تقرير لبنان السياسي من أخباركم – أخبارنا
بعد اكثر من 3 اسابيع ردت اسرائيل على ايران، فمن حيث الشكل، التزمت تل ابيب بالسقوف التي حددتها لها الولايات المتحدة للرد، وقد يكون اول مؤشر ايجابي الى ان الامور ليست ذاهبة نحو حرب شاملة في المنطقة وذلك بعد فترة من حبس الانفاس خوفا من ضربة اسرائيلية “مجنونة”.
الرد الاسرائيلي “المضبوط” والمنطقي، والذي قيل ان ايران أُبلغت مسبقا به، يشكّل ايضا اول دليل على ان رئيس الحكومة الاسرائيلية بنيامين نتنياهو قد يكون تخلّى عن ورقة جر الشرق الاوسط برمّته الى النار.
لكن هل هذه التهدئة الاسرائيلية – الايرانية، ستنعكس ايضا على الجبهة الجنوبية؟ هل ستترافق مع تراجع لوتيرة عمليات اسرائيل في لبنان؟ هل ستقود ايضا حزبَ الله، بضوء اخضر ايراني، الى تليين تشدده حيال وقف النار والتسوية التي يحمل لواءها المجتمع الدولي، وتقوم على ثنائية وقف النار ونشر الجيش واليونيفيل حصرا، في الجنوب؟ الاجوبة في الايا المقبلة….
وبينما دعت الدول العربية والعواصم الكبرى كلها الى ضبط النفس ودانت انتهاك اسرائيل سيادة ايران، اتجهت الانظار الى انعكاسات شكل الرد الاسرائيلي وحجمه معطوفا الى كيفية تعاطي طهران معه، على مسار الامور في المنطقة وتحديدا في لبنان.
ووفق ما تقول مصادر دبلوماسية سياسية لبنانية فإن عودة المبعوث الاميركي اموس هوكشتاين في الساعات المقبلة الى المنطقة، اذا حصلت، ومضمون محادثاته في تل ابيب، قد يشكلان مؤشرا الى توجهات الجانب الاسرائيلي، علما ان الخارجية الأميركية اعلنت امس السبت ان وزيرها انتوني بلينكن بحث مع نظيره البريطاني في مساعي الحل الدبلوماسي في لبنان.
من جهتها، دانت وزارة الخارجية والمغتربين في بيان، “الهجوم الجوي الذي شنته اسرائيل فجر اليوم على مواقع متعددة داخل الجمهورية الاسلامية الايرانية، إذ تشكل هذه الهجمات انتهاكاً لسيادة ايران وتهديداً خطيراً للأمن والسلم الإقليمي والدولي”.
وأشارت إلى أن “لبنان يدعو مجدداً المؤسسات الدولية المعنية، لا سيما مجلس الامن الدولي، لتحمل مسؤولياتها في وضع حد للتصعيد العسكري الإسرائيلي في كافة انحاء المنطقة، بما في ذلك العدوان المتمادي على لبنان”.
في الاثناء، وفي المواكبة السياسية للتطورات، اجتمع وفد من قوى المعارضة يضم النواب فؤاد مخزومي، ميشال معوض، سليم الصايغ وميشال الدويهي، بالمنسقة الخاصة للأمم المتحدة في لبنان جينين هينيس – بلاسخارت، وبحثوا في الأوضاع العامة في لبنان والمنطقة، وآخر التطورات المتعلقة بالحرب في لبنان.
وأكد المجتمعون خلال اللقاء “ضرورة وضع حد للحرب وتطبيق القرارات الدولية وفي مقدمها القرار 1701 بكافة مندرجاته، بما يتضمن القرارين 1559 و1680، والالتزام بتطبيق اتفاق الطائف الذي يعتبر المرجعية الدستورية لجميع هذه القرارات الدولية التي تصب في مصلحة منطق الدولة وسيادتها”، مشددين على أن “المطلوب اليوم هو استعادة القرار السيادي، واحتكار الدولة للسلاح والقرار الاستراتيجي، ونشر الجيش اللبناني على طول الخط الأزرق وعلى كامل الحدود اللبنانية”.
وشدد النواب على “ضرورة الاسراع في انتخاب رئيس للجمهورية، وعدم ربط الاستحقاق الرئاسي بأي ملف آخر، لأن إنهاء الحرب في لبنان واستعادة الأمن والاستقرار يحتاجان إلى من يمثل الشرعية من رئيس جمهورية إلى حكومة حائزة على ثقة المجلس، كما يحتاج إلى مؤسسات منتجة وفعالة”.
من جانبه، وغداة استشهاد 3 صحافيين باستهداف اسرائيلي مباشر لهم، أعلن وزير الاعلام في حكومة تصريف الاعمال زياد المكاري ان “الإعلام شريك أساسي في الحرب ويواجه الاعلاميون اليوم صعوبات عدة ويعرضون حياتهم للخطر لنقل الحقيقة”. وقال “ان الوزارة ستبدأ بتكذيب كل خبر زائف وأنه سيكون هناك منصة لذلك”.
وشدد المكاري في خلال مؤتمر صحفي، على أن وزارة الاعلام ليست مسؤولة عن الرقابة العقابية، لافتا الى أنها لن تكون شرطيًا وأن “مسؤولياتنا مسؤوليات وطنية”.
وقال: لبنان للأسف لم يوقع إتفاقية روما كي نستطيع الذهاب إلى المحاكم الجنائية الدولية ونحاول إيجاد نافذة لتقديم شكوى ضد إسرائيل. ولفت الى أن “هناك اتصالات مع الاجهزة الامنية لرصد كل من يوتّر الاجواء ويهدد السلم الاهلي”. وقال “هناك فوضى عارمة ونحن أمام رسالة واحدة إما أن نبني وطننا وإما أن نخربه”.