كتب جورج حايك:
لبنان ذاك الوطن الخيالي، معلّق بين أرض وسماء، فمن مياه بحره الزرقاء إلى ثلوج قممه البيضاء، تتماوج أمام زائره مشاهد هي مرّة مخضوضرة، ومرّة عارية، فيلفته التناقض بين جبال صخرية مهيبة، ووديان ساكنة سحيقة، تنساب في أحضانها أنهار، وتتفجّر من خاصرتها شلالات، وحولها هنا وهناك غابات صنوبر تظلّل تلالاً تطلّ على منبسطات سهلية خصبة تتعانق فيها الكروم والبساتين.
وهو، رغم مساحته الضئيلة، 10452 كيلومتراً مربعاً، يتميّز بتنوعه المدهش وفرادته النادرة، مناخاً وطبيعة وثقافة وتاريخاً، إلا إذا استثنينا المشاكل السياسية المتلاحقة التي تبدو كلعنة أُصيب بها!
لبنان يمتاز بغنى جذوره المكوّنة منذ آلاف السنين من التاريخ، على جمال وموقع جغرافي مميّز جذبا إليه حضارات مختلفة تركت فيه بصماتها الثقافية، وآثارها الحضارية التي أضيفت جميعها إلى آثار الفينيقيين آباء الأبجدية.
وهذا ما خلق التعدّد في معالم أثريّة تجاورت بتنوّع تاريخي مدهش: هنا نووايس فينيقية ترقد على أقدام معابد رومانيّة، وهناك قلاع صليبيّة تتجاور مع مساجد مملوكيّة، وجميعها شاهدة تاريخية على ماض نابض وغني.
أما مطبخه، وهو انعكاس لتقاليد شعبه، فيدهش هو الآخر بتنوّع مآكله المعروفة خاصة بـ”مازة” متنوّعة تمتد أمام السائح على مائدة شهيّة، في جوّ يضفي عليه المطعم اللبناني الأنيق رغبة في التلذذ والتذوّق.
عبثاً…عبثاً وصفه. هو لا يوصف، بل تعالوا نعيشه، وأبلغ كلام عليه أن يزوره السائح عبر هذا المقال يقوده من مدينة إلى ضيعة، من معلم إلى مشهد، ومن عصر إلى آخر في صفحات طبيعية من كتاب التاريخ. هذا هو…لبنان!
بيروت
لا يمكن لزائر بيروت أن يظل حيادياً أمام مفارقاتها: ففي الشارع الواحد باعة جوالون يدفعون عرباتهم تحت شمس محرقة، يمرّون أمام محال فخمة جداً تعرض في واجهاتها أثمن الماركات الأجنبية. وفي شارع آخر، تتجاور الأبنية التراثية المرممة مع ناطحات سحاب عصرية مزنّرة بالمرايا، كما لتنعكس عليها تناقضات الحاضر والماضي!
أشهر مناطق السهر في بيروت هي الجميزة ومار مخايل وشارع مونو ومنطقة الحمراء حيث تتوزع الحانات والمطاعم والملاهي المتنوعة إرضاءً لجميع الأذواق، وحيث يمكن للساهرين انتقاء ما يناسبهم من موسيقى وطعام بحسب نمط الحانة أو المطعم. هناك تكتظ الشوارع بالمطاعم والمقاهي وعلب الليل مما يجعل بيروت مدينة لا تنام.
وفي الوسط التجاري، يمكنك أن تزور بقايا حمامات رومانية يطلّ عليها السراي الكبير(بناه العثمانيون عام 1849). أما أبرز لوحة تعكس فرادة العيش المشترك بين المسلمين والمسيحيين فهو تجاور مسجد محمد الأمين وكاتدرائية مار جريس، فتمتزج قبة المئذنة بجرس الكنيسة! وإذا لا تريد أن تنفق الأموال، يمكنك الاكتفاء بالمشي في الوسط التجاري في شوارع المشاة الدقيقة الهندسة.
