراف المعنية، مما يضفي طابعًا معقدًا على هذا النزاع الطويل الأمد

البعد اليهودي الإسرائيلي:
• إسرائيل تعتبر نفسها دولة يهودية، والمفاهيم الدينية اليهودية تلعب دورًا في تشكيل سياساتها. في الصراع الحالي، يرى بعض المتشددين اليهود أن السيطرة على أرض إسرائيل الكبرى، بما في ذلك القدس والمسجد الأقصى، هي جزء من النبوءات الدينية. الجماعات الدينية في إسرائيل تضغط للحفاظ على القدس باعتبارها العاصمة الأبدية لإسرائيل، مما يعقد المفاوضات حول مستقبل المدينة المقدسة.
البعد الإسلامي الفلسطيني واللبناني:
• الفصائل الفلسطينية مثل حماس والجهاد الإسلامي تعتبر قتالها ضد إسرائيل “جهادًا” للدفاع عن الأراضي والمقدسات الإسلامية. بالنسبة لهذه الجماعات، المسجد الأقصى والقدس يمثلان رموزًا دينية مهمة. الهجمات من غزة غالبًا ما تكون مدفوعة برغبة في “تحرير” المقدسات الإسلامية من السيطرة الإسرائيلية.
• حزب الله في لبنان يشترك في نفس الرؤية الإسلامية المتعلقة بالمقدسات حسب قوله. حسن نصر الله، زعيم حزب الله، أعلن دائمًا أن قضية القدس والأقصى هي من أهم أولويات الحزب، ويرى أن قتال إسرائيل هو جزء من المقاومة الإسلامية ضد ما يسميه “الاحتلال الصهيوني”.
“طريق القدس” هو شعار تستخدمه العديد من التنظيمات الإسلامية مثل حزب الله، حماس، الجهاد الإسلامي، وغيرها من الجماعات واستخدمته ايران راعيتهم اسماً لفيلقها التوسعي ” فيلق القدس” فهذه القوى تعتبر تحرير القدس وفلسطين هدفًا مركزيًا في نضالها. هذه التنظيمات ترى أن القدس هي رمز ديني وسياسي يربط بين المسلمين في جميع أنحاء العالم، وأن تحريرها واجب ديني وعقائدي، ضمن إطار ما تسميه “المقاومة” ضد إسرائيل.

تعتبر إيران لاعبًا محوريًا في دعم “طريق القدس” عبر تقديم دعم مالي وعسكري لحزب الله وحماس والجهاد الإسلامي. إيران ترى أن دعم المقاومة هو جزء من استراتيجيتها الإقليمية لمواجهة إسرائيل والولايات المتحدة لتحقيق اهدافها التوسعية وفرض ما تسميه “حصتها” في الاقليم.

والقدس تلعب أيضًا دورًا في تجنيد ودعم الجماعات الإسلامية في مختلف أنحاء العالم، حيث تستخدم كرمز ديني لتحفيز الشباب على الانخراط في النضال ضد إسرائيل.

“طريق القدس” بالنسبة لهذه التنظيمات يعني طريقًا طويل الأمد من المقاومة المسلحة، والتصعيد العسكري، وتحشيد الدعم الشعبي والدولي نظرياً لقضية فلسطين الا انهم جميعاً تحولوا من حيث يدرون او لا يدرون ادوات في خدمة مشروع ايران البعيدة جداً عن فلسطين. الهدف النهائي لهذ القوى كما تدعي هو “تحرير” القدس من السيطرة الإسرائيلية، واستعادتها كعاصمة لدولة فلسطينية أو جزء من أمة إسلامية أكبر، الا ان النتيجة الاولية لحربهم كانت ” تدمير غزة واعادة احتلالها” ووضع لبنان ام نفس المصير وامكانية اعادة احتلال جزء منه، وتهجير ثلث الشعب اللبناني بالاتجاه المعاكس لطريق القدس.

مقابل اقلية فريق “طريق القدس” هناك اكثرية تبحث عن طريق للسلام في لبنان

ففي لبنان، هناك اكثرية سياسية وعددية لا ترى أن الحرب هي الحل الأمثل للصراع الحالي مع إسرائيل أو للقضية الفلسطينية بشكل عام، وتؤمن بضرورة البحث عن حلول سلمية للتوترات الإقليمية وهي اختبرت هذه الطريق وامنت السلم والسلام لحزب الله العام 2006 بعد حرب ضروس اخرى انتهت بـ ” لو كنت أعلم”، ولولا فريق السلم اللبناني، لما بقي حينها من اعاد الكرة اليوم وادخلنا بمغامرة جديدة. هذه الفئات تؤمن بأن استمرار الحرب يؤدي فقط إلى المزيد من الدمار والتدهور الاقتصادي والاجتماعي في لبنان دون تحقيق مكاسب حقيقية وهذه الفئات تتضمن السواد الاعظم من الشعب اللبناني والتيارات السياسية الفاعلة مثل ” تيار المستقبل، والحزب الاشتراكي، والقوات اللبنانية والاهم جزء كبير من الشيعة والبطريركية المارونية.

1. تيار المستقبل:

  • يمثل تيار المستقبل الذي يتزعمه سعد الحريري فئة سياسية بارزة تؤيد الحلول السلمية وتفضل عدم الانجرار إلى الحروب. يرى التيار أن الحرب مع إسرائيل ليست في مصلحة لبنان، خصوصًا مع الوضع الاقتصادي المتدهور الذي يعانيه البلد. كما يشدد التيار على ضرورة التركيز على تحسين الوضع الداخلي والتعاون مع المجتمع الدولي لتحقيق الاستقرار الإقليمي.

