
ركزت خطب عيد الأضحى المبارك بمعظمها، يومي الأربعاء والخميس، على ضرورة الإسراع في انتخاب رئيس للجمهورية، لما للمماطلة في هذا الأمر عواقب وخيمة على لبنان واللبنانيين على السواء، الى جانب التطرق الى القضايا الاقتصادية والاجتماعية التي يعاني منها الشعب.
الكردي
وألقى أمين الفتوى في الجمهورية اللبنانية الشيخ أمين الكردي خطبة عيد الأضحى، الأربعاء، في جامع محمد الأمين، في وسط بيروت بتكليف من مفتي الجمهورية الشيخ عبد اللطيف دريان.
وسأل: أين هي كرامة الإنسان مما نعيشه في بلدنا، الى متى هذا الاستخفاف بكرامة الشعب وتضييع حقوقه وشأنه وهمه القلبي والنفسي، أين تحمل المسؤولية في إنجاز الاستحقاقات الوطنية لبلدنا، أين المتصدرون لمشهد المسؤولية من أنين الناس ووجعهم؟
واكد انه على كل مسؤول، “أن يرجع الى صوابه والى السعي في حاجة الناس، السياسة الحقيقية هي مراعاة حقوق الناس وأن تهيء لهم ظروف الحياة الكريمة”.
أبي المنى
أما شيخ العقل لطائفة الموحدين الدروز الشيخ سامي أبي المنى فرأى خلال خطبة العيد، الأربعاء، من بلدة شانيه، انه “آن الأوان لنا في لبنان أن نعقد العزم على إنقاذ المركب من سوء المصير، وإنقاذه لا يتحقق إلا بشد أشرعة الدولة، وباحترام الاستحقاقات الدستورية وانتخاب رئيس توافقي قادر على قيادة مركب الوطن نحو شط الأمان”، معتبرا انه “اذا لم يبادر اللبنانيون أنفسهم للمساعدة في عملية الإنقاذ فلا جدوى من تدخل الخارج منفردا”.
ودعا لاحترام الاستحقاقات الدستورية وانتخاب رئيس توافقي قادر على قيادة مركب الوطن نحو شط الأمان، وإعادة الحياة إلى مؤسسات الدولة وإداراتها، وتعزيز ثقة المجتمع الدولي بلبنان وقدرة أبنائه على النهوض به، وتحفيز رجال الأعمال للاستثمار فيه وخلق فرص العمل للشباب للحد من هجرتهم. مشيرا الى ان ذلك كله يحتاج إلى التفاهم والتوافق على خطة استراتيجية واضحة لا تثير هواجس أية جهة داخلية، وتؤكد على متانة علاقات لبنان العربية والدولية، وتساعد في تعزيز قدرته على الصمود ومواجهة أي عدوان بوحدة الصف والموقف والولاء الوطني وبتضامن جميع أبنائه على مختلف موداتهم ومذاهبهم ومشاربهم.
سوسان
من جهته اعتبر مفتي صيدا وأقضيتها الشيخ سليم سوسان، الاربعاء، من مسجد بهاء الدين الحريري في صيدا، أن أزماتنا كثيرة وكبيرة في وطن يتهاوى ونظام يتهالك، باختصار لم يعد هناك توازن بين المدخول والمصروف وغابت معظم الخدمات الضرورية في الدولة، ان لم تكن كلها”، مؤكدا أن “البلد يحتاج الى الشرفاء والمخلصين والاوفياء ويحتاج الى مشروع حقيقي انقاذي لا الى بكاء وندب وعويل يحتاج الى الشرفاء لا الى اقطاع سياسي أو ديني الكل اصبح يعاني ابتداء من الدواء الى الغلاء الى الاقساط الى الاستشفاء وغيرها وغيرها.