وعلى خصر بيروت مقاهي الزيتونة باي ثم كورنيش المنارة الممتد نحو كيلومترين، والمعجوق دائماً بالمتنزهين وهواة المشي والركض، يتغلغلون بين باعة الكعك والقهوة، وبين عشّاق حالمين أداروا وجوههم إلى الأفق، يتأملون غياب الشمس خلف صخرة الروشة قوساً غرز مرساته في بحر بيروت.
وحتماً لدى زائر بيروت خيارات كبيرة من الفنادق بدءاً من فينيسيا، ساميرلاند، موفنبيك، جيفنور روتانا، راديسون بلو مارتينيز وغيرها.
حتماً لا بد من زيارة متحف بيروت حيث الهوية الثقافية اللبنانية، وهو يضم مجموعة مذهلة ونادرة من المسلّات القديمة والنواويس والروائع التاريخية الأثرية، أبرزها ناووس احيرام الذي أمكن على حجارته اكتشاف الأبجدية الفينيقية الأولى.
كسروان
نتجه إلى قضاء كسروان، وأهم ما يمكن زيارته هو مغارة جعيتا المكوّنة منذ قرون من التآكلات المائية والصخرية حتى باتت اليوم مشهداً يصعب بالكلمات وصف تماثيل فيه صخرية ذات أشكال أنيقة وجميلة وغريبة يزيد من حضورها نظام إنارة مدروس بعناية وفن.
وعلى ضفاف الساحل الكسرواني مثل جونية والكسليك تنتشر المنتجعات البحرية التي تعتبر من الأهم في لبنان، إذ تصنف “مقصودة” من مختلف المناطق جراء شاطئها الرملي ومسابحها المنوعة للكبار والصغار، فضلا عن تلك المخصصة للعائلات بألعابها الرياضية والترفيهية. وقبيل اكتمال ذروة الموسم تسجل منتجعات القضاء وفنادقه الساحلية نسبة إشغال مئة في المئة. وقبل أن تنتهي جولة الخط الساحلي، من يمكنه أن يغفل عن “كازينو لبنان”؟. فمنذ 60 سنة وأبواب الكازينو مفتوحة أمام الجميع من لبنان والخارج للاستمتاع بألعاب الميسر وبالاستعراضات المحلية والأجنبية التي يقدمها على مسارحه الكبيرة أو في مطاعمه الخمسة الفاخرة. فالجولة في “أروقة” الساحل، بين المطاعم والفنادق والمنتجعات، لا بد أن تتوقف عند محطة “التلفريك”. تلك “الغواصّات” الملونة الطائرة توضع في تصرف محبيها طوال الأشهر الإثني عشر في السنة، لكي تقدم لهم “كزدورة” في جو فسيح يسبح بين قلب جونيه وجبل حريصا الأخضر ومزار سيدة لبنان.
أما كسروان جبلاً فموضوع آخر له سحره وفرادته ويشكّل مكاناً رائعاً للاصطياف بمناخه ومطاعمه التي تقدّم المأكولات اللبنانية الفاخرة.
جبيل
لا يكون السائح زار لبنان إن لم يمر في جبيل، المدينة التي تحتضن معلماً تاريخياً فريداً في العالم، كرّسته منظمة الأونيسكو تراثاً عالمياً، لما يتجاور فيه من آثار مدهشة ومعالم من حضارات تعاقبت على البلاد في مختلف مراحل التاريخ.
تتربّع جبيل على البحر، وفي حضنها بقايا مدينة أموريّة تتناثر حول قلعة تجاور معبداً فينيقياً ما زالت مسلّاته شواهد حيّة، تتطلّع إلى مدرج روماني مطرّز بنواويس فينيقية تتفيأ أعمدة دهريّة. ومن هناك ينتقل إلى مرفأها الألفيّ تنتثر في مياهه مراكب سياحية تتهدّل بين الأمواج. وفي جبيل كذلك كنيسة مار يوحنا مرقس، بناها الصليبيون في القرن الثالث عشر، وقبالتها تجد متحف الشمع، وفيه مشاهد مختلفة من التقاليد والعادات اللبنانية. ولا بد من انتظار برنامج مهرجانات جبيل هذه السنة.
وتتميّز جبيل بشاطئها وتنشر فيها الفنادق مثل Byblos Sur Mer، إضافة إلى مطاعم مهمة مثل Ksar وخان جبيل ومطعم البحر.
