أخباركم – أخبارنا
وصل ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان زيارة إلى مصر الثلاثاء، على رأس وفد وزاري سعودي كبير، حيث تمت مراسم الاستقبال بحضور الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، في مطار القاهرة الدولي، حيث أجرى الزعيمان مباحثات تناولت التطورات الإقليمية، وعلى رأسها الأوضاع في قطاع غزة ولبنان، وتم التوافق على خطورة الوضع الإقليمي وضرورة وقف التصعيد.
وشدد الزعيمان على أن إقامة الدولة الفلسطينية ذات السيادة، وفقاً لقرارات الشرعية الدولية، هي السبيل الوحيد لتحقيق التهدئة والسلام والأمن بالمنطقة على نحو مستدام.
وشهد ولي العهد السعودي والرئيس المصري توقيع محضر تشكيل مجلس التنسيق الأعلى السعودي المصري واتفاقية تشجيع وحماية الاستثمارات المتبادلة بين المملكة و مصر.
وتضمنت أجندة الزيارة محادثات متعلقة بملفات إقليمية، على رأسها الوضع في غزة ولبنان والبحر الأحمر والسودان، كما تتضمن الأجندة ايضاً، توقيع عدد من الاتفاقات الاقتصادية، ومباحثات موسعة بشأن الاستثمارات السعودية الحالية والمرتقبة في مصر.
وكان رئيس الوزراء المصري مصطفى مدبولي العاصمة السعودية الرياض، في السادس عشر من أيلول/ سبتمبر الماضي، والتقى بن سلمان ومسؤولين ومستثمرين سعوديين. وأكد مدبولي خلال لقاء عدد من المستثمرين السعوديين “عزم بلاده إدخال إصلاحات تشريعية على قانون الاستثمار، وتقديم حوافز وإعفاءات جديدة تشجع الاستثمار في جميع القطاعات”.
اتفاقات ثنائية بين الحكومتين
تشترط المملكة ضمان حماية استثماراتها في مصر، من أجل ضخ استثمارات جديدة. ويرجح أن يتم توقيع اتفاقات ثنائية بين الحكومتين تضمن حماية الاستثمارات وتسهيل الإجراءات القانونية، وتوفير بنى تحتية قوية وحوافز تشريعية تشجع على الاستثمار وتضمن استمراريته، وتعزيز التعاون بين المؤسسات الاقتصادية والهيئات الرقابية لضمان الشفافية.
صفقة “رأس جميلة”
يذكر أن الرياض تجري منذ فترة مفاوضات مع القاهرة بشأن صفقة “رأس جميلة”، وهي إحدى الصفقات الكبيرة بين مصر والمملكة العربية السعودية، وتتعلق بمشاريع تنموية في منطقة رأس جميلة المصرية، حيث تهدف إلى استثمار ضخم في مجالات متعددة كالسياحة والبنى التحتية واللوجستيات. وتقع منطقة رأس جميلة في موقع استراتيجي بالقرب من قناة السويس، مما يجعلها منطقة جذابة للاستثمارات الكبرى.
تعد صفقة رأس جميلة خطوة مهمة نحو تطوير البنية التحتية المصرية وتعزيز القطاع السياحي، خاصة في ظل الاهتمام السعودي المتزايد بتوسيع نطاق استثمارات المملكة في مصر. وتجري المفاوضات حول الصفقة على مستويات متعددة لضمان حماية حقوق الطرفين.
وتتزايد مخاوف الاقتصاديين في مصر من تداعيات هرولة الحكومة إلى بيع الأصول المصرية في ظل الظروف الحالية، حيث تمر المنطقة بمنعطف خطر، إذ تلوح في الأفق حرب إقليمية بفعل العدوان الإسرائيلي غير المسبوق على لبنان، واستمرار تدمير غزة، مما يلقي بظلال سلبية قاتمة على اقتصاد مصر، ويؤثر سلباً في تقييم الأصول التي يحذر كثيرون من بيعها بأثمان بخسة.
