أخباركم – أخبارنا
كتب حنا صالح : وبعد، سيكتب ويكشف ويقال الكثير عن الضربة الإسرائيلية لإيران، والتي قالت تل أبيب أنها حققت أهدافها كاملة، وقالت طهران أن الخسائر محدودة، وقالت واشنطن المايسترو الذي ينسق ويوجه ويحدد المنحى، أن هذه الصفحة طويت.
بإنتظار الإفراج عن الصور والمعطيات، لافت أن مسار الضربة الإسرائيلية، تجنب الأجواء الأردنية بعدما أعلنت عمان أنها لن تقبل أن تكون جزءاً من الهجوم على إيران، فإنطلق الهجوم الإسرائيلي من جهة البحر فوق لبنان وسوريا فالعراق ومباشرة نحو طهران. في الموجة الأولى من الهجوم الجوي وفرض السيطرة الإسرائيلية التي إستمرت 4 ساعات، تم تدمير منصات الدفاع الجوي في سوريا والعراق، وأبرز ما تمتلكه طهران من دفاع جوي، وهو 4 بطاريات – منصات كبرى متطورة من صواريخ S 300. فحوّل ما تحقق الممر الذي إعتمدته طهران للوصول إلى المتوسط، ويشكل محور الممانعة، إلى ممرٍ إسرائيلي نحو قلب طهران. ولفت الإنتباه اليوم أن عراقجي وزير خارجية إيران إتهم الولايات المتحدة بالمشاركة مع إسرائيل عبر توفير ممر جوي للمقاتلات الإسرائيلية.
هنا تجدر الإشارة إلى أن الموجة الثانية من الغارات كما الثالثة تركزتا على قواعد الحرس الثوري ومخازن الصواريخ، والأهم مراكز إنتاج الصواريخ الباليستية والمسيرات، خصوصاً في قاعدة بارشين المترامية المساحة على بعد 30 كلم شرق العاصمة طهران، وكذلك خوجير حيث تجري طهران تجارب تتعلق ببرنامجها النووي.
وفق الصحف الأميركية، “وول ستريت جورنال” و”نيويورك تايمز”، فإن الهجوم الإسرائيلي عطل جوانب كبيرة جداً من برنامج الصواريخ الباليستية بحيث يتعذر على طهران قبل سنة على الأقل البدء بتجديد مخزونها. ودمر القصف الجوي 3 مبانٍ ضخمة حيث خلاطات إنتاج الوقود الصلب التي حصلت عليها طهران من بكين، إلى تدمير السلاسل المكملة لإنتاج الصواريخ. ووفق ، “وول ستريت جورنال” نقلاً عن مسؤولين أميركيين، إن الأضرار التي أصابت مشروع الصواريخ الباليستية في إيران قد تستغرق سنوات للتعافي منها.
نشير إلى أن مخزون طهران من الصواريخ البالستية المتعددة الأنواع والمسافات، كان يقدر قبل “طوفان الأقصى” بنحو 3 آلاف صاروخ، ما يفسر أهمية إستهداف هذا المشروع لمنع تطوره توازياً مع التقدم بالتخصيب النووي. ويبقى لافت ما ذكره دونيس روس، المسؤول الأميركي السابق عن قضايا الشرق الأوسط: “صممت الضربات الإسرائيلية لإفهام الإيرانيين إلى أي مدى يمكن أن تذهب إسرائيل إذا ردت إيران”.