لكن الزيارة إلى قضاء جبيل تبقى ناقصة إذا لم تقصد دير مار مارون عنايا أي مزار القديس شربل بتقوى وخشوع.
البترون
تعتبر مدينة البترون من أقدم وأجمل المدن في لبنان، وقد تم اكتشافها على يد الفينيقيين، وهي تقع بين مدينتي بيروت وطرابلس، ومن أبرز الوجهات السياحية التي يقصدها الزوار هناك، وبسبب موقعها المميز على البحر تعتبر هذه المدينة من الأماكن المميزة لممارسة جميع أنواع الأنشطة المائية، كركوب الأمواج، والغوص، وركوب الأمواج الشراعي، وأنشطة ركوب الدراجات على طول الطريق المخصص الممتد إلى جانب البحر، ومن أهم المعلومات حول أبرز الأماكن السياحية في البترون ما يأتي: الجدار الفينيقي، السوق القديم، كاتدرائية القديس اسطفان، بيت حلمي أشهر الأماكن التي تقدّم الليموناضة، كنيسة سيدة البحار، قلعة المسيلحة، نهر الجوز، قرية قرنعون وقلعة سمار جبيل. وحتماً لجرود البترون نكهة مميزة وخصوصا بلدتي دوما وتنورين اللتين تتمتعان بجمال خلاب، إضافة إلى وسطها حيث يمكن زيارة مزارات القديسين نعمة الله الحرديني في كفيفان ورفقا في دير مار يوسف جربتا. وهناك خيارات عديدة للفنادق والمطاعم والمقاهي في البترون، منها منتجع سان ستيفانو.
طرابلس
هي عاصمة الشمال، يعبق منها عطر الشرق طالعاً من أسواقها الحرفية العتيقة، حيث وقع الخطوات على بلاطها العتيق يمتزج بضجيج خاناتها الدهرية حيث مطارح الصابون والحياكة، وتمتزج فيها رائحة البن مع رائحة البهارات، إنها الحواس تتفتّح في طرابلس.
ولعل أكثر ما يلفت في طابع طرابلس الشرقي: مساجدها المهيبة، أبرزها المسجد الكبير، مسجد طينال، مسجد البرطاسي، وكلها تعود إلى عصر المماليك.
تُشرف على طرابلس قلعة “ريمون دو سان جيل” مؤسس كونتية طرابلس زمن الصليبيين. ولا تكتمل زيارة طرابلس الأثرية إلا بالتجوال في حماماتها التركيّة الشهيرة، وخصوصاً حمام العبد.
وتعتبر اسواق طرابلس التراثية من اهم الاسواق في الشرق الاوسط بإعتبار ان تاريخها يعود إلى أكثر من 1100 سنة وتوالت عليها العديد من الحضارات ونذكر منها العربية، المملوكية، الصليبية والعثمانية.
وتشتهر اسواق طرابلس بضم مجموعة من الاسواق المتنوعة ومنها نذكر: “سوق النحاسين”، “سوق الصاغة” و”سوق البازركان” المتخصص في صناعة الاقمشة وغيرها من الاسواق. وهناك أيضاً معرض رشيد كرامي.
ولا بد للزائر من أن يقصد منطقة الميناء ورصيفها السياحي، إضافة إلى العديد من الشواطئ المذهلة والخلابة التي يمكن الاستمتاع بها ومنها شاطئ لاس برلاس والذي يعتبر من أهم الشواطئ الموجودة فيها. ويوجد فيه العديد من المنتجعات الفاخرة التي تقدم العديد من الخدمات المتميزة.، والزيارة إلى الجزر قبالة طرابلس ضرورية. وهذا ليس كل شيء، لأن خلال الجولة في الأسواق سيجذبك “الحلاب” قصر الحلو حيث يحضّر أشهى الحلويات وأطباق الطعام.
الريف الشمالي اكتشاف سياحي كبير صعوداً من الوسط اي الكورة وزغرتا بإتجاه وادي قاديشا وأرز الرب وبشري وإهدن وكلّها مصايف تتضمن كل ما يشتهي أن يراه الزائر.