قبلان
وألقى المفتي الجعفري الممتاز الشيخ أحمد قبلان، الخميس، خطبة العيد من على منبر مسجد الإمام الحسين، في برج البراجنة، فرأى بأن بلدنا اليوم في أزمات ونكبات وكوارث وبطالة وتضخم واستنزاف لا سابق له، ما يفترض تأكيد روح الايمان في ما بيننا، وتوثيق علاقات الاخوة وتمتينها، ولا أقول هذا لنا كطائفة، بل كلبنانيين، لأن جميع طوائف هذا البلد طائفة الله، بلا فرق بين مسلم ومسيحي.
وشدد على ان لبنان ليس جزيرة مغلقة على العالم، والمطابخ الدولية شديدة التأثير، والمشروع الدولي يجيد الاستثمار بالخراب، من هنا حذار القطيعة الداخلية، لأن الأمور تكاد تصل لحد الطلاق السياسي، وسط إنهاك يطال بنية الدولة والمؤسسات الوطنية، وما نحن فيه أشبه بنزعة دمار سياسي.
وتابع: “لذلك المنطق الوطني يقول لنا: القطيعة السياسية كفر وخيانة للأوطان ومصالحها، والإصرار والتعنت على لعبة العدد والضغط بالأزمات والإنهاك سيضيع بلدنا، والحل بالحوار والتلاقي ودون الحوار لا حلول، والديمقراطية التي تغرق لبنان بالأزمات ليست أكثر من وبال على لبنان، والميثاقية ضرورة وطنية لأنها أساس دستورية الدولة، ومشروعية وجودها، والمشروع الأميركي حاضر بقوة وهو يضغط باتجاه التعامل مع لبنان كدولة نفطية فقيرة ومحاصرة ومغلوبة على أمرها.
الخطيب
وأدى نائب رئيس المجلس الإسلامي الشيعي الاعلى الشيخ علي الخطيب صلاة عيد الاضحى في مسجد بلدة لبايا – البقاع الغربي.
وانتقد في خطبة العيد الممارسات اللا أخلاقية في التعاطي مع المسائل الوطنية بلا مسؤولية ومن منطلقات طائفية ومصالح فئوية اضرت بالوحدة الوطنية وبالمصالح الوطنية ومصالح المواطنين حيث اعتقلوا المواطنين في زنازين طائفية وشيطن بعضهم الآخر إلى الحد الذي اُعيد فيه طرح مشاريع التقسيم والفيدرالية وهم يعلمون ان ذلك امر لا يمكن تحقيقه، كل ذلك للحصول على مكاسب شخصية سياسية او حزبية او للتقليل من الخسائر على حساب الطوائف والاديان والمواطنين والبلد، وفي النهاية الى التسوية فلماذا اذا شحن نفوس المواطنين بالبغضاء والاحقاد والعداوات؟”.
وتابع: “نحن لا نمانع الان من التسوية من أجل خلاص المواطنين والوطن الذين ليسوا في حساباتكم الا بقدر مصالحكم الشخصية والفئوية. اذا نحن نريد الآن للبنانيين والبلد الخروج من النفق الذي ادخلتموهم فيه بانتخاب رئيس للجمهورية واعادة المؤسسات الدستورية إلى القيام بواجباتها، ولكن على اساس تحقيق الإصلاحات، فمن عطل الطائف أليس اول معول لهدمه كان في رفض تأليف الهيئة الوطنية لإلغاء الطائفية السياسية على ان يتبعها سائر الإصلاحات من تشريع قانون انتخابي خارج القيد الطائفي وتأليف مجلس للشيوخ، فمن عطل القيام بهذه الخطوات؟
يزبك
من جهته قال الوكيل الشرعي العام للمرشد الايراني علي الخامنئي، رئيس الهيئة الشرعية في “حزب الله” الشيخ محمد يزبك من مسجد الامام علي في بعلبك: “نريد لامتنا الاسلامية الوحدة والعزة والكرامة، ونريد لوطننا لبنان وحدة شعبه وان يخرج من ضياع الساسة إلى الاختيار الأصح بانتخاب رئيس للجمهورية، وإحياء المؤسسات”.