يان الرئاسة المصرية…
وأصدرت الرئاسة المصرية بياناً بشأن الزيارة تالياً نصه:
استقبل السيد الرئيس عبد الفتاح السيسي، اليوم بمطار القاهرة الدولي، صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبد العزيز آل سعود، ولي عهد المملكة العربية السعودية رئيس مجلس الوزراء، الذي يحل ضيفاً عزيزاً على وطنه الثاني مصر. وقد اصطحب السيد الرئيس ضيف مصر الكريم إلى قصر الاتحادية، حيث أجريت مراسم الاستقبال الرسمية.
وقد أجرى الزعيمان لقاءً ثنائياً، أعقبته جلسة مباحثات موسعة بحضور الدكتور مصطفى مدبولي رئيس مجلس الوزراء ووفدي البلدين، حيث رحب السيد الرئيس بسمو الأمير محمد بن سلمان، معرباً عن أطيب تحياته لأخيه جلالة الملك سلمان بن عبد العزيز، خادم الحرمين الشريفين، ومشدداً في هذا السياق على عمق ومحورية العلاقات الاستراتيجية بين مصر والسعودية، لاسيما في ظل التهديدات التي تواجه المنطقة، ومؤكداً أهمية مواصلة التنسيق والتعاون المشترك، لتجاوز المرحلة الدقيقة الحالية التي تمر بها منطقتنا وعالمنا الإسلامي، ومشيراً إلى الحرص المتبادل على ترجمة العلاقات والروابط التاريخية بين البلدين، من خلال تعزيز الآليات الثنائية المؤسسية، وخاصة من خلال تدشين مجلس التنسيق الأعلى المصري السعودي برئاسة السيد الرئيس وولي العهد السعودي، لمتابعة مختلف أوجه العلاقات الثنائية وسبل تطويرها باستمرار.
من جانبه؛ نقل الأمير محمد بن سلمان إلى الرئيس السيسي تحيات خادم الحرمين الشريفين، مؤكداً الأهمية التي توليها المملكة لتعزيز العلاقات الثنائية، ومواصلة البناء على الروابط التاريخية الممتدة بين البلدين والشعبين الشقيقين، لتحقيق المصلحة المشتركة على مختلف الأصعدة السياسية والاقتصادية والتنموية. وفي ذلك السياق، تم استعراض الجهود الجارية لتطوير الشراكة الاقتصادية المصرية السعودية، لاسيما في مجال تبادل الاستثمارات، والتبادل التجاري بين البلدين، والتكامل الاقتصادي في مجالات الطاقة والنقل والسياحة.
كما شهدت المباحثات تناول التطورات الإقليمية، وعلى رأسها الأوضاع في قطاع غزة ولبنان، حيث تم التوافق على خطورة الوضع الإقليمي وضرورة وقف التصعيد، وشدد الزعيمان على أن إقامة الدولة الفلسطينية ذات السيادة، وفقاً لقرارات الشرعية الدولية، هي السبيل الوحيد لتحقيق التهدئة والسلام والأمن بالمنطقة على نحو مستدام، منوهين إلى أن محاولات تصفية القضية الفلسطينية من شأنها أن تتسبب في استمرار حالة الصراع بالمنطقة، وطالب الزعيمان في ذلك السياق ببدء خطوات للتهدئة تشمل وقف إطلاق النار بقطاع غزة، وفي لبنان، ومعالجة الأوضاع الإنسانية المتفاقمة، والتوقف عن سياسات حافة الهاوية بما يوقف دائرة الصراع الآخذة في الاتساع، وتم كذلك تأكيد ضرورة احترام سيادة وأمن واستقرار لبنان وسلامة أراضيه. كما تباحث الزعيمان حول عدد من القضايا الإقليمية على رأسها أمن منطقة البحر الأحمر، والأوضاع في السودان وليبيا وسوريا.
هذا، وقد شهد الزعيمان في ختام المباحثات التوقيع على تشكيل مجلس التنسيق الأعلى المصري السعودي برئاسة السيد الرئيس وولي العهد السعودي، واتفاقية تشجيع وحماية الاستثمارات المتبادلة بين البلدين.