تقرير لبنان من أخباركم – أخبارنا
واخيرا… فعلها الرئيس نجيب ميقاتي… وتنفس اللبنانيون الصعداء.. قال لا مُدوية في وجه ايران… سابقة لم يقدم عليها اي من اركان السلطة منذ هيمنة حزب الله على القرار.
اتخذ ميقاتي موقف رجل الدولة المسؤول ورفع الصوت في وجه رئيس مجلس الشورى الايراني محمد باقر قاليباف الذي نصّب نفسه وليّا على لبنان في العلن ، مؤكدا في حديث ادلى به الى صحيفة “لوفيغارو” الفرنسية “ان طهران مستعدة للتفاوض مع فرنسا بشأن تطبيق قرار مجلس الامن الدولي الرقم 1701”.
وذهب ميقاتي في خطوته الجريئة ابعد من الموقف، الذي اعتبر فيه ان الكلام الايراني المستغرب يشكل تدخلا فاضحا في الشأن اللبناني، ومحاولة لتكريس وصاية مرفوضة على لبنان، فطلب من وزير الخارجية والمغتربين عبدالله بو حبيب استدعاء القائم باعمال السفارة الايرانية في بيروت والاستفسار منه عن حديث قاليباف، الذي تملصت طهران منه لاحقا معلنة ان ما نشر على لسان قاليباف غير صحيح، علما ان الصحيفة معروفة بصدقيتها.
وتوازيا مع وصول رئيسة الوزراء الايطالية جورجيا ميلوني الى بيروت امس اعلن قصر الاليزيه ان الرئيس ايمانويل ماكرون سيبحث مع قادة أميركا وألمانيا وبريطانيا وقف النار في غزة ولبنان، في حين توقعت مصادر دبلوماسية أن يزور وزير الخارجية الاميركي انتوني بلينكن المنطقة في جولة جديدة تعقب مقتل رئيس المكتب السياسي لحركة حماس يحيى السنوار، سعيا لدفع جهود وقف اطلاق النار بين اسرائيل وحماس قدماً.
وكانت ميلوني وصلت بعد ظهر امس الى بيروت وجالت على ميقاتي وبري وجرى التأكيد انه لا اولوية تعلو على وقف النار ومستعدون لتعزيز وجود الجيش.
وقال رئيس الحكومة نجيب ميقاتي خلال اللقاء الصحافي المشترك مع رئيسة الحكومة الايطالية جورجيا ميلوني، في السرايا الكبيرة: “تحدثنا عن العلاقات الثنائية الوثيقة والتاريخية بين لبنان وايطاليا، إضافة إلى الموضوعات ذات الاهتمام المشترك على صعيد منطقة الشرق الأوسط. ثم تناولنا الحرب الدائرة في الجنوب، وجددنا التأكيد أن الحل الديبلوماسي يجب أن يتقدم على الحرب والعنف والدمار، ويتمثل أولا في التزام إسرائيل الكامل وقف إطلاق النار والتقيد بالشرعية الدولية وتطبيق قرار مجلس الامن الدولي الرقم 1701 بشكل كامل ووقف الخروقات للسيادة اللبنانية”.
وتابع: “في المقابل، أكدت أن لا اولوية تعلو على وقف إطلاق النار واستهداف المدنيين وتدمير البلدات والقرى. وشددت على التزام لبنان التطبيق الكامل لكافة القرارات الدولية الخاصة به، لا سيما القرار 1701، وأبديت استعدادنا تعزيز وجود الجيش في الجنوب ليقوم بمهامه كاملة بالتعاون مع قوات “اليونيفيل” فلبنان دفع ويدفع فاتورة غالية ثمن الصراعات الخارجية، وما يحصل حاليا يجب أن يكون درسا لجميع الاطراف اللبنانية أن النأي بلبنان عن الصراعات الخارجية هو المطلوب،”.
بدورها ميلوني: نعمل جميعا من أجل وقف إطلاق النار في غزة ولبنان وهناك حاجة للتنفيذ الكامل للقرار الأممي رقم 1701. اشارت ميلوني الى ان “استهداف قوات اليونيفيل أمر غير مقبول ويجب ضمان سلامتها”، وقالت: “نعمل للتوصل إلى وقف مستدام لإطلاق النار في غزة ولبنان، ونحن ندعو إلى هدنة مدتها 21 يوما”.
ثم انتقلت ميلوني الى عين التينة واستقبلها رئيس مجلس النواب نبيه بري حيث تناول البحث تطورات الاوضاع العامة والمستجدات السياسية والميدانية. اللقاء دام حوالي ٤٠ دقيقة غادرت بعده ميلوني دون الإدلاء بتصريح وقد ودعها الرئيس بري عند مدخل المقر.
وكان الرئيس ميقاتي قد قال تعليقا على تصريح قاليباف: نستغرب هذا الموقف الذي يشكل تدخلا فاضحا في الشأن اللبناني، ومحاولة لتكريس وصاية مرفوضة على لبنان،علماً اننا كنا ابلغنا وير خارجية ايران ورئيس مجلس الشورى خلال زيارتيهما الى لبنان اخيرا بضرورة تفهم الوضع اللبناني خصوصا وان لبنان يتعرض لعدوان اسرائيلي غير مسبوق ونعمل لدى جميع اصدقاء لبنان ومنهم فرنسا للضغط على اسرائيل لوقف اطلاق النار. وتابع: ان موضوع التفاوض لتطبيق القرار الدولي الرقم 1701 تتولاه الدولة اللبنانية ، ومطلوب من الجميع دعمها في هذا التوجه ، لا السعي لفرض وصايات جديدة مرفوضة بكل الاعتبارات الوطنية والسيادية.