2. الحزب التقدمي الاشتراكي:

  • وليد جنبلاط، زعيم الحزب التقدمي الاشتراكي، لطالما دعا إلى نبذ الحرب وحذر من أن أي صراع عسكري جديد سيؤدي إلى تدمير لبنان بشكل أكبر. جنبلاط من أشد المدافعين عن الحلول السياسية والدبلوماسية بدلاً من التصعيد العسكري مع إسرائيل، ويرى أن لبنان بحاجة إلى النأي بنفسه عن الصراعات الإقليمية والتفرغ لحل مشاكله الداخلية. وشدد الزعيم جنبلاط بالعودة الى “اتفاق الهدنة”.

3. حزب القوات اللبنانية:

  • حزب القوات اللبنانية بقيادة سمير جعجع، يرفض الحرب مع إسرائيل ويدعو إلى تعزيز الدولة اللبنانية ومؤسساتها الأمنية بدلاً من الانخراط في صراعات إقليمية. يعتبر جعجع أن لبنان يجب أن يحافظ على استقلاله وسيادته من خلال الحلول الدبلوماسية وليس من خلال الحروب، خاصةً في ظل التوترات الإقليمية التي لا تخدم مصالح لبنان.

4. حركة أمل (بعض أجنحتها) وقسم كبير من الشيعة المستقلين:

  • على الرغم من أن حركة أمل حليفة لـحزب الله، إلا أن هناك بعض الأجنحة داخل الحركة، خاصةً القريبة من الرئيس نبيه بري، ترى ضرورة التعامل بحذر مع التصعيد العسكري. بري نفسه يفضل الخيارات الدبلوماسية والتفاوضية، ودائمًا ما يعبر عن ضرورة الحفاظ على الاستقرار الداخلي والإقليمي، وهو لا يستسيغ الاستسلام لحزب الله رغم مناداة نعيم قاسم له بالأخ الكبير، في لحظة سياسية قال فيها بري من بيته بحضور جنبلاط وميقاتي لوقف اطلاق النار وتطبيق الـ 1701 ليأتي وزير خارجية ايران ويقول الامر لي ولا فصل ما بين لبنان وغزة ليعيد الامر الى بداياته.
    وهناك فئة شيعية مستقلة لا تقبل ان تكون تحت سلطة الثنائي، وهي حتماً ترفض الحرب وعلى رأسها تلك الفئة التي عملت سنين طويلة في افريقيا لتعمر الجنوب وتستثمر فيه وتعمر بيوتها وعدد كبير من المصالح.

5. البطريركية المارونية:

  • البطريركية المارونية، التي يقودها البطريرك بشارة الراعي، تمثل صوتًا مهمًا في دعم الحلول السلمية. الراعي انتقد مرارًا الحروب والتهديدات العسكرية التي تؤثر سلبًا على لبنان، ودعا إلى الحفاظ على السلم الداخلي وتجنب الحروب المدمرة. ويعتبر الراعي أن لبنان يجب أن يبقى على الحياد في الصراعات الإقليمية ويعمل من أجل السلام والاستقرار.

هذه الفئات السياسية اللبنانية، رغم اختلاف خلفياتها وتوجهاتها، تشترك في رفض الحرب كحل للنزاعات مع إسرائيل أو لتقديم الدعم العسكري للقضية الفلسطينية. بدلاً من ذلك، تدعو هذه الفئات إلى البحث عن حلول سلمية من خلال المفاوضات والدبلوماسية، وترى أن الحفاظ على السلم الداخلي والتعاون الإقليمي هو السبيل الأمثل لتحقيق الاستقرار في لبنان والمنطقة

السؤال الذي اوجهه لما تبقى من حزب الله الذي خسر امين عامه وقيادات صفه الأول وقيادات صفه الثاني والمئات من كوادره ” الى اين؟”
هل علينا ان ندفع ثمن مغامراتكم؟ ما الحل المطروح من قبلكم؟ وما الذي سيفرمل اندفاعة نتنياهو الذي يكاد لا يصدق انه ضرب الآلاف من عناصركم باقل من دقيقة بما عرف بضربة “البيجر” بعدما وعدتمونا بمحي اسرائيل بـ 7 دقائق ونصف وايقافها على رجل ونص وتهديدها بـ 100,000 صاروخ لتكون النتيجة محو غزة التي وعدتم بحمايتها ودعمها ووضع لبنان على الطريق نحو المحو والاحتلال.وعدتمونا بحماية لبنان وطلع ما فيكم تحموا حالكم، وتدمر البلد وهجر ثلث الشعب اللبناني.
لماذا تريدون منا ان نمشي ورائكم بلحظة انتحار؟ وهل طريق القدس تمر بإعادة الاحتلال وتدمير لبنان كرمى لعيون ايران التي باعتكم بلحظة مفاوضات عليها ان تختار فيها ما بين بقائها ومصالحها ووجودكم؟

شارك الخبر:

اضغط على مواقع التواصل ادناه لتتلقى كل اخبارنا

آخر الأخبار

More like this

لبنان وسوريا… خطوط التّماس المفتوحة والارتدادات المحتومة

✍️ د. ليون سيوفي – مرشّحٌ سابق لرئاسة الجمهورية | باحث وكاتب سياسي🗓️ 18...

تجدد العنف في السويداء وتحذيرات من انزلاق لبنان إلى أتون الفتنة

اخباركم -أخبارنا/ عايدة الأحمديةتشهد محافظة السويداء السورية تصاعدًا خطيرًا في أعمال العنف، بعد مجازر...

الاستراتيجية الدفاعية: بين الحاجة الوطنية والكلام السياسي العابر!

✍️ بقلم اللواء الركن المتقاعد سمير الحاج📍 أخباركم – أخبارنا | 17 تموز 2025 يكثر الكلام عن...