عكار
تُعــدّ عكــار شريكاً حيوياً في صياغة تاريخ لبنان، فحصـنها الذي يعود إلى أقدم العصور وكنائسهـا ومطاحنها شاهدة على عراقة الأمم والشعوب والحضارات المختلفة التي مرّت بالمنطقة، وتبرز مواقـــع سياحيـة طبيعية مميزة في عكـار كالقموعة الغنية بآثارها الفينيقية والرومانيـة والبيزنطية والعربية وغاباتهـا الخضراء بأشجارها المُعمرة ، محميـة بينـو التي تعد ملاذاً آمناً للعديد من أصناف الحيوانات والنباتات والطيور المهدّدة بالإنقراض، عكار العتيقة التي تدل على تجذر الزمان وعراقة المكان من خلال حصونها ومعابدها، سراياها العثمانيـة وبيوتها التراثيـة، والسماقية الغنيـة ببركها الحراريـة ذات المياه الكبريتيــة المعروفة بفوائدها الطبية والعلاجيـة والشفائية، القبيـــات المشهورة قديماً بصناعة الحرير، وكرم شباط حيث النقوش البابليـة، دون أن ننسى وادي جهنم، مشمش، والعديد من الكنوز التراثية التي تصنع مجـد محافظة عكــار على مرّ العصور.
وبإمكـان أي سائح يزور عكّـار التمتع بممارسة أنواع شتى من السياحة البيئيـة كالمشي على الدروب الجبليـة القديمة والنزول إلى المغاور والتكاوين الأرضية التي تعود إلى آلاف السنين، وركوب الدراجات الهوائيــة، والتزلـج شتــــاءً. ولتسهيل المهمة للسائح يمكنه استئجار غرف معدة للضيافة في المنطقة.
بعلبك
هي مدينة عرفت قمة ازدهارها في العهد الروماني، حين أصبحت مكان عبادة يضم مجموعة هياكل تتنافس هيبة وضخامة وجمالاً.
هياكل بعلبك تنقسم إلى ثلاثة معابد رئيسية مختلفة الضخامة، أهمها معبد جوبيتير وهو الأكبر. الثاني هو معبد باخوس روعة الروعات، والثالث معبد “فينوس”. ويزور السائح في بعلبك الجامع الأموي.
وتحتوي بعلبك على العديد من الفنادق الحديثة، والتي تم بناؤها بالقرب من السهول والربوع الخضراء؛ حتّى تشجع الزوّار على البقاء لمدّة أطول، وتتيح لهم فرص الاستجمام، والبعد عن الضجيج والإزعاج، كما ويتم قيام المهرجانات والاحتفالات السنويّة في المدرجات الرومانيّة القديمة.
لا يمكن للزائر أو للسائح ان يزور المدينة من دون تذّوق مأكولاتها الشهية التي لطالما اشتهرت بها وأهمها على الإطلاق الصفيحة البعلبكية، والتبولة، والحمص، والمخلوطة حبوب، وخبز التنور، وقريشة، والكبة على أنواعها وورق العنب.
البقاع
الجولات السياحية في البقاع غنيّة جداً وأجمل المواقع التي يمكن زيارتها: نهر العاصي، حيث هناك عدد من المطاعم المطلة على نهر العاصي، بالإضافة يمكن لمحبي الرافتينغ ممارسة هوايتهم.
والرحلة يجب أن تشمل عنجر حيث مطعم شمس المميّز، زحلة وأفضل المطاعم على نهر البردوني، معمل كسارة حيث يمكن استذواق أطيب النبيذ اللبناني. وبحيرة القرعون ومشوار في مركب بالبحيرة يمتع النظر، تعنايل والاستمتاع بأجمل النشاطات مثل ركوب الخيل والمشي بالطبيعة وركوب الدراجة الهوائية.
وأفضل الفنادق في البقاع: فندق القادري الكبير، فندق الخريزات وفندق مسابكي.
جزين
تتميز جزين الجنوبية بموقعها الطبيعي الذي منحها جمالًا طبيعيًا مطلقًا. فتحيط بها الشلالات والغابات من جميع الأطراف، وهي تتميز أيضًا بموقعها المشرف على جرف صخري ووديان خضراء.