رد ميقاتي على قاليباف لاقى اصداء ايجابية في الداخل اللبناني فأصدر رئيس حزب “القوات اللبنانية” سمير جعجع، بيانا جاء فيه “ما صرّح به الرئيس نجيب ميقاتي تعليقا على كلام رئيس البرلمان الإيراني يُعطينا بصيص أمل بأن الدولة اللبنانية، ولو بعد خراب البصرة ويا للأسف، بدأت تتحمّل مسؤولياتها. وما أدلى به ميقاتي صباح اليوم – امس – يعبِّر عن وجهة نظر كل لبناني صميم، ونتمنى لو يُكمل الرئيس ميقاتي ويقول إن الحكومة اللبنانية تطلب وقفا لإطلاق النار على أساس تطبيق قرارات مجلس الأمن الدولي 1559، 1680 و1701، لأن هذه هي الوسيلة الوحيدة لوقف المجازر المستمرة في لبنان منذ نحو شهرين”.
كما أعلن تكتل “الاعتدال الوطني” “وقوفه خلف رئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي في موقفه الوطني المسؤول الرافض للتدخل الإيراني الفاضح في الشأن اللبناني، واكد في بيان، ان “ما قاله ميقاتي هو لسان حال كل لبناني ضاق ذرعاً من السياسات الإيرانية والخارجية التي لم تأتِ إلا بالويلات والخراب على لبنان، في إصرارها الدائم على محاولة الهيمنة والوصاية على القرار اللبناني، وتوريطه في أجندات تحقق مصالحها ولا تكترث لمصلحة لبنان واللبنانيين”.
اما كتلة “تجدد” ، فاعتبرت أن “الموقف الذي أعلنه رئيس مجلس الشورى الإيراني محمد باقر قاليباف، بأن إيران مستعدة للتفاوض مع فرنسا لتطبيق القرار 1701، يتجاوز خرق الأصول الدبلوماسية والأعراف، إلى ممارسة وصاية مرفوضة طالما حذرنا منها”.
في غضون ذلكن تواصلت الاتصالات السياسية الهادفة الى وقف اطلاق النار. فقد تلقى رئيس مجلس النواب نبيه بري إتصالاً من مفوض السياسة الخارجية في الإتحاد الأوروبي جوزيب بوريل، وتم البحث في أهمية التواصل لوقف إطلاق النار ليصار الى تطبيق القرار الأممي 1701 وإنتخاب رئيس للجمهورية. وشكر بري لفرنسا والإتحاد الأوروبي “تنظيم المؤتمر الدولي المنوي عقده في باريس لمؤازرة لبنان إنسانيا وسياسيا لمواجهة التداعيات الناجمة جراء العدوان الاسرائيلي المتواصل على لبنان واللبنانيين والذي تسبب بنزوح اكثر من مليون ومئتي الف نازح لبناني”.من جهة ثانية، تسلم الرئيس نبيه بري رسالة خطية من وزير الخارجية الفرنسية جان نويل بارو.
على خط آخر، أكد المتحدث باسم قوة الأمم المتحدة الموقتة في لبنان “اليونيفيل” اندريا تيننتي أنه “تم استهداف القوات العاملة في جنوب لبنان عدة مرات، مشيرًا إلى أن 5 من هذه الاستهدافات تمت بشكل “متعمد”.
وقال في إحاطة اعلامية في جنيف: “مواقعنا استهدفت مرارًا في لبنان مما عرض قوات حفظ السلام للخطر”. وكشف تيننتي أن “الدمار والخراب الذي لحق بالعديد من القرى في لبنان على طول الخط الأزرق وما بعده صادم”، مشدداً على ضرورة بقاء القوات في لبنان، مؤكداً أن “معنويات قوات حفظ السلام لا تزال مرتفعة للغاية”، وفق ما ذكرت وكالة “رويترز”.وأكد العثور على استخدام محتمل لمادة الفوسفور الأبيض قرب إحدى القواعد، وقال: “عثرنا على أثر لاستخدام محتمل للفوسفور الأبيض قبل عدة أشهر بالقرب من إحدى قواعدنا”.وقال تيننتي إن “طائرة مسيرة سقطت قبالة سواحل لبنان جاءت من الجنوب ودارت حول سفينتنا واقتربت لمسافة أمتار قليلة”.وعندما سُئل عن إمكانية اللجوء للدفاع عن النفس ضد إسرائيل، قال تيننتي: “يمكن اللجوء إليه ولكن من المهم تهدئة التوتر”.
الى ذلك، صدر عن قيادة الجيش ـــ مديرية التوجيه البيان الآتي: “لا يزال العدو الإسرائيلي ممعنًا في اعتداءاته الوحشية التي تشمل مختلف المناطق اللبنانية دون تمييز. هذه الاعتداءات ليست محصورة بالعمليات العسكرية فقط، إنما تتعداها إلى الحرب النفسية التي يشنّها العدو بهدف التحريض وإيقاع الفتنة بين اللبنانيين، عبر بث الشائعات التي من شأنها خلق توتر بينهم. لذا ينبغي التنبّه لمخططات العدو والتحلي بالوعي والمسؤولية. يسعى الجيش لدحض هذه الشائعات المعادية وقطع الطريق على الفتنة وملاحقة مطلقيها”