كتبت استال خليل: بعد مرور عام دراسي قاس على الطلاب والأساتذة في لبنان، خصوصا في قطاع التعليم الرسمي،قررت حكومة تصريف الأعمال إلغاء شهادة امتحانات “البريفيه” لهذا العام.
في هذا الإطار، أعرب أغلب الطلاب اللبنانيين الذي كانوا ينتظرون موعد إجراء امتحانات “البريفيه” عن فرحتهم بهذا القرار، وبارك أهاليهم قرار الحكومة، كون هذا العام كان صعبا على الجميع، وأيضا بسبب غلاء أسعار المحروقات لارتفاع سعر صرف الدولار.
وقالت جميلة نخول، في حديث عبر “أخباركم أخبارنا”، “هذا القرار كان يجب أن يتخذ منذ بداية العام لأننا تعبنا كما تعب أولادنا، خصوصا بعد التقصير الذي حصل في مدارس القطاع العام، حيث لم يتخذ الطلاب العلم الذي كان من المفترض أن يتخذوه، لأن الأساتذة أضربوا معظم الوقت، مقابل ارتفاع هستيري في أسعار أقساط مدارس القطاع الخاص”.
وتابعت: “حاولنا كأهالي جاهدين منع أولادنا من إهمال دراستهم وإبقائهم مطلعين على المواد التي مرت أشهر على عدم دراستها. وبعض الطلاب انخرطوا في سوق العمل بسبب الظروف الإقتصادية الصعبة، ولم يتمكنوا من الالتزام بالمناهج التعليمية، التي الأساتذة نفسهم لم يلتزموا بها”.
وأضافت: “عدم حيازتهم على شهادة البريفيه لن تقدم أو تؤخر شيئا في مسار الطلاب التعليمي، خصوصا وانها غير موجودة في معظم البلدان، ولا يزال مشوارا طويلا ينتظرهم مع التكركب والضياع الحاصل في مدارس القطاع العام وامتناع الدولة عن تحسين مستوى الأساتذة المعيشي”.
من جهته، قال ربيع كيال، وهو طالب “بريفيه”، في حديث عبر موقعنا، “توقعنا إلغاء الإمتحانات لأن معظمنا غير جاهز، ولم تتخذ جميع المواد التعليمية بالطريقة نفسها في جميع المدارس، وبالتالي هذا الأمر غير عادل ولا يمكن معاقبة بعض الطلاب بسبب أساتذتهم خصوصا في مدارس القطاع العام”.
وتابع: “بدأنا بالإحتفال منذ أن تم إعلان الخبر، وكأن “الصيفية” بدأت في هذا اليوم، وبات بإمكاننا ممارسة النشاطات التي نحبها وعدم التفكير بأي إمتحانات تنتظرنا، كما زال التوتر عن أغلبنا، ففكرة الإمتحانات الرسمية هي مرعبة بالنسبة للكثيرين، خصوصا واننا في ظروف نفسية صعبة، والرسوب سيزيد من حالتنا سوءا… يكفينا ما عشناه هذا العام”.
أما بول عبد الساتر، وهو أستاذ مدرسة ويعطي دروسا خاصة، فقال عبر “أخباركم أخبارنا”، “لن أنكر أنني بهذا القرار خسرت أموالا كنت بحاجة إليها، وكنت سأجنيها من الدروس الخاصة، خصوصا وان راتبي في المدرسة لا يكفيني رغم دولرة الأقساط فيها، لكنني أرى أن هذه الإمتحانات كان يجب إلغائها لتأمين العدالة بين الطلاب، لأنه لم يتسن لهم جميعا أخذ المعلومات نفسها وبأفضل طريقة، من هنا يمكن اعتبار انه لا عدل باختبارهم جميعا بالطريقة نفسها”.
ولفت إلى أنه “إضافة إلى ذلك، يجب إصدار قانون إلغاء إمتحانات “البروفيه” بشكل عام”.
يذكر أن شهادة “البريفيه” قد ألغيت ثلاث مرات بعد انتهاء الحرب اللبنانية. المرة الأولى كانت مع إضراب المعلمين عام 2014، والثانية في عام 2020 مع انتشار فيروس “كورونا”، والثالثة كانت عام 2021، بسبب عدم إمكانية تقييم الحاصل التعليمي للطلاب بشكل واضح كون التعليم كان عن بعد.