تعتبر جزين من المناطق اللبنانية النموذجية والتي بالرغم من الحداثة ما زالت تحافظ على طابعها التقليدي المتمثل ببيوتها الحجرية ذات السطوح القرميدية الحمراء، وأزقتها الضيقة التي يمكنك التنقل فيها على الأدراج. ولا يفوت السائح اكتشاف معالم المدينة من خلال زيارة هذه المواقع العشرة: شلالات جزين، سيدة المعبور، نبع عزيبة، الأسواق القديمة، القصر البلدي، صناعة السكاكين، الكنائس القديمة، ودير مشموشة، واخيراً قمم الجبال وغابات الصنوبر. ومن المطاعم التي يمكن ان يستمتع الزائر بالمنظر المطل على الشلالات وبالمأكولات خصيصاً هو “مطعم الشالوف” حيث يقدم اشهى الاطباق اللبنانية.
من أرض الجنوب أيضاً، لا بد من زيارة مدينة صيدا التي تعود جذورها إلى الألف الرابع قبل المسيح، وهي عرفت تقلبات كثيرة خلال تاريخها الطويل. وعلى صورة المدن الفينيقية الأخرى في لبنان، عرفت احتلالات اليونان، الرومان، العرب، الصليبيين والمماليك.
اول المعالم السياحية التي سيلمحها الزائر هي قلعة البحرية، خان الافرنج، الجامع العمري الكبير. وتتميّز صيدا بأسواق مميزة، ثم معبد ذو جذور فينيقيّة على اسم الإله أشمون.
إذا كنت من محبي الطبيعة فإن زيارة كورنيش صيدا والاستمتاع بأشعة الشمس والاستحمام في الماء وقضاء يوم رائع مع عائلتك مع الكثير من المطاعم الموجودة لتقديم الأطعمة المحلية اللذيذة، كما يمكنك الذهاب في رحلة بحرية نحو زيري وهي جزيرة صغيرة بالقرب من ساحل صيدا وهي مثالية للنزهات النهارية وحتى السباحة.
ويمكن أيضًا زيارة استراحة صيدا الواقعة على الواجهة البحرية بجوار قلعة صيدا البحرية حيث يوجد فيها مطعم لبناني للاستمتاع بالطعام والمرطبات، يفضل زوار صيدا كذلك زيارة مسجد بهاء الدين لأنه تحفة معمارية حقيقية له نفس طراز المساجد الشهيرة في إسطنبول من العصر العثماني.
ومن أهم مميزات السياحة في صيدا هي تناول الحلويات الشرقية، يتم صنع الحلويات في صيدا باستخدام وصفات عائلية قديمة ومتوارثة عبر الأجيال وهي جزء لا يتجزأ من الثقافة المحلية في صيدا لذلك ما تتذوق في صيدا له مذاق خاص متوارث عبر الأجيال.
صور
ترقى إلى الألف الثالث قبل المسيح. ورد ذكرها في الكتاب المقدّس. كانت في القديم قسمين: أول على الشاطئ والآخر جزيرة في البحر. كما اشتهرت في القديم بسفنها الفينيقية التي مخرت الأبيض المتوسط محمّلة بالزجاج والارجوان وخشب الأرز.
أروع ما في صور هو شاطئها النظيف والواسع الذي يرتاده اللبنانيون بكل حرية. وعلى القسم البحري من صور هناك بقايا مدينة رومانية ذات طرقات مبلّطة بالفسيفساء، تحوطها أروقة تمتد مستقيمة حتى تنزلق في البحر، وقربها بقايا كاتدرائية صليبية كبرى، كان يتمّ فيها تتويج ملوك اورشليم أيام الصليبيين. وعلى الجزء الآخر من المدينة هناك مدخل ملعب روماني هائل يبلغ طوله 500 متر، في وسطه حلبة كانت العربات تدور فيها سبع مرّات، وهو اليوم مرمم بشكل تام. وإذا اراد الزائر عدم تفويت أي شيء في صور عليه أن يزور: الأحياء القديمة، قلعة صور الرومانية الأثرية، محمية صور البحرية، الأسواق القديمة، خان الصابون، مطاعم المأكولات البحرية والكورنيش البحري.