أكد رئيس “التيار الوطني الحر” النائب جبران باسيل في حديث تلفزيوني، على أننا “خارج اي اصطفاف داخلي او خارجي، ولسنا جزءا من محور، ونرغب ان نكون على علاقة جيدة وتواصل مع الجميع”.
وقال باسيل: مع حزب الله، كان خلافنا كتيار حول بناء الدولة، حاولنا ان نطوّر التفاهم ولكن لم يحصل التجاوب اللازم، وتوسّع الخلاف عندما اصبح حول الشراكة الوطنية.
وتابع: لانزال متفقين على المقاومة وعلى مبدأ الاستراتيجية الدفاعية. لذلك لم يسقط التفاهم، لكن هذا التفاهم ليس بخير ووصفناه انّه واقف على اجر واحدة.
واضاف باسيل: مع قوى المواجهة قرّرنا ان نكون على علاقة جيّدة، من دون تحالف، لأنّنا نتّفق على كثير من الأمور السيادية والاصلاحية، ولكن نختلف معهم حول المقاومة، وما نريد ابداً ان نكون باصطفاف سياسي معهم ضد حزب الله.
وأشار الى انه في استحقاق الرئاسة “قلنا لا للممانعة ولا للمواجهة ورفضنا خيار الثنائي وخيار المعارضة. ولكن في الانتخابات يجب الاختيار والتصويت، وبالتالي تصبح الاصوات محسوبة لصالح مرشّح معيّن”.
وشدد باسيل على انه “من غير المسموح لمن أخطأ بالتقدير ان يدخّل البلد والشيعة بصراع مذهبي ووطني. نحنا وقفنا في حرب تموز ولا نزال الى اليوم نقف لمنع هكذا فتنة… من اخطأ بالتقدير ممنوع ان يتّهمنا بعملية عزل وهميّة لمكوّن اساسي في الوطن لا يمكن اساساً عزله، ونحن عملنا تفاهم مار مخايل عندما لمسنا وعرفنا بهكذا محاولة عزل ومنعناها”.
وقال: “التيار الوطني الحر، والرئيس عون وجبران باسيل لا يتم اتهامهم هكذا، نحن خط التصدّي للفتنة والعزل والطعن. لذلك لم ننجر ولم نرد على الافتراءات، لا بل عقدت كل الاجتماعات اللازمة واعطيت التوجيهات بعدم الردّ على هكذا حملات تخوينية وتحريضيّة؛ ونحن في جلسة الغد وفي كل جلسة لن نكون جزء من اي صراع او تصارع له طابع تحريضي فتنوي”.
وأكد باسيل على ان “همّنا اليوم إنهاء الفراغ وانتخاب رئيس جمهورية، مع علمنا انّه لن يكون الحل الاكمل، بل ممكن يكون بداية لحل، اذا اتى رئيس ضمن برنامج متفّق عليه. اذا اقتنعنا ان هكذا رئيس وهكذا حل يوصّل لوقف الانهيار ولمشروع الاصلاح وبناء الدولة، فنحن على استعداد لان ندخل فيه لنحمل جزء من المسؤولية مع من ساهمنا بإيصاله. ولكن اذا لم نقتنع بالمرشّح او بالحل، نذهب الى المعارضة الشاملة وهناك ننجح بشكل مؤكد، لكن الوطن من الممكن ألا ينجح. لا نزعل ولا نقتل انفسنا لمنع هكذا حل. بالعكس، سيكون هذا الشيء لمصلحتنا فنتركهم ليتحمّلوا المسؤولية لوحدهم”.
وأشار الى انه حتى الآن “لم نحسم خيار المشاركة بالحكم او المعارضة بانتظار بلورة الحل، وعند تبلوره نقرّر… وهذا ايضا قرار متخّذ منذ فترة في التيار… نحن من الأساس ومن البداية تنازلنا عن حقّنا بالرئاسة لأننا رأينا النجاح غير متوفّر بالوصول وبالانجاز طالما المنظومة السياسية متحكّمة. يجب تفكيكها قبل اي امر. لا نريد ان نكرّر تجربة عهد العماد عون. هذا قرار ايضا اتخذناه في التيار بعدم خوض اي تجربة فاشلة، ورحنا نفتّش عن رئيس بالتفاهم مع المكوّنات البرلمانية الأخرى، من ضمن لائحة اسماء اتّفقنا عليها داخلياً بالتيار، لكننا لسنا نحن من رشحها؛ بالرغم من كل محاولات طلب اسماء منّا، اصرّينا على عدم التسمية وكان قرارنا الواضح انّ نوافق على التسمية دون التسمية من قبلنا”.
واضاف باسيل: “بالمقابل الثنائي اصرّوا على مرشّحهم دون اي خيار آخر والقوات اصرّوا على 3 مرشحين رفضناهم لفترة طويلة، لغاية موافقتهم على احد الاسماء التي وافقنا عليها وهي جهاد ازعور… اذاً كانت موافقتنا عليه من بين اسماء اخرى لأنه غير مستفز ولا يشكّل تحدّ، والبرهان انّ الذين كانوا يدعون للتحدّي ومواجهة حزب الله رفضوه طيلة اشهر”.
