أخباركم -أخبارنا
اعتبر شيخ عقل الطائفة الدرزية الشيخ سامي أبي المنى في الكلمة التي ألقاها في القمة الروحية المنعقدة في بكركي انه:”تحقيقا لرسالتنا الأخلاقية والإنسانية، وحرصا منا على تمتين روابط المحبة والرحمة والأخوة في ما بين عائلاتنا الروحية، وشعورا منا بواجب تحمل المسؤولية تجاه وطننا إزاء ما يتعرض له من عدوان إسرائيلي همجي، وما يقتضيه من واجب مناشدة المسؤولين والضغط عليهم للتلاقي والتعاون بهدف إنقاذ الوطن في هذا المنعطف التاريخي الخطير، وانطلاقا من الدور الروحي والأخلاقي الذي يقع على عاتقنا في مهمة بث الروح الطيبة بين أبناء الوطن، والتي تتعدى الألم والسخط والغضب، نلتقي في هذا الصرح المبارك، حامدين الله على نعمة اللقاء في ما بيننا، ومتوجهين إليه سبحانه وتعالى بالشكر على نعمة الإيمان التي منحنا إياها، وإن اختلفت مظاهرها، وعلى نعمة الانتماء لهذا الوطن، وإن كبرت معاناته.”
اضاف:” نلتقي كمؤمنين في توحيدنا فنرتقي كمواطنين في وحدتنا، متمسكين بالشراكة الروحية والوطنية التي هي مصدر قوة لبنان وثباته، ولنؤكد بأن المشهد اللبناني يمكن أن يكون النموذج الأرقى للتنوع في الوحدة اذا ما أحسنا إدارته وفهمه والاستفادة منه واحترام خصوصيات بعضنا بعضا، وبالتالي إذا ما أسكتنا الأصوات المنادية بأي صيغة من صيغ التقسيم والتشرذم المناطقي أو الطائفي. نلتقي في خضم هذه الحرب العدوانية المسعورة على البشر والحجر، لنترحم معا على أرواح الشهداء الأبرياء والأبطال الأشداء، ولنتعاطف مع الجرحى المعذبين والمصابين الذين فقدوا أحباءهم وبيوتهم ومؤسساتهم جراء العدوان، رافعين الدعاء إلى الله سبحانه وتعالى، وسائلينه برجاء أن تتوقف هذه المأساة وأن تتبلسم الجراح ويعود النازحون إلى ديارهم فيعيدوا بناء ما تهدم ويؤكدوا تشبثهم بالأرض ورغبتهم في العيش عليها بكرامة وسلام.
نلتقي لنحذر مجددا من خطورة الاستقواء بالخارج على الداخل، ومن محاولة تغليب أي طائفة على أخرى مهما كانت الدوافع والمبررات، فلبنان لا يبنى إلا على قاعدة أخلاقية ذهبية ثابتة تقضي بأن تحافظ كل عائلة روحية على شريكتها في الوطن، لا على نفسها فحسب”.
تابع:”نلتقي لنقول إنه بقدر ما يقتضي الواجب الوطني استعداد جميع اللبنانيين للمقاومة والدفاع عن الأرض والكرامة والوجود، وبقدر ما تستوجب الساحة إسناد الأخوة بعضهم لبعض في الملمات، بقدر ما يقضي الواجب الوطني والإنساني تحاشي الانجرار إلى الحروب المدمرة، لندرك بنتيجة ما جرى أننا قد قدمنا الغالي والنفيس من التضحيات، وأن علينا تجنب تقديم المزيد وخسارة الوطن، ومعرفة متى تقتضي المصلحة الوطنية المجابهة العسكرية ومتى تكون المواجهة الدبلوماسية والسياسية أجدى وأنفع. نلتقي لندعو إلى ضرورة اعتماد الحكمة والشورى في اتخاذ القرارات المرتبطة بالنزاعات الإقليمية والقضايا المصيرية، وكأننا فعلا في مجلس للشيوخ، نعتمد الحوار منهجا وأسلوبا، ونؤكد معا على وحدة القرار الوطني وعلى احترام الدستور والقانون. نلتقي لنؤكد أهمية اتفاق الطائف والسعي لتطبيقه بأكمله، وعلى ضرورة احترام القرارات الدولية، ولا سيما القرار 1701 كاملا، بما يعنيه من وقف فوري لإطلاق النار، ووجوب تعزيز قدرات الجيش اللبناني وانتشاره في المنطقة الحدودية وتحمله مسؤولية ضبط الأمن والدفاع عن البلاد. نلتقي لنؤكد أن لبنان قوي بدوره، وعلى اللبنانيين أن يحسنوا أداء هذا الدور، ومميز بانفتاحه وموقعه، وعليهم أن يستفيدوا من هذا الموقع وهذا الانفتاح. نلتقي لنحمل القيادات السياسية اللبنانية مسؤولية