أخباركم-أخبارنا
“قراءة في حدث”-اعداد ناديا شريم
منذ عملية “طوفان الأقصى “التي بدأت في السابع من شهر أكتوبر الماضي، لم تشهد الساحة اللبنانية أحداثا أمنية بالمستوى الذي وصلت إليه هذا الاسبوع والذي وصلت حصيلتها إلى ما يقارب الستين شهيدا والاربعة الآلاف جريح مما يطرح سؤالا كبيرا عن المرحلة المقبلة وما يمكن أن تشهده من تطورات مع تفلت رئيس الحكومة الإسرائيلية من أي ضغوطات أميركية مع احتدام المعركة الرئاسية بين دونالد ترامب وكمالا هاريس .
اذا لبنان في عين العاصفة و “انفجارات البيجرز”كانت بمثابة إعلان حرب من نوع أخرى يبدو عنوانها امنيا أكثر منه عسكريا بدليل ما حصل أمس في الضاحية الجنوبية من جريمة لم تأخذ في الاعتبار أدنى المعايير الإنسانية فتسببت بمقتل عدد من الأبرياء بينهم خمسة أطفال .
ويبقى السؤال الأساسي بعد كل هذا الجنون الاسرائيلي ما الذي ينتظرنا وهل سيرد حزب الله على استهدافات إسرائيل التي قطعت الأنفاس هذا الاسبوع؟
وفي هذا المجال يرى النائب السابق فارس سعيد ، أن كل مخابرات العالم تتمنى تحقيق النجاح الذي حققه الموساد الإسرائيلي ضد حزب الله ،وبالتالي فقد حقق أهدافا كبيرة جدا بواسطة تكنولوجية معاصرة لا يمكن لأي طرف أن يتصدى لها، من هناك فإنها عملية ناجحة عسكريا وتقنيا وربما لأول مرة بتاريخ العالم يحصل ما حصل في بيروت وفي لبنان جراء تفجير البيجرز ثم اللاسلكي الموجود بحوزة تنظيم حزب الله.
وإذ يعتبر سعيد ، أن الأسئلة المتمحورة حول هذا الموضوع عديدة ، يقول ، ان رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتانياهو يعرف بأن تفجير البيجرز هي بندقية بطلقة واحدة وهو غير قادر على تفجيرها بعد اسبوع أو اسبوعين أو ثلاثة والسؤال الأول لماذا أطلقها اليوم وانا ليس لدي جواب،هل استبق عملية كان من الممكن أن تتم، أو هو يستفيد من المناخ السياسي الموجود في العالم على قاعدة أن الولايات المتحدة دخلت في مرحلة انتخابية فتحرر من الضغوط الاميركية ونفذ عملياته في هذه اللحظة وهذا هو التفسير الأرجح.
وأكد سعيد، أن هذه العملية موجعة جدا كونها أصابت الجسم العسكري والتنظيمي والأمني لحزب الله وحتى لو كابر الحزب لا يمكن أن يخرج من هذه العملية كما كان قبلها ،فهذه كوادر مدربة لمدة سنوات ،مجهزة ،منظمة، واستبدالها ليس بالشأن السهل،وبالتالي لقد فقد كوادر تنظيمية وعسكرية جاهزة للقتال وهو ما يعني أن إسرائيل استهدفت العصب العسكري والأمني في البنية التنظيمية والعسكرية للحزب.
أما في موضوع الرد فجزم سعيد ، أن الأمين العام لحزب الله حسن نصرالله لا يمكن أن يرد على ما حصل بحرب لان إيران لا تريد الحرب، فهي تفاوض مع الولايات المتحدة الأميركية من أجل أن تحصل على مكاسب، ومكاسبها محسوبة ،فهي تريد رفع الحصار المفروض عليها،تحرير الاموال، رفع العقوبات وتسوية الملف النووي،كل هذه المواضيع هي محل تفاوض بين الجانب الإيراني والجانب الأميركي، ولأن إيران تفاوض لن تسمح لحزب الله أن يكون حرا في الرد على ما حصل وبالتالي يتبين يوما بعد يوم بأن حزب الله يأخذ أوامره الواضحة من ايران ولا يمكن أن يخوض حربا بمعزل عنها،بينما بنيامين نتانياهو يخوض حربا بمعزل عن الولايات المتحدة الأميركية بسبب تحريره من القيود الأميركية عليه .
أضاف سعيد ، اما الفضيحة الكبرى بما حصل في تفجيرات البيجر فهو وجود بيجر في جيب السفير الإيراني في بيروت وبالتالي فإن كل الكلام الذي كان يقال بأن حزب الله هو تنظيم لبناني ويأخذ أوامره من لبنان وبأن إيران تعاون الحزب في حربه ضد إسرائيل هو كلام غير صحيح ،فقد تبين العكس واظهر الحدث بأن رأس الحرية في التنظيم وصاحب الأوامر على هذا التنظيم والإمرة على سلاحه هي إمرة ايرانية صافية ،وهي فضيحة بحد ذاتها أن يكون رأس الديبلوماسية الإيرانية المنتشرة في كل العالم موجود كعنصر منظم في تنظيم تعتبره دوائر القرار العالمية تنظيما إرهابيا ،فإذا كان السفير الإيراني في لبنان سفيرا أمنيا وليس سفيرا سياسيا فماذا عن سفراء إيران في العالم؟ وكيف سينظر العالم إلى سفراء ايران؟هل سينظر لهم بأنهم دبلوماسيين ام أمنيين، وهذه بحد ذاتها فضيحة كبرى طالت إيران.
وختم ،من هنا لا أتوقع أي رد ،وسيستوعب السيد نصرالله ما حصل بصبر وسيتبع سياسة الصبر.
قصير
أما الكاتب والمحلل السياسي قاسم قصير فيؤكد لموقعنا انه، رغم حجم الضربة الأسرائلية فان الحزب نجح في استيعابها وكذلك بيئة الحزب وقد أدى ذلك الى تضامن كبير معه.
وإذ نفى أن تكون شبكة الاتصالات التابعة للحزب قد تعطلت، شدد على أن الاولوية كانت استيعاب ما حصل خصوصا اذا كان هناك تخوف من عملية عسكرية واسعة كان الحزب يستعد لها.
قصير رأى اننا أمام مرحلة خطيرة جدا هناك احتمال ان يكون ما جرى مقدمة لعمل عسكري كبير.
إلى ذلك شدد قصير أن السيد حسن نصر الله شرح ما حصل واكد استيعاب الضربة وان الحزب مستمر بالعمليات وسيرد لكنه استبعد أي تطورات سياسية جدية في المدى المنظور.