وتابع: معروف انه كان رأينا ان يكون ضمن لائحة التقاطع اكثر من اسم، اسمين او ثلاثة، حتّى لا نفرض اسم على الفريق الآخر، وحتّى نظهّر مرونة بالأسماء غير المستفزّة، كونه لا يوجد لدينا خيار اوحد أزلي سرمدي، والأهم حتّى اذا رفضه الفريق الآخر ان لا يتحوّل الرفض كسر لارادة المسيحيين، ويتعرّض ميثاقنا وشراكتنا الوطنية للخطر”.
وأردف: هم لم يوافقوا معنا، واجبرنا ان نسير بالحد الأدنى من الاتفاق، يعني إسم واحد ومن دون الاتفاق على المقاربة وعلى البرنامج، لأن الثنائي راح يتحدّانا بأن لديه مرشّح ونحن لا، وبأننا غير قادرين على ان نتّفق. وصار الخارج والداخل يضغط لعقد جلسة انتخاب ومرشّح الثنائي يتقدّم، ولأننا نحنا لم نكن مع خيار تعطيل هكذا جلسة، غلّبنا خيار التقاطع على مرشّح على خيار تطيير النصاب”.
ولفت باسيل الى ان لدينا “حساسية على الظلم ولا نقبل بالظلم والتجني الذي يتعرّض له المرشح الذي تقاطعنا حوله، ونريد ان نوضّح بعض النقاط، اقلّه للرأي العام المرتبط فينا:
هو موافق على ورقة الأولويّات الرئاسية، وقطعاً هو ضد سياسات رياض سلامة… صحيح انوه تعاون مع السنيورة ولكنه تعاون قبل مع جورج القرم، نقيض السنيورة. وهو شخص مستقل، لا ينتمي لتيار سياسي ولا يعمل في السياسة، بل هو تقني… عمل وزيرا من 2005 الى 2008 وحرام تحميله مسؤولية السياسات المالية من الـ 90 لليوم… عمل وزير بفترة تداعيات اغتيال الحريري والمحكمة الدولية وحرب تموز و 7 ايّار وكل الكوارث، وبحكومة مبتورة لم تكن قادرة على فعل شي”.
وقال: “أما بخصوص الإبراء المستحيل وبأنّ ازعور ربيب السنيورة… طيّب ما نحنا وحزب الله دخلنا بحكومة برئاسة السنيورة سنة 2008، يعني بعد حرب تموز وبعد 7 ايّار. مندخل وبتدخلوا بحكومة برئاسة السنيورة معليش! ولكن بيصير جهاد ازعور بالرئاسة هو الشيطان”؟؟
“نحن دخلنا باتفاق رئاسة الجمهورية مع سعد الحريري وحزب الله بالعهد وبالحكومة. يعني السنيورة مقبول، والحريري مقبول لكن جهاد ازعور مرفوض”؟
واضاف باسيل: “جهاد ازعور متّهم بأنّه مرشّح تحدّي وهو يقول عن نفسه انه لا يصل بالمواجهة واذا وصل لا ينجح، ويعتبر نفسه رئيس مهمّة للاصلاح المالي والاقتصادي – وصاحب قدرة نظراً لمعرفته بالدولة اللبنانية ولخبرته الدولية بصندوق النقد وعلاقاته الخارجية وكفاءته بموقعه”.
واكد على ان هذا القرار تحديداً “اتّخذه التيار من قبل رئيسه والهيئة السياسية وبدعم كامل من المجلس السياسي والمجلس الوطني، وبتأييد كامل من المجلس التنفيذي ومنسقي المناطق ولجان الانتشار؛ وهذا الأمر يحصل لأوّل مرّة بهذا الشكل الواسع والجامع، وبالتالي اصبح الالتزام فيه واجب على كافة النواب من دون اي عذر، حتى لو ان هناك أحد غير مقتنع فيه. مرّات عدة التزمت انا بقرارات غير مقتنع بها. اي اهتزاز في هذا الموضوع يضرب صورة التيار، الذي اثبت قوّته وصموده ومحوريّته بالاستحاق الرئاسي وما لم يستطع احد تجاوزه، وفي وقت كثر يريدون ضربنا وتفكيكنا ويراهنون على انقسامنا”.
والى من لن يلتزم بقرار التيار توجه باسيل قائلا: الحقيقة انّ من لن يلتزم سيكون خرج عن وحدة التيار وقوته وهيبته، وسبّب من حيث يدري او لا يدري بإضعافه وإضعاف موقفه وبانجاح لعبة الآخرين ضدّه، وهذا يرتّب محاسبة بحسب نظامنا الداخلي، وانا لا ارى ذلك حاصلا لأني اراهن على ما سمعته منهم وعلى تياريّتهم واخلاقهم والتزامهم اقوى من اي امر آخر”.