ترهل الدولة واستمرار الفراغ الرئاسي، ولنطالب معا بالإسراع في عملية انتخاب رئيس للجمهورية وفق الأصول الدستورية، وبأكبر قدر ممكن من التفاهم والتوافق، وبما يتبع ذلك من انتظام عمل الدولة والمؤسسات. نلتقي لنطالب الدولة بضرورة الاهتمام بالوضع المعيشي والاجتماعي باعتباره أولوية، وباستنباط حلول ممكنة وعملية للتخفيف من معاناة الأهالي الذين اضطرتهم الأعمال الحربية والعدوانية إلى مغادرة بلداتهم، والتعجيل بإيجاد مساكن لائقة لهم، بما لا يشكل أزمة اجتماعية، ولا يعيق المدارس والجامعات من استئناف المسيرة التربوية حين تسمح الظروف. نلتقي لننبه أنفسنا ومن هم حولنا إلى خطورة ما يرسم لبلادنا من مشاريع عدوانية مشبوهة، مستنكرين التهجير القسري الذي يحصل، ورافضين التغيير الديمغرافي الذي يخطط له بخبث ودهاء، والذي سيكون من آثاره إذا ما حصل، خلق أزمات اجتماعية ونزاعات لا طاقة للواقع اللبناني على تحملها. نلتقي لإدانة العدوان الإسرائيلي الغاشم على فلسطين، قتلا وتدميرا واغتيالا واحتلالا، وتحميل المسؤولية للمجتمع الدولي باستمرار هذه الاعتداءات والقفز فوق القرارات الأممية والمواثيق الدولية المتعلقة بحقوق الإنسان والشعوب، وحثها على إيجاد الحل العادل للقضية الفلسطينية قبل سواها، لتكون للفلسطينيين دولتهم الموحدة والمستقلة والكاملة السيادة”.
ختم:”إننا على يقين بأن اجتماعنا معا قادر على إحداث الفرق المطلوب وتغيير الواقع المأساوي وإحداث بارقة أمل في هذا النفق المظلم الذي بدا وكأن ليس له نهاية. إننا واثقون بأنه سينتهي، وبأن الخير سينتصر على الشر، والنور سيبدد الظلام، ورائحة الدم والدمار والنار ستتحول عطر محبة وأمل وثقة وانتصار. فلنتواضع ولنتفق، ولنرتفع إلى ما هو أسمى وأرقى، ولنتوافق على خريطة إنقاذ الدولة، ولتفتح أبواب القلوب أمام الحلول، وأبواب المجلس النيابي أمام انتخاب الرئيس، وليكن صوتنا الروحي أقوى من أصوات التحدي والتنافس السلبي، رأفة بالبلاد والعباد، “فالحرب هزيمة للجميع، والعنف لا يجلب السلام”، كما جاء في رسالة قداسة البابا الأخيرة، ونحن ما كنا سوى دعاة خير وسلام، وبناة مجتمع التنوع في الوحدة، وحماة وطن الرسالة، بحكمتنا ومحبتنا واجتماعنا الدائم.حمى الله الوطن وحمى أبناءه المتضامنين، والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته”.
امابطريرك انطاكية وسائر المشرق للروم الأرثوذكس يوحنّا العاشر يازجي فإعتبر من جهته أن “الوطن جريح وينزف وقلوبنا تدمي ومن حولنا شهداء وقتل وعنف ونروح وكل الأوجاع”. وأكد أن “اجتماعنا اليوم هو رسالة للعالم الخارجي عله يرى اننا كنا وما زلنا وسنبقى أبناء هذا البلد بكل اطيافه عائلة روحية واحدة في لحمه وطنية لا يعتريها اي خلل “.
أضاف:” أن اجتماعنا اليوم هو أيضا رسالة داخلية لشعبنا كي يرى الناس جميعا اننا سوية وانه لا يفرقنا اي شيء وانه علينا ان نكون يدا واحدة مسلمين ومسيحيين”.
وقال: “نرفع الصوت مجددا مطالبين المجتمع الدولي بالاسراع لوقف هذه الحرب اليوم قبل الغد ، ويجب ترتيب بيتنا الداخلي وعلى راسه انتخاب رئيس للجمهورية وبناء دولة المواطنة ، وندعو جميع المعنيين إلى التكاتف والتآزر للاسراع في انتخاب رئيس”.
وشدد رئيس المجلس الاسلامي العلوي الشيخ علي قدور في كلمته على أن “ما يريده العدو الإسرائيلي هو خلق الفتنة بين اللبنانيين والانقسام وتخلي لبنان العروبة عن القضية الأساسية”.
وناشد “المجتمع الدولي أن يوقف العدو الإسرائيلي عند حده ولا بد من العمل والمثابرة على وقف إطلاق النار”.